القدس رمزٌ للأحرار
مازن الصوفي
منذ قيام الدولة الصهيونية عام ثمانية وأربعين أي قبل سبعين عَاماً من الآن وذَلك استمرت مُخَطّطات الاحتلال في تهويد القدس ومحاولة جعلها عاصمةً لكيانه الغاضب والتي لا زالت مستمرةً إلى الآن ولكنها تبوءُ بالفشل.
حركات التحرر الإسْلَامي ممثلة بحركة الجهاد الإسْلَامي وحركة حماس، كانت حاضرةً وبكل قوة في وجه كُلّ محاولات تهويد القدس واستهدافه، وذَلك عبر قيامها بعددٍ من العمليات الجهادية ضد الاحتلال وخوضها حروباً ضاريةً مع الكيان الصهيوني، مقدمة أنصع الدروس وملقنة إياه دروساً قاسية في الدفاع عن الأرض والعرض.
قلة قليلة من الدول العربية والإسْلَامية والتيارات الموجودة فيها، من كان لهم موْقفٌ مشرفٌ في ملف القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب القدس في مرحلة عمل الكيان الصهيوني على تجريم كُلّ مَن يقف إلى جانب القدس وإلصاق تهمة الإرهاب به.
في المقابل وُجد عملاء كُثْرٌ يعملون لصالح الاحتلال ويوجّهون الطعنات الغادرة ليقصموا بها ظهرَ الأُمّة الإسْلَامية، فالأنظمة العربية هرولت إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني علناً، والبعض الآخر سارَعَ متخفياً إلى أحضان الاحتلال لكي يؤمّنوا له عرشَه، حسب وهمه.
وعندما نقارن المواقف السابقة جميعها، نجد أن كُلّ الأحرار والشرفاء في صف القدس والمقاومة الإسْلَامية واقفين أمام كُلّ مُخَطّطات الكيان الصهيوني الغاصب ومعتبرين القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى والمركزية، والذي على رأسهم الشعب اليمني وقيادته الحكيمة المواجِهة للعدوان السعودي الذي استهدف الأطفال والنساء.
فيما الجبناءُ والأنذال ظلوا دوماً تحت مظلة الاحتلال منفذين أهدافه، مُلبِّين أوامره، زارعين السم في جسد الأُمّة الإسْلَامية، وعلى رأس هؤلاء الدمى مملكة الشر التي سارعت إلى تعزيز وتقوية العلاقات مع الاحتلال، تزامناً مع شنها حرباً شعواءَ ضد المدنيين في اليمن وقتلها لنسائه وأطفاله..
فالقدس دوماً رمزٌ وعلامة نعرف به الأحرار ونميّزهم عن غيرهم من قوى العمالة والارتهان.