مقبرة التورنيدو!
د. مصباح الهمداني
ما يزالُ صدى كلمة القائد يرُجُّ جدرانَ مملكة الشيطان وحلفها الإجرامي الجبان، منذ قال يومًا “أنا قول وفعل”، وقال في غيره “نحن بصدد تطوير دفاعاتنا الجوية”، وأضاف في ثالث “والبحرية”، ومع ارتعاشِ طبلاتِ الغزاة، وأقدامِ مُرتزقة الغزاة، كانت الأيادي اليمنية الطاهرة النقية تُترجِمَ حروفَ القائِدِ في معزوفاتٍ هندسية، ولمساتٍ حديدية، مطليةٌ بالذِّكرِ والإيْمَان، ومخلوطةٌ بالحكمةِ والإتقان.
سمعُوا جميعهم القول، وما تأخرَ الفِعل، فأُحرقَ المطار، واندثرتِ القصور، واشتعلتِ القواعِد، وتقاطَرتِ الصواريخُ الباليستية كمطرٍ من سجيل، ما يكادُ يغيبُ عن الرياض، حتى يُنزِلَ الرعب والهلعَ في نجران، وبلا استراحة يُذيقَ المرتزقةِ أشدَّ الشواء في ضواحي نِهم، ولا يطيب له خاطرٌ إلا بزيارة بقايا المرتزقةِ في الجوف..
ومع اشتعالِ البرِّ بنارٍ ملتهبة في أيامٍ قليلة، كان البحرُ ورجاله في أشدِّ الشوقِ، لإشعالِ بركانِ الميلاد، والاحتفالُ بسنةِ النصر 2018 بطريقةٍ ذهبيةٍ مميزة، فكحلوا تقنيات وإمْكَانيات العدو بالكُحلِ اليمني، وأخذوا العروسة الأمريكية في كاملِ زينتها، وبكل رضاها ورغبتها، بل انساقت إليهم مطيعةً منقادة، حتى أوصلوا الغواصة الأمريكية المتطورة إلى برِّ الأمان، وودّعوا العام واستقبلوا عامًا بالفاتنة الصفراء، والتي هي في طريقها لتُخلِّف لرجال الحربية قوافلَ من رَحِمِهَا المصُون.
واليومَ هو السابعَ من الشهر الأول، وفيه يأبى رجالُ الجويةِ وفرسانُ الطيران، ونبلاءُ الفضاء، إلّا أن يُترجِموا الحرفَ الثالثَ لقائدهم إلى معجزةٍ أرضيةٍ جوية، ويدخُلُ التسديد والتصنيع اليمني المُبارك، ليُبطِلَ كيدَ ما صنعوا، وما على تثبيته اجتمعوا، ويقتحمُ الصاروخُ اليمني الإيْمَاني دهاليز مفخرةِ الصناعة الأوربية والتي اجتمعت على صناعتها دولٌ كثيرةٌ، منها ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، ويستقرُّ اليمني العربي الأصيلُ في أحشائها، ويجبِرُها على أن تركعَ صاغرةً ذليلة، في أرضِ صعدة الصابرة، في أرضِ الطُّهرِ والمجد، في أرضِ العزة والفخر، في أرضِ أولي البأس الشديد، في أرضِ الحكمةِ والإيْمَان.
أسقِطت طائرةُ التورنادو الحربية العملاقة، المقاتلة والمطاردة، والتي تحلق بحمولةٍ ثقيلة بسرعة أسرع من الصوت، وتمتلك الصواريخ القادرة على التخفي من الرادارات، والتي لم يتم إسقاطها أبدًا في أية حربٍ في العالم إلا مرةً واحدة كانت بصاروخ باتريوت أمريكي.
وهي التي قتلَتْ المآت بل الآلاف من أطفال ونساء ومزارع وجسور ومدارس ومستشفيات..
أُسقِطَت بأياديَ يمانيةٍ وبقيادةٍ إيْمَانيةٍ، فيما لا يزالُ سلمان وابنه المهفوف يُسقطا أكفهما القذرة على وجوه عبيدهم الأذلاء في الفنادق، ويقولون لهم بعدَ كلِّ ملطام:
“كذَبتُم علينا، أفقرتمونا، فرقتم شملَ عائلتنا، ورطتمونا، هذه أصبحَت فيتنام اليمن”.
وتتوالى الملاطيم ويتبعها الابنُ وأبوه قائلين “أينَ آخر رمق يا ملاعين، وهُم يُسقطون الطائرات؟!”.
ولأنَّ الحكمةَ والإيْمَانَ والبأسُ والقوة يمانية بنَصِّ القرآنِ والسُّنة، فقد أصبحتْ رمالُ ميدي والمخاء وجبال نهم والجوف وصرواح مقابرَ للعملاءِ ومرتزقتهم، وأصبحتِ المياه مقبرةً لضفادعهم المُستأجرة، وأصبحت وِديانٌ كاملة كوادي جارة مقبرةً للدبابات، وها هو القائدُ ورجاله العظماء يدشّنون بداية مرحلة جديدة بعنوان مقابر الطائرات، وسيكون لتوريندو مقبرةٌ، خَاصَّـةً تستحقها بما قد أجرمتْ.
وختامًا: شكرًا لله.
وَللقائدِ ولرجال التصنيع والجوية والبحرية والميادين، ولكل مجاهدٍ حُرٍّ بطلٍ, ألف ألف تحية, ومثلُها لأهلهم الشرفاء الأنقياء المخلصين.