أفلاك السماوات تنحني احتراماً لإرادة المستضعفين
جميل أنعم العبسي
على تخوم نجرانَ، وبعد أَكْثَـر من 1000 يوم من العدوان على اليمن يرقُصُ مجاهدو الجيش واللجان الشعبية على أنقاض طائرة “تورنادو” معادية أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية بصاروخ أرض – جو مطور محلياً بعد أن فعلت أيادي الخيانة والعمالة فعلَها لتدمير منظومات الدفاع الجوي وتفكيكها..
وقبل لحظات من هذه المشاهد هرعت أربع طائرات أباتشي معادية إلى مكان سقوط طائرة التورنيدو، قالوا لإجلاء الطيارين، لكنها كانت تشن غارات على الطائرة الساقطة لإخفاء معالمها وطمر الفضيحة.
عدسةُ الإعلام الحربي وثّقت ورصدت الفضيحة، وهناك ما لا يقبل النشر يخدش حياء الكبرياء، ويثلج الصدور ويبهر العقول من مطاردة الصاروخ اليمني للطائرة السعودية في أجواء صعدة ومحاولة المراوغة الفاشلة تنتهي بهتك عذرية سلاح الجو الناتوي بصراخ مدوي.
وهنا في صنعاء كانت مشاهد أُخْـرَى للحظة إصابة طائرة F15 معادية في سماء العاصمة بكاميرا حرارية كشفت جنح الظلام وألجمت كُلّ المشككين وأصحاب نظريات “عودوا إلى الكهوف يا متخلفين”.. وها نحن نرى التخلف بأم عينه في أعينهم..
وهنا كانت زوامل يمانية خالدة أصيلة وأقدام مجاهدين اثنين تتراقص على أنقاض حُطام الطائرة، دقّقوا جيداً، فخلف الزامل وعدسة الإعلام الحربي وبقايا الحطام وشموخ الكلاشنكوف على أكتاف العِظام فرحاً بالتنكيل بجحافل اللئام.. ألف حكاية وألف رواية لأسطورة الصمود الإلهي، وأيقونة النصر التأريخي، حصار ودمار ومؤامرات، وإرادة يمنية يكسرونها تقوم أقوى وأرهفْ، يقتلونها تأتي من آخر القتل أعصفْ.
أَكْثَـر من 200 مليار دولار تكاليف تحالف العدوان لإخضاع اليمن في أشهرها الأولى، والأكيد أَكْثَـر اليوم، في مواجهة شعث غُبْرٍ صنعوا من الصفر أرقاماً تربَّعت السماواتِ والأفلاك بمنظومة دفاعية تم تطوريها محلياً في زمن الشح والقليل، ومن مستضعفي الوديان والقرى وحتى المدن إلى مرعبي طائرات التايفون والتورنتدو والإف 15 و16 في أفلاك السماء.
للحدث ألف عنوان وكتاب، وللإنجاز فصلٌ كاملٌ يفرض نفسه على صفحات التأريخ والعلوم العسكرية، كمّاً ونوعاً وقدرات، إهانة للطائرات الحديثة وإهانة أَكْبَـر للشركات، إطاحة بأساطير وانتصار أصحاب الحق والصبر والثبات، وواقع لا مناص منه أن النصرَ قاب قوسين أَوْ أدنى، وبشر الصابرين.
مبروكٌ للمستضعفين هذا الإنجاز العظيم، ونقبّل الثرى من تحت أقدام المجاهدين الصابرين الواثقين بوعد الله.. صلواتُ ربي عليكم يا جُندَ الله وأولياءَه.. نتشرف أن ننتميَ لهذه المدرسة العظيمة، ونتشرفَ أن تكونَ قلوبنا أحذية لأقدامكم.. فيا مصطفى.. أيُّ سِر تحت القميص المنتفْ.. كفجأة الغيب تهمي.. وكالبراكين تزحفْ.. لِم أنت بالكل أحفى.. من كُلّ أذكى وأثقفْ؟.. من كُلّ نبض تغني.. يبكون من سب أهيفْ.. إلى المدى أنت أهدى.. وبالسراديب أعرفْ… يا مصطفى، يا كتابًا… من كُلّ قلب تألفْ.. ويا زمانًا سَيأتي.. يمحو الزمان المزيفْ.