راقصون بلا نغم
يحيى مقبل
الأممُ المتحدةُ والمجتمعُ الدوليُّ يقبضون المالَ من السعودية والإمارات مقابل أن يبتعدوا عن المشهد اليمني، ويكتفون بمشاهَدة الأحداث المأساوية في اليمن كمتفرِّجين لا مُبالين!.
إنَّ هذا العالَمَ قد جعله المال السعودي والإماراتي عالماً ينأى بنفسه عما يحدث في اليمن وبالتالي لامبالياً، فيرى المَشاهدَ التي تَعْرِضُ جوعَنا ومرضنا وموتنا مشاهد مسرحية، فكل مآسينا تتحول إلى كوميديا تثير ضحك العالم لا شفقته، فمنذ بدء العدوان على اليمن والكثير من وسائل الإعْلَام ومنظمات المجتمع المدني تؤكد للعالم اللامبالي أن الاف الأبرياء يقتلون دونما جريرة، وأن الملايين يتضورون جوعاً، وأن الوباءَ يتفشَّى بشكل لا سابقة له في التأريخ، ولكن وكما قال برغنجسون فيكفي “أن نسد آذاننا بوجه صوت الموسيقى، في صالون فيه حفلة راقصة، حتى يظهر لنا الراقصون سخفاء في الحال”.
راقصون على غيرِ نغم، هكذا نبدو بنظر الأمم المتحدة التي سدت أُذُنَها، فلا ترى في المجازر المرتكبة في الأسواق والأعراس والمنازل والطرقات وفي هدم المدارس والجسور وفي الأجساد وقد شوهها الجوع والوباء، إلا كفيلم يحاكي حرباً همجية.
وكأن المأساةَ التي يعيشها الشعبُ اليمني، ليست مأساةً حقيقيةً بنظر هذا العالم وإنما مأساةٌ يونانية كتبها اسخولوس أَوْ سوفقليس.
ولهذا لم تأتِ زيارةُ الوفد الأممي للوقوف على حجم المأساة ووضع حَدٍّ لها وإنما للتفاوض على تسليم ميناء الحديدة.