فوضى العدوان في اليمن
همام إبراهيم
حربٌ في كُلّ محافظة يمنية، هكذا أرادها العدوانُ الخبيثُ بكل جُرأة وسفالة؛ تنفيذاً لمُخَطّط الأقلمة الذي لم يتحققْ بالسياسة الدبلوماسية، تحقّق له عن طريق الحرب الآثمة ليفتك باليمنيين عن بكرة أبيهم، أكانوا شرفاءَ أحراراً لا يقبلون الخنوع والركوع لمشاريعهم الاستعمارية للتشرذم والتشظي شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، أم كانوا مرتزِقةً عملاء خونة لأرضهم وكرامتهم وعزتهم وانتمائهم.
بينما يتحَــرّك بيده الأخرى ليمتصَّ النفط والغاز بمحافظة مأرب ويمول مرتزقته من بعض إيراداتها ويجعل لهم الفُتاتَ كشحّات على باب مسجد، وللشحات في باب المسجد أعظم كرامة من هؤلاء الأنذال، ليزيحَ اللثامَ عن حيائه ليسيلَ لعابه بشراهة لينبطح على أرض جزيرة سقطرى ليقطف ثرواتها لتصبح كالصريم.
في حين أن المرتزِقةَ المتفقين على العمالة والخيانة والارتزاق يختلفون على لوحة بنر في محافظة عدن، أياً منهم تكون باسمه، وما هي إلا لوحة لتدشين مشروع يهودي استعماري صهيوني فيتقاتلوا من يمسك تلك اللوحة، في مشهد مقرف استخفافي يدل على مدى الاستحمار في تلك العقول الارتزاقية وفحولة الغباء الذي اخترق بكارة تلك العقول التي تلهَثُ وراء المال المدنس دون أي اكتراث لما ستؤول إليه الأمور.
يتصارع العدوانُ بأيدي اليمنيين وكأنها لعبة بلاستيشن ومراحل لا تتوقف فيها تلك اللعبة وتستمر التحديثات لها كُلّ فترة وفترة، وقد وصل تحديث أخير في هذه اللعبة، حيث أدخل طرفاً أحمق وأرعن تسبَّب في مقتل عمه ولاذ بالفرار في جبة النساء فهو يعلمُ أن رجالَ الله يتمتعون بالأخلاق واحترام النساء.
الجميعُ مجرد دُمَى يتم التحكمُ بها في ميادين لعبة العدوان ويستنزف كلاً منها، وما تعز ببعيد عما يحدُثُ اليوم في عدن، فالجميعُ ضد الجميع والخطابات من فنادق الرياض بعيدة عن الميدان، فهي كالكلاب تصيح كلما سمعت صوت أحد ما، والمضحك في مرتزقة هذا العدوان أنهم يعيشون أجواءَ الزوجات الثلاث اللاتي يعملن على النكد على ذلك الزوج (العدوان)، فالأخير قد تزوّج بالثالثة، مما سبب توتراً كبيراً للزوجة الأولى، لتحاول أن تهرُبَ إلى بيت أبيها ولكن لا مجال، فالزواج هنا كان منذ بدايته غيرَ شرعي فكيف لها أن تعود لمنزل والدها؟.
ويبقى هنا صوت واحد للإنسان وللأخلاق وللكرامة والشهامة والعزة والإباء يسطع ضوؤه شامخاً طيلةَ ثلاث سنوات في مناطق من يواجهون مرتزقة العدوان بكل شرف ومسؤولية، وترحيب مستمر واحتواء لكل من نزح من مناطق الصراع المحتل والخاضع لولاية وسلطة العدوان..
ولا مجالَ للشماتة في ما آلت إليه الأحداث في محافظة عدن رغم الجراح التي نال فيها الشرفاءُ الجحودَ والردَّ بما لا يليق من نبرات العنصرية والحقد والغل والإجرام، إلا أنَّ مشاهد اليوم هي نتيجة طبيعية للتوجه في كنف الباطل والانقياد لمشروعه والانخداع برونق مساعداته وإعلامه رغم بساطة المشهد في تركيعهم بسياسة التجويع والتركيع لنجد شخصاً أجنبياً في نجران وعسير يقاتل في صف العدوان بحمق وغباء ليس له مثيلٌ..
وقد آن الأوانُ لتندثر ثقافة العنصرية والمناطقية والمذهبية والحزبية، وأن يقف اليمنيون أَوْ لنقل الشرفاءَ من اليمنيين شمالاً وجنوباً، أن يجتمعوا على نهج القرآن، وأن نمتثل لقول الله (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا)..
عظمة الله تستحق أن نصبر لحكمه في مآل الأمور ويحذرنا من طاعة الآثمين الظالمين الطغاة والكافرين به وبنعمه.
فصبراً أيها اليمانيون فقد حانت ساعة النصر وقد بدأت أجراسها في ما تكتبه لنا أقدار السماء والله على كُلّ شيء قدير.