أنصارُ الله وما تحتاج إليه اليمن
محمد أمين عزالدين*
أين كان أنصارُ الله في العام 2004 م، وأين هم اليوم..!! الجماعة تمتلك مشروعاً، وتحمل رؤيةً واضحةً في مختلف الأصعدة، ورغم ذلك يحرصُ الخصومُ في الإصرار على اعتبارها مشكلةً بحد ذاتها؛ وبسبب هذا التقييم الأعوج أثبتت الأيامُ فشلَهم، وستظل تثبت أنهم أكثر فشلاً، وخاصة عندما عجزوا عن التعامل مع هذه الجماعة بالشكل الواعي والصحيح، فذهبوا للاستعانة عَليها بقوى العدوان؛ ظنًّا منهم أنهم سيُزيلونها من الخارطة اليمنية وهم في حقيقة الأمر قد جعلوا من الجماعة أكثرَ صلابةً وصموداً وتطويراً في أدائها وأداء الدولة عموماً ونفوذها الشعبي الواسع.
وتلك الحرب التي يشنونها اليوم على اليمن هي في الأخير تستهدفُ كُلّ اليمنيين بمختلف انتماءاتهم، كما تستهدف الأرض وما فيها من مقدرات..
وهنا أقول:
رغم ظروف العدوان والحصار والتحديات المختلفة، فأنصار الله يثبتون يوماً بعد يوم أنهم خلاف ما عرفه الناس عنهم من خلال حملات التضليل والتشويه المغرضة.
أنصار الله يحتاجون إلى مزيد من الوقت لإدَارَة الدولة وتحقيق الكثير من المنجزات وهم أهلٌ لذلك، يحتاجون إلى تعزيز الثقة بهم والوقوف إلى جانبهم بمسؤولية.
ونعم هناك العديد من الصعوبات والمخاطر والأخطاء؛ بسبب العدوان وما فرضه من حصار، وتعود أَيْضاً إلى سياستهم وسياسة شركائهم في ظل هذه الظروف، وهذا شيءٌ طبيعيٌّ، ويحتاج إلى تعاون متبادَل ومشارَكة لما فيه التصحيح وتجاوز ذلك، لا البقاء متفرجين وتحميلهم وحدَهم المسؤولية.
لا بد أن نخرُجَ من عقلية نحن وإلا الدمار، لا بد أن نفكِّرَ بعقولنا لا بعقول غيرنا، فنفهم الأشياء على حقيقتها وما الذي ينبغي لإحراز التقارب معها ومع غيرها.
اليمن اليوم في ظل قيادة هذه الجماعة وكافة المخلصين معها من أبناء الوطن تقف على أرض صلبة متحديةً 18 دولة تقود حرباً قذرةً علينا.. وتُحدِثُ تغييراً في المعادلة السياسية، وأن اليمنَ لن تكونَ في المرحلة المقبلة كما كانت عليه قبل العدوان من الهيمنة الخارجية والفساد المستشري.
وعليه: فلا بد من مد يد التصالح معها ما دامت تحرِصُ على ذلك وتسعى جاهدةً إليه، واليمنُ بنظرها للجميع وما لم يكن كذلك فلن يكونَ لأحد.
نحنُ باختصار أمام تجربة لها ما لها وعليها ما عليها، لكن المؤشرات تؤكد أنها تجربةٌ ناشئة في طريقها نحو تحقيق النهوض الشمولي للمجتمع، وعليه، فهذا يحتاج إلى وقتٍ وإلى شراكة حقيقيةٍ معها وبتعاوُنِ الجميعِ سيصلُ الناسُ إلى طريقٍ فيه الخيرُ للبلاد والعباد.
* قياديٌّ بحزب التنمية السلفي