المحتل له أهدافه الخاصة وله أطماعه
مازن الصوفي
منذُ انطلاق العدوان في 26 مارس 2015م، أي قبل ثلاث سنوات من الآن، انخدع البعضُ به وقاتَلَ إلى صف المعتدي ضد أبناء جلدته، زاعمين بأن الغزاةَ أتوا من خلف البحار ليحرّروا اليمن من أبنائها!
في مختلف العصور، ما غزا قوم بلداً قط إلّا أحدثوا فيه الخرابَ واستباحوا نساءه وقسّموه إلى فرق متناحرة تتحارب فيما بينها، فيما الغزاة ينهشون خيراته ويأكلون ثرواته، وأقرب مثالاً إلى ذَلك ليبيا والعراق.
فأي جهل! وأي غباء فاحش! أصاب أولئك الذين باركوا العدوان ووقفوا إلى جانبه مبررين جرائمه ضد الأطفال والنساء، فاستحقوا لعنة الأجيال القادمة، فالجرم الذي اقترفوه لن يسقط بالتقادم..
قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كان قد نبّه أولئك المغرر بهم، وخَصَّ بذَلك أبناء المحافظات الجنوبية، قائلاً لهم “على كُلِّ الإخوة في الجنوب، وفي المقدمة مَن قَبِلَوا بحالة الاحتلال وتعاونوا مع الاحتلال لحسابات سياسية، أن يعوا أنهم لن يصلوا إلى نتيجة أبداً، ولن تُلبَّى رغباتهم نهائياً، فالمحتل له أهدافه الخَاصَّة وله أطماعه، وإذا أعطاهم شيئاً فهو يأخذ بأكثر مما أعطى ويستفيد بأكثر مما أفاد وينتفع أكثر مما قدم، والخسارة كبيرة جداً لمَن يقف إلى صف من يحتل بلده ويستعبد شعبه”. فلم يعِ نصيحةَ السيد إلّا القليل ممن تبرّأوا من العدوان ورفضوا تواجُدَ قواته على أي شبر من أراضي اليمن.
اليوم وبعد ثلاث سنوات من العدوان ظهرت مُخَطّطات العدو إلى السطح، وبدأ بتنفيذ أطماعه وَمُخَطّطاته التي يريدها أمام الملأ، بلا حياء، مزيحاً القناع عن وجهه القبيح، فدفع بمرتزقته إلى القيام بالدور المناط بهم فأَصْبَحوا يتقاتلون فيما بينهم فيما العدو ينفق عليهم جَميعاً، الأموال وينظر لهم بعين الاستهزاء والسخرية، فكل الدماء التي تسال يمنية ولا توجد أية خسارة لتحالف العدوان..
من عجب العجاب ومن أحدث الغرائب أنها لا زالت هناك أصواتٌ تنادي تحالُفُ العدوان للتدخل؛ لإيقاف القتال بين مرتزقته في عدن الأبية، فلم يستوعبوا حقيقة ما يخطط له الغازي وما يهدف إليه، فكأن في آذانهم وقراً مما شاهدوا وسمعوا، فكانوا من الذين طبع الله على قلوبهم فلم يفقهوا قيلاً..
إفشال أطماع الغزاة وإيقاف مُخَطّطاتهم مرهون بانتفاضة شعبية من قبل أبناء عدن وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، تلفظ تواجد المستعمر في بلدهم.
وشعبٌ استحقَّ في الماضي لقبَ (مقبرة الغزاة) كفيلٌ بأن يُثبِتَ ذَلك من جديد.. واللهُ ناصرُه وعلى الله فليتوكل اليمنيون.