السيد نصر الله: قرار ترامب نهاية لإسرائيل والمقاومة باتت أقوى من أي وقت مضى
المسيرة| متابعات
وصَفَ الأمينُ العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، القرارَ الأخيرَ للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس، أنه “نهاية إسرائيل”، وأنه ضرب مسار التسوية في الصميم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشار السيد نصر الله، خلال لقاء تلفزيوني أجرته معه قناةُ الميادين نهاية الأسبوع الفائت، إلى أن عمليةَ السلام انتهت بعد قرار ترامب وتصويت حزب الليكود وقرار الكنيست الأخير بهذا الشأن، مؤكّداً على أن نهج التسوية لن يؤديَ إلى نتيجة، وأن الحلَّ هو اعتماد نهج المقاومة الذي حقق الإنجازات والانتصارات.
وكشف السيدُ نصر الله عن أنه التقى مؤخراً وفوداً من الفصائل الفلسطينية، وكان آخر هذه اللقاءات السبت الماضي مع حركة “فتح”، مُشيراً إلى أن حزبَ الله حرص خلال اجتماعاته مع الفصائل الفلسطينية على العمل على نقطة إجماع، لافتاً إلى أن القدس شّكلت جوهر هذه اللقاءات كما تم تثبيت التنسيق بين هذه الفصائل في كُلّ الساحات.
وأضاف السيد نصر الله أنه من الواجب دعمُ المقاومة في فلسطين بالسلاح بشكل دائم، وليس فقط كردة فعل على قرار ترامب الأخير بشأن القدس، قائلاً “لن نترددَ في اغتنام أية فرصة لتقديم الدعم والسلاح للمقاومة في فلسطين”.
وأشار نصر الله إلى أن حركة “فتح” أبدت في اللقاءات الأخيرة مع حزب الله موافقتها على الانتفاضة، وأكدت أنها جزءٌ أساسي في هذه الانتفاضة، معتبراً أن حضور “فتح” في الشارع والحراك الشعبي هو أمرٌ تسلّم به كُلّ الفصائل.
كما أشار إلى أن ترامب يأخذ المنطقة إلى منحىً جديدٍ، وأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وأن “الشعب الفلسطيني متمسك بالقدس عاصمةً لدولة فلسطين ولن يتخلّى عن ذلك”.
واعتبر السيد نصر الله أن قواعد الاشتباك في أية حرب ستكون خاضعةً للمراجعة وللظروف والأحداث، لافتاً إلى أن من أهم عناصر المعركة مع العدو هو “المفاجأة” وأن “المقاومة تحتفظ لنفسها بالمفاجآت في الميدان”.
وأكد نصر الله على أن المقاومة تعملُ ليلاً ونهاراً للحصول على كُلّ سلاح يمكّنها من الانتصار في أية حرب مقبلة.
وعن وضْعِ محور المقاومة في المنطقة، أَكَّدَ السيدُ نصر الله أن المقاومةَ باتت أقوى من أي زمن مضى، مشيراً إلى “واقعاً مقاوماً” سيخرج من سوريا رغم جراحها المثخنة، وأضاف “يجب أن نضعَ نصب أعيننا احتمال الحرب بعد قرارات ترامب ونتنياهو”.
ولفت نصر الله إلى أن محورَ المقاومة يضم أيضاً اليمنَ المستعدَّ للمشاركة في هذا المحور، وتابع “إذا حصلت حرب كبرى كُلّ الاحتمالات واردة بما فيها الدخول إلى الجليل”
وأشار نصرُ الله إلى أن من يستطيع هزيمة تنظيم “داعش”، بإمْكَانه هزيمة الجيش الإسرائيلي، مضيفاً: “قوة العدو ليست ذاتية ويمكن إلحاق الهزيمة به والدليل هو إسقاط مقولة الجيش الذي لا يُهزم”.
ولفت نصر الله إلى أنه كان بإمْكَاننا الانتصار على “داعش” في وقت أقصر لو لم يكن هناك دعم أميركي لهذا التنظيم بحسب قوله، معتبراً أن “الجيش الإسرائيلي ضعيفٌ ولا يُقارن بقوة داعش الذي هزمناه”.
ووضّح أن من أهم عناصر القوة لدى محور المقاومة هو “أن هناك عشراتِ آلاف المقاتلين المستعدّين لخوض المعركة الكبرى مع الصهاينة”، مؤكّداً على أن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي لم تستطع منع رفع قدرات وجهوزية المقاومة.
وعن الوضع في الجنوب السوري، قال السيد نصر الله أن من حق الإسرائيليين أن يقلقوا في ظل الخبرة التي اكتسبها المقاومون والمقاتلون في سوريا، وأضاف “من الطبيعي أن يُقلق وجودنا في الجنوب السوري الإسرائيليين والمقاومة موجودة فعلاً هناك”.
وكشف أمين عام حزب الله عن عروض أتت له من إدَارَة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن ومن أجهزة استخبارات أيام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حيث قال إن إدَارَة بوش عرضت شطب الحزب عن قائمة الإرهاب وإعَادَة الأسرى ورفع الفيتو عن مشاركة الحزب في الحكومة، بالإضافة إلى رفع كُلّ القيود وتقديم ملياري دولار للحزب واحتفاظه بالسلاح من دون صواريخ الكاتيوشا، وذلك مقابل عدم إطلاق النار على إسرائيل حتى لو قامت إسرائيل بالاعتداء على لبنان، وعدم تقديم الحزب أية مساعدة للفلسطينيين أن كان تسليحاً أَوْ تدريباً، وقال إن آخرَ المحاولات الأميركية للتوصل مع حزب الله كانت بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، لكن قبل استلامه منصبه.
وعن تنظيم “داعش”، أَكَّدَ السيد نصر الله أن الأميركيين حريصون على التنظيم، مستدلّاً بتحذير واشنطن لموسكو بعدم القيام بأي قصف شرق الفرات لتأكيد ذلك، كما اعتبر نصر الله أن “دولة داعش” سقطت لكن التنظيم ما زال موجوداً في سوريا وليبيا وغيرهما من الدول، وكذلك تنظيم “جبهة النصرة”، مضيفاً أنه “من الخطأ الظن بأن الحرب وضعت أوزارها في سوريا لكنّها في مراحلها الأخيرة”.
وأشار نصر الله إلى أن الحربَ في سوريا تحتاجُ كحد أقصى إلى سنة أَوْ سنتين لتضعَ أوزارَها بشكل نهائي، مؤكداً أن الأسدَ باقٍ في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية وأنه قد يترشح مجدداً، وشدّد على أن حزبَ الله لن يتردد في الدفاع عن سوريا إذا اعتدت إسرائيل عليها، معتبراً أن “العامل الأساسَ في الانتصار هو السوريون أنفسهم وفي مقدمهم الرئيس الأسد وفريقه المتماسك”.
ولفت نصر الله إلى أن تجربة سوريا كانت تجربة جديدة بالنسبة لحزب الله، كاشفاً أن الحزبَ نقل للجيش السوري تجربته في حرب العصابات التي اكتسبها خلال حرب تموز/ يوليو 2006.
وعن الملف اللبناني، كشف السيد نصر الله بأن حزبَ الله يمتلك معلومات تفيد بأن ما كان يتم التحضير له من قبل السعودية خطيرٌ بالنسبة للبنان، حيث قال إن “السعودية كانت تخطّط لقبول استقالة الحرير وعدم عودته، وبالتالي تعيين رئيس حكومة جديدة في لبنان”.
وأشار نصر الله إلى أن المخطط السعودي كان يقضي بإيصال لبنان إلى فراغ حكومي وبالتالي إلى الفوضى وحتى إلى نشر السلاح على أراضيه، وقال إنَّ دولاً حليفةً للسعودية أبلغت مسؤولين لبنانيين عن المخطط السعودي، مضيفاً أن الفرنسيين لديهم هذه المعطيات، وأن “على اللبنانيين أن يعلموا أنه تم إنقاذ لبنان من مخطط خطير وفوضى وحرب أهلية”.
وعما يجري في إيران، قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إن المظاهرات يتم استيعابها بشكل جيّد، وهي لا تُقارَن بما جرى عام 2009، مشيراً إلى المشكلة في هذا البلد اليوم ليست سياسية.
ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك قوىً سياسيةً دخلت على خط الأزمة في إيران، وأنها استغلّت التظاهرات وأخذتها بالاتجاه السياسي، وتابع أن “القيادة في إيران تعاطت بهدوء مع الأزمة وتم فرز المحتجين عن المشاغبين”.
واعتبر أمين عام حزب الله أن حجم الاحتجاجات في إيران ليس كبيراً، وأن ما ضخّم الموضوع هو أعمال الشغب والتدخل الخارجي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والسعودية دخلتا على خط الأزمة في إيران واستغلّتا التظاهرات.