عظماؤنا
محمد صالح حاتم
العظماء هم الذين يخلدون أسمائهم في سجلات التأريخ.
العظماء هم الذين يفنون حياتهم في خدمة البشرية، وَيبذلون حياتهم من أجل أن يعيش الآخرين سعداء أحراراً كرماء.
العظماء هم من ينيرون دروب الحياة بأفكارهم، ومؤلفاتهم.
العظماء هم الذين يروون الأرض بدمائهم.
العظماء هم الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في ساحات العزة والشرف والكرامة.
العظماء هم من يتركون الدنيا ويورثون للأجيال وطناً حراً، وفكراً مستنيراً، ومنهجاً وسطياً.
هؤلاء هم عظماؤنا الذين بذلوا كُلّ ما يملكون من أجلنا، من أجل أن نعيش في كرامة وعزة ومجد.
ليس العظماء من يملكون الأرصدة المالية والبنوك والشركات والفلل والسيارات والحراسة، ومن يقدرون على السفر والتجوال في دول العالم ومنتجعاتها ومراقصها وشاليهاتها.
ليس العظماء من يتاجرون بأرواح البشر، ويفتخرون بالقتل وسفك دماء الأبرياء.
ليس العظماء من يبيع وطنه للمحتل والغازي، ويرتهن للخارج وينفذ أجندة استعمارية،.
ليس العظماء من يقاتلون في صف العدو بحفنة من المال.
ليس العظماء من ينشر الفكر المتطرف والإرْهَابي.
ليس العظماء من يزرعون الطائفية والمذهبية والمناطقية بين أبناء البلد، ليس العظماء من يسعون إلى تفكيك المجتمع وتقسيمه إلى كنتونات، ودويلاتٍ صغيرة.
واليمن في ظل العدوان الظالم والغاشم الذي يقوم به تحالف القتل والإرْهَاب بقيادة مملكة بني سعود وحلفها الشيطاني منذ ما يقرب الثلاثة الأعوام، قدمت قوافل من الشهداء وهؤلاء الشهداء هم عظماؤنا.
فكل شهيد رفعت روحه الطاهرة إلى بارئها، دفاعاً عن الوطن وصوناً للعرض والشرف، فهو يسطر أروع ملاحم العزة والمجد والخلود.
فكل شهيدٍ ترتقي روحه إلى خالقها في ساحات الجهاد وجبهات النضال، فهو يقدم لليمن الحياة الكريمة والسعيدة.
فهؤلاء الأبطال الذين يقدمون حياتهم يومياً ويلتحقون بركب الشهداء العظماء، من أجل من ذهبوا، ومن أجل من سقطت اروحهم، ونزفت دمائهم؟
لقد وهبوا أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل الوطن، من أجل أن يبقى الوطن حرا مستقلا، ويعيش أبناؤه في عزة وكرامة وشرف.
وليس العظماء والشهداء من يسقط في الجبهات فقط، فهنالك الكثير والكثير الذين وقفوا ضد العدوان، وكان عائقاً وشوكة في طريق مُخَطّطات العدو ومشاريعه التآمرية، وهؤلاء لم يحملوا البندقية أَوْ الرشاش ليصدوا زحوفات العدو ومرتزقته، رغم أنهم لن يتوانوا يوماً ما في حملها والتوجه إلى الجبهات لمقاتلة العدو المحتل، بل كانوا يحملون فكراً وقلماً كشف زيف أهداف العدوان، وفضح مُخَطّطاته ومشاريعه التي تحاك ضد وطننا وامتنا العربية والإسْلَامية، هؤلاء هم شهداء الكلمة والقلم، والذين اغتالتهم أيادي الغدر والخيانة المسماة القاعدة، أذرع العدو وأجنحته التي زرعها في مجتمعاتنا؛ بهدف تدمير الأوطان والنيل منها، ومن هؤلاء العظماء، الشهيد العميد مهندس / سالم عوض الزامكي شهيد الكلمة والموقف الصادق مع الوطن ووحدته، وَالبرفسور أحمد عبدالرحمن شرف الدين، شهيد الدولة المدنية الحديثة، والدكتور عبدالكريم جدبان، والدكتور محمد عبدالملك المتوكل، وغيرهم الكثير والكثير من أصحاب الفكر والمنطق السليم والقلم الحر الشريف الذين رفضوا الخضوع والركوع للعدوان، ومضوا يكشفون مُخَطّطاتهم ويبطلون زيف كلامه، فسلام الله على أرواحهم الطاهر.
والذين نعاهدهم أننا على دربهم سائرون وعلى خطاهم ماضون.
ولا ننسى أن كُلّ أسرة قدمت شهيداً في جبهات العزة والكرم أَوْ جبهات الفكر والقلم، أنها بنت حاجزاً وسداً منيعاً ضد العدو ومُخَطّطاته؛ وَلذَلك يجب أن تحظى أسر الشهداء والعظماء بكل بالتكريم وَالرعاية والاهتمام، والحب والتقدير من قبل الدولة والمجتمع، وأن تكون لأسر الشهداء الأولوية في الرعاية الصحية والتعليمية وتحسين مستواهم المعيشي، ليس فقط في أسبوع الشهيد، بل على مدى العام كاملا، فهنالك أسر قدمت الأربعة والخمسة من أبنائه ومستعدة في تقديم البقية من أجل الوطن.
فنقولُ لهؤلاء العظماء ناموا قريري العين، فوالله إن دماءَكم الطاهرة التي سقيتم بها تربة وطنكم ستكون فيضانات تجرف مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ومن تحالف معهم، وتنكل وتغرق كُلّ عميلٍ ومرتزق وخائن، وأن كُلّ من يتاجر بدماء الشهداء العظام، ستصيبه لعنه التأريخ وَالاجيال القادمة، وأن مصيره إلى الزوال والهلاك.
فعليكم أيها العظماء سلام الله، وهنيئاً لكم الوسام الذي منحكم الله إياه، وهو وسام الشهادة، والمرتبة التي شرفكم الله بها وهي جنه الفردوس.