إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا..
بشرى عبده
تداول ناشطو وإعلاميو العدوان ومرتزقتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وفي قنواتهم خبراً كاذباً كعادتهم، كما أنه مملوءٌ بالتناقضات عن حادثة قتل حصلت لامرأة مجهولة الهُوية في محافظة إب، مدعين أن اسمَها هو أمل القليصي، وأنها ناشطةٌ تقومُ بتدريب الفتيات، وأنها حصلت على معلومات خطيرة عن مليشيا الحوثيين، مما جعلهم يختطفونها، ثم يغتصبونها، ثم يقتلونها، ويرمون بجثتها في مديرية الظاهر في طريق فرعي!!
وتداوُلُ مثل هذه الأخبار الغرضُ منها هو إثارةُ البلبلة والخوف والسخط بين الناس، بطريقة تهدِّدَ السلمَ الأهلي، ولا تخدُمُ إلا العدوانَ، بدليل أن من يتناقلونها بشكل كبير هم ناشطو “الشرعية” التي طائراتها تقصفُ نساءَ اليمن ليلاً ونهاراً..
وبالتأكيد أن على أجهزة الأمن القيامَ بواجبها وضبط الجُناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءَهم العادل، وبحسب معلوماتي فقد تم القبضُ على مشتبهين، ولكني أوَدُّ هنا أن أتطرَّقَ لهذا الموضوع من عدة محاورَ:ــ
أولاً:ــ الضحيةُ فتاة تُدعى “ت. أ. ب” اختفت قبل أشهر، وأجهزة الأمن تبحث عنها، وبعد إجراء التحقيقات حول الجثة تم التعرُّفُ عليها، فمن أين عرفوا أن اسمها هو (أمل القليصي)؟
ثانياً:ــ أليست مليشيا الحوثي ـــ على حد زعمهم ـــــ هي من أمنها مرتزقة الرياض على عائلاتهم، فكانوا يسافرون بعائلاتهم للسكن في صنعاء، آمنين مطمئنين عليهم، ثم يذهبون بدورهم إلى القتال في تعز وغيرها ضد الحوثيين!!، فكيف تقومُ هذه المليشياتُ بالاعتداء على امرأة، بينما الآلاف من نساء كُلّ المحافظات التي تقع تحت حكم الحوثيين آمنة مطمئنة تخرج فيها النساء إلى الأسواق والمدارس والجامعات والشوارع وهن آمناتٌ بأمان رجال الرجال!!
فهذه ثغرةٌ وقع فيها المرتزقة ولم يستطيعوا حَبْكَ كذبتهم وادّعاءاتهم وافترائهم..
ثالثاً:ــ من المعروف أن أنصارَ الله والذين هم من كُلّ القبائل اليمنية ويتمسكون بكل العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة معروفون عند العدو قبل الصديق باحترامهم للمرأة، وأنْ لا يمسوها بسوء؛ لذلك استطاع الفار عبدُربه منصور هادي بالفرار إلى عدن متخفياً بلباس امرأة.. حيثُ أنه لا يتم حتى تفتيشُهن، وإنْ كان ولا بد من تفتيش فهناك نساءٌ يقمن بذلك، خيرَ قيام.. فكيف بتهمة (الاغتصاب) البعيدة كُلَّ البُعد عن أخلاق الحوثيين، والتي لا يصدقها أحدٌ، ولا يخاف من هذا الإرجاف أحدٌ؛ لأنهم لو كانوا كذلك، لوقعت عشراتُ الحالات في مناطق سيطرتهم.. وهذه ثغرة أخرى وقع فيها المرتزقة ولم يستطيعوا أن يحبكوا كذبتهم وادعاءاتهم جيداً.. بحيث يصدقها الناس..
رابعاً:ـــ كيف للمقتولة المجهولة الهُوية أن تحصلَ على معلومات خطيرة عن الحوثيين، وهي تعملُ في مجال التدريب للفتيات؟؟!، يعني شيء غريب فعلاً!! هل علمت مثلاً عن القوة الصاروخية، وعن أماكن تواجدها، وعن أماكن مصانع الأسلحة؟!.
ما هذه المعلومات الخطيرة التي يمكن أن تحصلَ عليها امرأة تعمَلُ في مجال التدريب للنساء عن الحوثيين؟!، فنقول للمرتزقة: رجاءً عندما تريدون أن تكذبوا.. اكذبوا كذبةً تكون مقبولةً عقلاً حتى يصدقها الناس..
خامساً:ـــ لماذا يتم تداول مثل هذه القضية بهذا الشكل من قبل بعض الناشطين، وفي المقابل يتم التغافل والتهاون والسكوت عن قضايا كثيرة مشابهة من قتل العدوان السعودي الغاشم للآلاف من النساء اليمنيات بصواريخ الغدر والخيانة ولا يحركون ساكناً، ولا نرى لهم منشوراتٍ ضد قوى العدوان مثلما نراهم متحاملين بقوة على الحوثيين!!، أليست أولئك النسوة أيضاً يمنيات؟!
وأخيراً أقول: فعلاً.. إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئت.. وليعلم كُلُّ مرجِفٍ بأنها سُنة إلهية في الكون هذا كما جاء في القرآن الكريم وهو يتحدث عن بني إسرائيل بأنهم لا يمكن أن يعملوا جريمةً ثم يخفوها ويكيدوا لغيرهم دون أن يتركوا ثغرةً وراءهم، فإننا نرى أن أذنابَ اليهود والنصارى ممَّن يكيلون التهم لأنصار الله قد تركوا وراءَهم ثغراتٍ وثغراتٍ، وهذه هي سُنة الله الفاضحة للمنافقين..
والأولى بمن يتداول مثلَ هذه الحادثة في منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي أن يعمَلَ بقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ].