السعوديون يستقبلون العام الجديد بارتفاع كبير في الأسعار ويطلقون حملة “الراتب ما يكفي الحاجة”
المسيرة| خاص
استقبل مواطنو السعودية، العامَ الميلاديَّ الجديد، بضربة اقتصادية جديدة وجّهتها لهم سلطاتُ النظام، من خلال البدء برفع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية، الأمر الذي أشعل موجةَ سخط شعبية واسعة، انفجرت بشكل أوضح في شبكات التواصل الاجتماعي، مع الساعات الأولى من العام الجديد.
الحكومة السعودية أعلنت بدء تطبيق الأسعار الجديدة للمشتقات النفطية، ابتداء من يوم، أمس الاثنين، الأول من يناير، وجراء ذلك، تدافع مواطنو المملكة على محطات المشتقات النفطية للتزود بالوقود؛ أملاً في تدارك السعر القديم، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو أظهرت طوابير طويلة من السيارات والشاحنات حول عدد من المحطات تنتظر دورها للتعبئة.
ويبرّر ذلك التدافع، نسبة الزيادة الجديدة في أسعار المشتقات النفطية، حيث أفادت وكالات أنباء أن سعرَ اللتر الواحد من بنزين 91 صار ( 37, 1 ريال ) بدلاً عن (75 هللة)، أي أن سعره ارتفع بنسبة تتجاوز 97%، فيما صار سعر اللتر الواحد من بنزين 95 ( 04, 2 ريال) بدلاً عن (72 هللة)، ما يعني أن نسبة الارتفاع في السعر تجاوزت 100%.
ولم يقف الأمر عن هذا الحد، إذ دخلت “ضريبةُ القيمة المضافة” حيّز التنفيذ في الوقت ذاته، بالتزامن معَ ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، ما تعني ارتفاع أسعار السلع الغذائية ومختلف المنتجات، الأمر الذي يضاعف من العبء على المواطنين أكثر فأكثر.
على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، كانت جُملة “الراتب ما يكفي الحاجة” هي جُملة الهاشتاج الأكثر انتشاراً في السعودية، أمس الاثنين، وتحت هذا الهاشتاج غرّد الآلاف من المواطنين والناشطين السعوديين محتجين على قرار رفع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية، ومستعرضين حجم الصدمة التي تعرضوا لها جراء القرار.
التغريدات جلبت ضجةً كبيرةً، وصلت إلى الكثير من نشطاء العالم والمراقبين من خارج السعودية، ووسط حالة من الاستنكار تساءل الكثيرون: أين تذهب أموال المملكة الأغنى بالنفط، بينما يعاني مواطنوها من ارتفاع الأسعار؟
المغرّدون السعوديون أَيْضاً تطرقوا أَيْضاً، في إطار الاستنكار، إلى فساد نظام الحكم، مستعرضين الأموال الطائلة التي يتصرف بها ولي العهد “محمد بن سلمان” لصالحه الشخصي في شراء المنازل واليخوت الخَاصَّـة به وبأسرته، كما تطرقوا إلى المشاريع العبثية التي يعلن النظام عن تمويلها وافتتاحها بدون أن يكونَ لها أي أثر، في الوقت الذي يعانون فيه من أعباء معيشية باتت تثقل كاهلهم بشكل متزايد ومستمر.