اغتيال العظماء.. من سياسة الأعداء
سعاد الشامي
الحياةُ تريدُ منا أن نكونَ عظماءَ ونحن نستخلفُها ونعمرُها، تريد منا أن نخلقَ لها الجوَّ الذي نستعيدُ فيه معانيَها الكريمة التي اصطفانا الله كبشر من أجلها.
إنَّ عظمةَ البشر وإنجازَهم الإبداعي في معركة الحياة لا يأتي من فراغ بل هو نتاجُ عمل دؤوب وتضحية ووفاء وتكريس الكثير من السنوات في حمل قضية محقة أَوْ رؤية سليمة أَوْ مشروع ناجح من خلاله يطلون على نافذة الحياة من شرفة العطاء بما يتناسب مع مقام البشر.
ولأنَّ أحلامَ مجرمي الحياة وأعدائها تتناقض تماماً مع تلك الجهود المبذولة والعطاءات المتجددة لإنعاش الحياة والنهوض بالأوطان والشعوب تبقى لغة الاغتيال هي الأبجدية المقدسة في مفردات إجرامهم!!
لذَلك لو قلبنا صفحات الاغتيالات في مجتمعنا لما وجدنا مكتوباً عليها إلا خيرة الرجال من النخب الوطنية ومنابر العلم الذين حملوا أنجح المشاريع وأصدق القضايا وكانت لهم البصمات القوية على صفحات البذل والعطاء، ولعلَّ آخر تلك الجرائم هي اغتيال الدكتور راجي حميد الدين رئيس جامعة اقرأ وأستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة صنعاء، بما يحمله ذَلك الإنْسَان من وعي وثقافة تستدرك متطلبات الوضع القائم ومعالجتها.
يظل انزعاجُ مصاصي الدماء من رسالة العلم التي كان يؤديها الدكتور راجي على أكمل وجه في طريق لا يؤدي إلا إلى جنة الله في أرضه من أشرف المنابر، هو الدافع الذي جعلهم يُقدمون على قتله واهمين بأنهم سيمحون أثره!!
أغبياء للحد الذي لا يدركون بأن أحلامَ العظماء لا تنتهي حين يغتالون العظماء في قاموس الحياة غير قابلين للانتهاء.