مأرب التي نريد!
الشيخ محمد طعيمان
– مأرب التي كنا لا نريدُها أن تكون مقلباً للنفايات. فكانت بكل أسف.
– مأرب التي كنا لا نريدها أن تكون بؤرةَ العمالة والارتزاق، فكانت بكل أسف واعتذار لشعبنا.
– مأرب التي كنا ولا زلنا نرفض. أن تكون موطئاً لأقدام الأجنبي والغازي المحتل فكانت مع الأسف والاعتذار لوطننا.
– مأرب التي كنا ولا زلنا لا نريد أن تكون غرفة عمليات مشتركة لطيران تحالف العدوان أداة جريمة قتل النساء والأطفال والمدنيين اليمنيين، فكانت وللأسف مع الاعتذار لأسر الضحايا.
– مأرب التي أَصْبَحت مركَزَ استقطاب لشراء المغرر بهم من أنحاء اليمن للقتال مع صفوف وجحافل الغزاة لقتل الشعب وتدمير اليمن مقابل المال والخيانة وصارت وكراً لإيواء العصابات والتطرف والإرْهَاب.
وللأسف لقد تحولت مأرب إلى سوقٍ سوداءً لاختلاس ثروة الشعب واستغلالها وبيعها للشعب بأغلى الأسعار وزيادة ومضاعفة المعاناة والحرمان والحصار.
مَن كان يصدق أن مأرب ستدمّر بعضها من مدن وقرى ومناطقَ بصرواح وحريب القراميش وبدبدة ومجزر ومدغل بالحرب وسلاح الجو الأجنبي ليبقى الجزء الآخر سليماً ومرتعاً لهوامير الفساد وتجار الحروب ولسواد عيون المحتل ومصدر لشروره والتنكيل باليمن.
– مأرب التي أَصْبَح معظمُ أهلها غرباءً فيها ومهمشين ومقصيين عن إدارتها وتحت وصاية الغير وتحتَ رحمة نفاية الهاربين وأَدَوَات الأجانب وأحزاب العمالة ودول التحالف.
– لقد تحولت مأرب إلى سجن كبير للقريب والبعيد ومخفر لاستيقاف المارة والعبور والاساءات على حساب أبناء مأرب وقبائلها من الشرفاء والأحرار وتأريخها وإصالتها.
– ولقد تحولت مأرب إلى ساحة قمع للحريات والتعبير عن الرأي، وأية مطالبات بالحقوق والواجبات وإخماد الأصوات وقتل المظاهرات السلمية وقتل أبناء القبائل عبر النقاط الأمنية وقتل الرهائن وتعذيب الأسرى حتى الموت وبيع الأسرى اليمنيين للمحتل الإماراتي والسعودي بكل أسف واعتذار لشعبنا عن كُلّ هذا العار، ولا حول ولا قوة الا بالله.
– وبعد أن حازت مأرب على تدفق أموال البنوك والدول الغازية والأسلحة والذخائر وكل الدعم السخي من تحالف العدوان والأموال المكدسة في البنك وواردات النفط والغاز وعائدات السوق السوداء على حساب المعاناة وكاهل الشعب اليمني المحاصر.
– وهنا يأتي السؤال أين ذهبت المليارات المحصلة من الداخل والخارج والتي تكفي لبناء عدة دول بكامل خدماتها وتكفي لترفيه شعوب بأكملها، ومحو كُلّ معاناتها ونقلها إلى أعلى مستويات التطور والرقي.
– هل من المعقول أن تذوبَ هذه الأحلام في توسعة وإنارة شارعين أَوْ ثلاثة في مربع أصغر مدينة في اليمن، أَوْ بناء جامعة أَوْ كلية أَوْ صرف صحي وترميمات ومرافق بنية مُؤَسّسية؟
– الهدف من إنجازها ذَرُّ الرماد على عيون الجهل وغطاء لفساد الهوامير وتجار الحروب والدمار لنهب وسلب المال العام والدعم الخارجي وصفقات العمالة، في ظل الحرمان من كامل الرواتب وصرف علاواتها وتأخيرها بالقرصنة والاستغلال وحرمان كُلّ مديريات السيطرة من جميع الخدمات وأبسطها.
– نعم هذه حقيقةُ مأرب في عيون أبنائها الشرفاء من المشردين والنازحين القائمين بواجب الدفاع عن الوطن بجانب الشعب اليمني المحاصَر ضد الغازي والمحتل ويشاركون إخوانهم كُلّ المعاناة؛ بِسَبَب الحرب والحصار والعدوان، وكذلك هي في أنظار الشعب اليمني، وما خفي كان أعظم.
– ومن المخجل بعد كُلّ ما ذكر أن نسمعَ مَن يقول: مأرب احتضنت وأكرمت وعملت وتركت وَ… وَ… إلخ
هكذا يروَنها بغشاوة وعمى أبصارهم التي ذر العدوان والفساد رمادَه على العيون، يا هؤلاء المخدوعون والمحرومون من أبناء مأرب اقرأوا مأرب من خلال ما ذكرنا لمعرفة وضعكم الحقيقي بمعاناتكم الظاهرة تحت التسلط والحرمان الحالي، وأين من المفترض أن تكونوا بحجم الأموال المكدسة تحت يد المتسلطين عليكم من أَدَوَات. العدوان وأسيادهم الغزاة المحتلين.
وختاماً:
نقول إن مأرب لن تكونَ مأرب الخير والعطاء الا عند ما تتحرر من النفايات والاحتلال وتعود إلى حُضن الوطن على أيدي أبنائها الأحرار وشرفاء الشعب اليمني.. وذلك سيكون قريباً بإذن الله.