القضيةُ الفلسطينية والعدوانُ على اليمن ..
هنادي محمد
قد لا ينظر البعض إلّا إلى الجانبِ السلبي الذي خلّفهُ هذا العدوان ؛ ولكن من الضروري جدّاً الإلتفات إلى الإيجابيات التي ما كانت لِتؤكّد وتتبيّن حقيقتُها الخفيّة وتظهر جليّاً للشعوب إلا حينما نبعت من قلب واقع أهداف قِوى العدوان وحِلفها العبري لو لم يَكُن منها إلّا تعرية الأنطمـة والحًكومات العربية التي ظلّت وأمست وأصبحت وهي تتغنى بالعروبةِ وتمثّل دوراً هزليلاً وهزيلاً في جدّية سعيها لتحرير فلسطين من دنس العدو الإسرائيلي المحتل ؛ فما وجدناها ووجدها العالم إلّا في مقدمةِ الدول المُتحالفة تحت قيادة هذا العدو وفي حضنهِ ومستضلةً بظلّهِ لضربِ بلدٍ مسلمٍ بغياً واستكبارا ..
وبِهـذا الفعل دُحِضت كُل ادعاءاتهم الزائفة ، وذابت تلك المشاعر العاطفية الفيّاضة المهزوزة تجاه الـ ” قُدس ” والتي انكمشت بالمصلحةِ والمال ..
القضيةُ الفلسطينية التي أصبحت معزوفة لا تجِد سوى إيقاعاتِ إداناتٍ ما ثَبُتت لها قافيةَ ولا موقف يُترجم عملياً ؛ بل أصبحت شماعةً تُعلّق عليها النوايا الحسنة ظاهراً ، العُدوانية باطِناً ؛ وكأنها قضية بحاجة إلى مشاعر لِنُصرتها لفظياً لا إلى معابر في قلب العدو لسحقهِ فِعلياً ..
ونكرر دائماً .. أن مواقف الحكومات لا تمثل شعوبها الحرّة ، وأن القدس لابد أن تتحرر على أيدي الثائرين الأحرار طالما دامت هي القضية الأولى والهم الأكبر والأول ..
والعاقِبـةُ للمُتَّقيـن.