إلى متى؟!
سعاد الشامي
إلى متى ستظَلُّ طائراتكم تستعرضُ قواها وتسحب السماء من فوق أيامنا لتقصف أَطْفَالنا ونساءنا؟!
إلى متى ستظل شهيتُكم متفتحةً على التلذذ بالأشلاء والدماء؟!
إلى متى ستظل صواريخكم توزّع القتل الجماعي والإبادة وهي تنهال على رؤوس الأبرياء في بيوتهم وأسواقهم وأماكن مزاوَلة أعمَالهم؟!
إلى متى ستظلون تنسجون أوهام انتصاراتكم الزائفة من خيوط الأشلاء المتناثرة والمتفحمة في الطرقات وتحت الركام؟!
إلى متى سيظل حصارُكم مسانداً لقصفكم مخترعاً طقوساً فتاكة لنكال حياة المواطن اليمني وإماتته جوعاً، محاولين تركيعه بتجويعه؟!
إلى متى ستظل أجساد المرتزقة جسور تطأونها بأقدامكم القذرة، تداس كالبلاط ذهاباً وإياباً حتى خلت أفئدتهم من كُلّ نبضات الحرية والعزة والكرامة والوطنية؟!
إلى متى ستظل مجازرُكم الوحشية تنسف قلعة الإنْسَانية المتهالكة المدعاة زوراً بعد أن وضعت أَكْبَر وحش إجْرَامي حارسا على أبوابها؟!
إلى متى سيظل الصمت هو الشيء الوحيد الذي تتقن عزفه ألسنة المجتمع الدولي في حضرة تلك المشاهد الدامية؟!
ربما لا داعي لكثرة تلك التساؤلات؛ لأننا في هذا الوقت ومهما بلغ منا الوجع ذروته على يقين أنه سيمضي وتحل عدالة السماء منصفة لمظلومية وطن تشبعت تربته من دماء أبنائه الأبرياء!
ولتعلموا علم اليقين أن ارتكاب تلك المجازر ليس غريباً في شرعكم كطغاة وليس صعبا ردنا عليه كمظلومين ولا تكمن المعجزة هنا وإنما في عواقب الأمور المحتومة قطعاً للمتقين.