استشهاد أحد أبطال “كتائب القسّام” بعد مطاردة طويلة من قوات الاحتلال
المسيرة| فلسطين المحتلة
اغتالت قواتُ الاحتلال الصهيوني، أمس الثلاثاء، الفلسطيني المقاومَ أحمد نصر جرار، أحدَ أفراد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وذلك بعد أن قضت قوات الاحتلال أكثرَ من شهر في مطاردته، على خلفية تهمة وجهتها له سلطات الكيان بتنفيذ عملية بطولية قتل فيها حاخام صهيوني.
وأفادت مصادرُ فلسطينية، أن قواتِ الاحتلال اغتالت “جرار” صباح أمس، خلال اشتباك مسلح وعملية عسكرية معقّدة في بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، حيثُ رفض جرار تسليمَ نفسه وواجه قواتِ الاحتلال حتى استشهد.
ونقلت مواقع عبرية، عن جهاز الشاباك الإسرائيلي أنه في ساعات الصباح الباكر قوله: وصلت معلومات بوجود جرار في مبنى قرب مدينة جنين حيث، تم استدعاء قوة من الوحدة الخَاصَّـة “يمام” المكلفة بعمليات الاغتيال وقامت بتطويق المبنى.
وأضافت المواقع أن القوة الخَاصَّـة لاحظت حركة لأحمد نصر جرار في المبنى، حيثُ كان مسلحاً وعلى جسمه حقيبة كبيرة، وفي تلك اللحظة صدرت التعليمات للوحدة بإطلاق النار؛ خوفاً من أن يبادر جرار بإطلاق النار.
ووفقاً لرواية الاحتلال فقد عثر بداخل الحقيبة التي كانت بحوزته على كمية كبيرة من الرصاص ومن المتفجرات، ما يشير إلى أنه كان يستعد لعملية اشتباك كبيرة مع قوات الاحتلال.
وكانت سلطات الكيان الصهيوني قد اتهمت جرار بقيادة خلية عسكرية من كتائب القسام، نفذت عملية بطولية بالقرب من مستوطنة “حفات جلعاد” قتل فيها حاخام إسرائيلي وأصيب آخر، قبل نحو شهر.
ومنذ ذلك الحين، تقوم قوات الاحتلال بمطاردة جرار، وحاولت أكثر من مرة اعتقاله واغتياله، وفشلت، فيما كان هو يواجه كُلّ ذلك وحيداً.
وأصدرت عائلةُ جرار بياناً، نعت فيه شهيدَها أحمد وجاء في البيان: “بكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء تزفّ لكم عشيرة آل جرار في فلسطين والمهجر ابنَها الشهيد البطل (أحمد نصر جرار) الذي أستشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني في بلدة اليامون غرب مدينة جنين وإننا على دربك يا أحمد لسائرون، الخزي والعار للعملاء والمتخاذلين”.
كما نعت حركة المقاومة الإسْلَامية “حماس” في محافظة جنين، الشهيدَ جرار، والذي كان أحد أفراد كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.
وقالت “حماس” في بيانها: إن جرار هو شهيد وابن شهيد، مؤكدة أن “مسيرة الشهداء لن تتوقف وتضحياتهم ستبقى دليلاً على أن روح المقاومة لن تنطفئ وأن كتائب القسام ستبقى وفية لشعبها”
وأشادت “حماس” بالبسالة التي أبداها أبناؤها في معركة واد برقين، “رافضين تسليم أنفسهم ومعلنين الشهادة مقبلين لا مدبرين”.
وأكدت “حماس” على أن الوصول للشهيد جرار لن يُثنيَ من عزيمة الحركة ومسيرتها المقاومة، مؤكدةً أن ملحمة جنين الليلة التي التحم فيها أبناء حماس بسلاحهم أعادت للأذهان ملامح البطولة التي سطّرها أبناؤها على ذات الأرض.
وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت عملية عسكرية واسعة وعنيفة في بلدتي السيلة الحارثية واليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، لمطاردة جرار، وقالت مصادر فلسطينية: إن جنود الاحتلال هدموا غرفة وسوراً بعد أن داهمت عشرات الآليات مدعومة بالجرافات العسكرية منطقة الخمايسة التحتا والتي تعرف بمنطقة (الغفر) في بلدة اليامون غربي المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الهدم جاء استكمالاً لليلة ساخنة وعنيفة شهدتها المنطقة خلال مطاردة الشهيد، حيث طالبته قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت في بلدة السيلة الحارثية المجاورة بتسليم نفسه ثم انتشرت على وقع أصوات انفجارات وإطلاق نار في حي الغفر القريب من السيلة الحارثية في اليامون وشرعت بعملية الهدم.
وكانت بلدة السيلة الحارثية مسرح العملية العسكرية الرئيسي حيث تمّ إغلاق البلدة وسط استدعاء لثلاث جرافات عسكرية وأعداد ضخمة من الآليات.
واقتحمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل، خلال العملية، وخربت محتوياتها واستجوبت المواطنين ميدانياً في عدد منها واعتقلت خمسة فلسطينيين.