وإطالة أمد العدوان قرار أمريكي أيضاً
محمد المنصور
منذُ البداية كان العدوان السعودي الإماراتي التحالفي المجرم على اليمن بقرار ودعم ومساندة أمريكية بريطانية لخدمة أجنداتهما الاستعمارية الصهيونية في اليمن والمنطقة.
تصريحاتُ وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة تصُبُّ في إطالة أمَدِ العدوان والحرب والحصار على اليمن، ولمزيد من استنزاف ونهب أموال السعودية والإمارات وتوريطهما أَكْثَر في الأزمة اليمنية لتمرير مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني بمقدماته التطبيعية المتسارعة وقرار ترامب نقْلَ السفارة الأمريكية للقدس من بين تلك المقدمات المشؤومة، والتي قوبلت رغم خطورتها بمواقفَ رسميةٍ سعودية عربية إسْلَامية خاضعة للمشيئة الأمريكية الصهيونية.
إدَارَةُ أوباما وخليفتُها إدَارَة ترامب كانتا حاضرتين في كُلّ تفاصيل العدوان على اليمن عسكريًّا واستخباراتيًّا وَسياسيًّا بمنح الغطاء للعدوان السعودي في الأُمَـم المتحدة ومنظماتها، بل وخلال جولات المشاورات مع المرتزقة كان السفراء والمستشارون الأمريكيون حاضرين في جنيف 1و2 والكويت يحددون سقْفَ التفاوض للمرتزقة، ويمارسون الضغوط على الوفد الوطني المفاوض، ولدرجة أن يعلن السفير الأمريكي تولر انتهاء مشاورات الكويت بنفسه.
تصريحاتُ وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بشأن تدريب الطيارين السعوديين على مزيد من الدقة لتنفيذ الضربات وتجنّب الخسائر في المدنيين، حسب زعمه، تأتي إعلاناً أمريكياً واضحاً بإطالة أَمَد الحرب والعدوان وللتغطية على المجازر السعودية الإماراتية اليومية بحق المدنيين اليمنيين، والتقليل من شأن التقارير الأُمَـمية والمواقف الإنْسَانية التي تحمِّلُ السعودية مسؤوليةَ قتل المدنيين، والتي كان آخرها تصريحات منسق الشؤون الإنْسَانية.
تصريحاتُ وزير الدفاع الأمريكي تناقِضُ تصريحاتِ ومواقف سابقة لإدَارَة ترامب بأن الحل للأزمة اليمنية لن يكونَ إلا سياسيًّا.
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة هذه المواقف الأمريكية العدوانية ضد أبناء الشعب اليمني الصابر الصامد والتي تتناقض وأبسط قوانين حقوق الإنْسَان وما يسمى الشرعية الدولية.
لا شك بأن تصريحاتِ وزير الدفاع الأمريكي تأتي في سياق إظهار الدعم والمساندة للسعودية والإمارات ومرتزقتهما الذين تكبدوا ولا يزالون خسائرَ بشرية ومادية كبيرة في الساحل الغربي وغيرها من الجبهات، كما أن تصريحاتِ الوزير الأمريكي لا تُخفي القلق من القدرات الصاروخية اليمنية التي باتت تؤرِّق وترعب الرياض وأبو ظبي بشكل جدي.
صمودُ الشعب اليمني وتحصين وَحدته الوطنية في الداخل، ورفد الجبهات بالرجال والدعم، وقيام المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ بدورهما في تخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الحصار والعدوان، سوف تكونُ الرد المناسب على العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
نجح صمودُ الشعب اليمني العظيم بوجه العدوان والحصار وللعام الثالث على التوالي في إرباك الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية في اليمن والمنطقة.
كما نجح الصمودُ اليمني بفضل الله وتضحيات الشعب اليمني وبحكمة قيادة السيد عَبدالملك الحوثي في هز العرش السعودي والإماراتي وإظهار الوجه القبيح للنظامين العميلين وتحالفهما الإجْرَامي القذر.
إعترافُ وزير الدفاع الأمريكي بالضلوع في العدوان والحصار يضعُ الحربَ والعدوانَ في سياقه الصحيح اللازم لتعزيز الوعي الوطني اليمني بضرورة الصبر والصمود والانتصار بعون الله.