حقيقة 1000 يوم وغلاف 33 عاماً!!
همام إبراهيم
عندَما تنظُرُ لغلافٍ جميلٍ لكتابٍ ما قد يبهرك حقاً، كتلك البوابات الفارهة على المُؤَسّسات والوزارات المهترئة، وإن أردت أن تعرفَ الحقيقة لشخص ما أَوْ منطقة ما أَوْ نظام ما، ستعرفه في المواقف التي تظهر ما يختزله بداخله وتغربله لتظهره على السطح دون أية شبهة أَوْ التباس، قد تكون هناك صدمةٌ!! إن شعرت بمثل هذا الشعور فاعلم حتماً أنك كنت مخدوعاً، وليس هناك معنى آخر لمفهوم صدمة الإنْسَان.
وبالتالي ما كان يتم عمله في الرخاء يظهر في الشدائد، ولنا مثال قُـرْآني عمل النبي يوسف سبع سنوات ظهر أثره في شدة السبع الأُخْـرَى، وهكذا تعلم حقيقة الدولة ومدى نجاح قائدها ونظامه من عدمه، ومشاريعه الحقيقية التي تنهض وتواجه أية تحديات قد تظهر وهنا نعرف التخطيط وجدية القيادة في استشعار المسؤولية من غيابها، وبالأحرى عدم الاكتراث نتيجة توجه القيادة لمشاريع أُخْـرَى شخصية فئوية حزبية خارجية في نهاية المطاف ليست في المصب المطلوب والصحيح
منها أن تنصدمَ بأن دولتك كانت مجرد خواء فارغ مغلف بغطاء براق صوري خداع، ففي ووضعك الان هو حقيقة دولتك آنذاك وما كان تحت الغلاف ومضمونه، ويقال احتفظ بقرشك الابيض ليومك الاسود، ولم نرَ قرشاً لا في يوم أبيض ولا أسود!!
أسألْ احتياجاتك اليوم تدللْك على احتياجاتك بالأمس، لتكتشفَ هي ذاتها لم تتغير بل تزداد حجم الفهوة توسعاً، وهي تراكمات وأعراض، ولديك بعضٌ من الأحجار قد تم الإجهاز عليها، فهل هذه النهضة هي المطلوبة!! مجرد حجارة!!
دولة مستأجرة!! دولة لا تصنع!! دولة تؤجر ثرواتها للأجانب!! دولة مجرد سمسار بين المواطن والاجنبي لإيصال احتياجاته مقابل اتاوات ليست ضرائب، التنمية هي تلك القصور في شارع حدة وبعض المزارع المملوكة لكبار قيادات الدولة وفي دول أُخْـرَى!!
حقائقُ مرعبةٌ كانت متخفيةً بلباس نسائي أسود يظهر عليها الحشمة حتى تنصدم بحقيقة تلك الحشمة، قصور ممتلئة بالأسلحة والأموال والبذخ والرفاهية والترف القاروني الفرعوني، الراديو تضج بنا ليلاً ونهاراً باسمه والتلفزيون صاخب بصورته واسمه آناء الليل والنهار، الاحتفالات الوطنية تنسب له كقائد ثورة ولا يزال في بطن أمه!!
هذا استبدادٌ واحتيالٌ فظيع وأفظع منه مَن دفعوا به وهم ذنوبه ولاذوا بالفرار وتركوه، هذه نتيجة منهج قائد كان دأبه هذا النهج المراوغ، ولن يترددوا أن يتحالفوا مع الشيطان ذاته لو أتاح لهم إبليس ذلك، لكنه سيتبرأ من فعلهم يوما ما وهو على الله قريب..
وما عدوان اليوم ببعيد، فكم من مآسيَ وجرائمَ وحصارٍ وقتل وتشريد ونزوح طيلة 1000 يوم، البعض تجرد من مبادئه الإنْسَانية والدينية والأخلاقية، فلم يراعِ أية حرمة لتلك الدماء المسفوحة لعشرات الآلاف من نساء بلده وأطفالها وأشلائهم تتناثر كُلّ يوم وكأن بلدي اليوم في القطب الشمالي يتناثر الثلج هناك، فيما تتناثر هنا بقية أجساد الإنْسَان اليمني المسلم، أباً شيخاً كبيراً وطفلاً صغيراً وامرأة لا ندفن إلّا خصلات من بقية شعرها يعري أشباه الرجال ويستغيث بنخوة الرجال وغيرتهم وما تبقى من شرف وحمية ولا يجد حتى حمية الجاهلية الأولى!!
وتظهر الحقائق كعادتها؛ كونها سنناً إلهية لا تتغير ولا تتبدل ولا تتأخر، ولذا بناء الإنْسَان هي التنمية التي ستعمر الأرض وتكون يوسفَ آخرَ وتجسد الاستخلاف الإلهي العظيم، ولن أرى هذا إلّا في هذه المسيرة القُـرْآنية؛ كونها نابعةً من قلب القُـرْآن وقيادة قُـرْآنية وبملازم لازمت القُـرْآن وبلسان قومها كما القُـرْآن بلسان قومه وهكذا هو القُـرْآن عظيم بعظمة الله العزيز وبعظمة الثابتين في جبهات الجهاد في سبيل الله وعلى أيديهم يكتُبُ اللهُ النصر.