الأطماع الإماراتية في اليمن

محمد صالح حاتم

الإماراتُ الدويلةُ ذاتُ المساحة الصغيرة، والدويلة التي بدون هُوية وطنية، وليس لها تأريخ ولا حضارة، فتأريخُها الذي لا يتعدى 40 عَاماً منذ أن أنشأها الاستعمار البريطاني وأعلن عن ميلاد هذا الكيان في جسد الجزيرة العربية، فهذه الدويلة التي ليس لها موقع مهم أَوْ لديها ثروات كبيرة، ومجتمعها السكاني يتكون من أقليات من عدة جنسيات هنود وإيرانيين وإندونيسيين وبنغال، بالإضافة للعرب الذين لا يتجاوزون ما نسبته 7-8% من السكان، أَصْبَحت لاعباً سياسياً مهماً في وطننا العربي والمنطقة، خاصة بعد أحداث عام 2011م أَوْ ما سمي (بالربيع العربي) وكذَلك أَصْبَحت لها أطماعٌ في المنطقة.

فدويلة الإمارات لها أطماع في اليمن من قبل العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م، فعينُها على عدن ومينائها؛ لما يتمتع به الميناء من مكانة وأهميّة بين الموانئ العالمية، فميناء عدن يعتبر الميناء الثاني عالمياً من حيث الأهميّة نظراً لموقعه الاستراتيجي، فهو حلقة وصل بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقربه من مضيق باب المندب جعل منه ميناء عالمياً، فالإمارات كما نعلم تعتمد اعتماداً كلياً على ميناء دبي والذي تملكه شركة دبي العالمية، وهذه الشركة هي من تولت إدَارَة ميناء عدن في عام 2008م بموجب اتفاقية مع الحكومات السابقة، وهي بهذه الاتفاقية عملت على تعطيل عمل الميناء، ولم تعمل على تحديثه وتطويره، بحيث يفقد مكانته، ويصبح توجه السفن والبواخر إلى ميناء دبي، فلو اشتغل ميناء عدن لعطل ميناء دبي، وهو بهذا سيحرم الإمارات من دخل سنوي يقرب من 300 مليار دولار.

فالإمارات منذ بداية العدوان تعتبر الدولة الثانية من حيث حجم المشاركة في التحالف بعد السعودية، وما لم يكن يتوقعه أحد أن الإمارات، ترسل بجنودها إلى اليمن والتي لا يتعدى عدد جيشها، عدد أسرة يمنية، فهذا الانتحار الإماراتي؛ بسبب تحقيق أهدافها وأطماعها في اليمن وهو السيطرة على السواحل اليمنية ومضيق باب المندب وميناء عدن، وهذا هو ما حدث منذ بداية العدوان، فها هي الإمارات اليوم تسيطر على عدن والسواحل اليمنية في باب المندب والمخاء وجزيرة سقطرى وجزيرة ميون وتقيم قواعد عسكرية إماراتية ظاهريا وهي تتبع أسيادهم، فالمهمة التي أوكلت للإمارات من قبل من خطّط وشرع للعدوان والحروب في المنطقة هي السيطرة على السواحل والموانئ في المنطقة، في جيبوتي وإرتيريا والصومال والسودان واليمن وحتى السويس، وذَلك عبر إقامة قواعد عسكرية أَوْ عبر التأجير لشركة دبي العالمية والتي تدير معظم موانئ العالم وَفي عدة قارات.

الإمارات اليوم تكشر عن أنيابها وتعلن عن أطماعها في اليمن، وتتبنى انفصال اليمن عبر دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي، وكذَلك إنشائها ودعمها لقوات النُخب في حضرموت وشبوة وأبين ولحج والحزام الامني في عدن، فهذه تشكيلات انفصالية وهو نفس ما عملته بريطانيا عندما احتلت اليمن الجنوبي سابقا، فهي لم تتمكن من البقاء تلك المدة الطويلة إلّا عبر تقسيم الجنوب إلى سلطنات ومشيخات وهو ما سهل لها البقاء والإمارات تنهج نفس النهج.

الإمارات لن تحقق أهدافها وأطماعها في اليمن إلّا باستهداف الوحدة اليمنية، وهي أكبر خطر على النسيج الاجتماعي اليمني، وعلى وحدتنا اليمنية، وعلى تراثنا التأريخي والحضاري من خلال تدميره ونهبه في جزيرة سقطرى اليمنية، وذَلك من خلال احتلال هذه الجزيرة ومحاولة تشويه والعبث بالتنوع الحيوي لهذه الجزيرة النادرة، والحديث عن ضم الجزيرة لدويلة الإمارات عبر استفتاء لأبنائها، وكذَلك إقامة قاعدة عسكرية إماراتية أمريكية، وإنشاء شركة اتصالات تتبع الإمارات في هذه الجزيرة وهذا تجاوز وتَعَدٍّ على السيادة اليمنية.

فعلينا العمل على لَمِّ الصف والتكاتف وتوحيد الجهود والحفاظ على الوحدة اليمنية وتماسك الجبهة الداخلية والمُضي قدماً لتحرير المناطق المحتلة من قبل السعودية والإمارات، حتى نُفشِلَ كامل مخططاتهم وأطماعهم في اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com