القدس سيبقى والكيان الغاصب زائل لا محالة
مازن الصوفي
تحَـرُّكاتٌ مستمرّةُ يقومُ بها الاحتلالُ الإسرائيلي؛ لطمس هُوية القدس، بمبرّرات كاذبة هدفُها حرْفُ مسار الحقيقة والتشويش عليها، تارةً بدعوى البحث عن الهيكل المزعوم، وتارةً أخرى بادّعائهم الكاذب أن فلسطينَ هي الأرضُ الموعودةُ بالنسبة لهم، وهو أسلوبُهم الماكرُ منذ وجودهم عام ثمانية وأربعين، عندما تسلقوا على أرضٍ ليست ملكهم وإلى الآن.
الولايات المتحدة الأمريكية والتي يعتبرها متابعون، الأُمَّ الحنونَ لإسرائيل أقدمت مؤخّراً على إعلان القدس عاصمةً لابنها المدلل ممثلاً بالكيان الصهيوني الغاصب على يد ترامب رئيسها الأحمق، الذي سيجلِبُ لدولته الحروبَ والأزماتِ، وهي في غنىً عنها، واعتُبر هذا الاعلاُن إعطاءً جديداً سبقه وعدُ بلفور قبل مئة عام، وهو إعطاءُ مَن لا يملك لمَن لا يستحق.
التحَـرُّكاتُ المستمرةُ من قبل كيان الاحتلال لتهويد القدس، رافقها حربٌ إعلامية وغزو ثقافي وفكري من قبَل مؤسسات إعلامية عربية عميلة وخائنة، هدفت هذه الهجمةُ الإعلامية إلى تهميشِ القضية الفلسطينية وإبعادِها عن كونها قضيةً مركَزيةً إلى اعتبارِها قضيةً ثانويةً، إضَافَـةً إلى مسح ثقافة الصراع العربي الإسرائيلي من الثقافة العربية ومحاولة تهيئة الشارع العربي والإسْلَامي إلى القبول بالأمر الواقع، والاعتراف بالاحتلال كدولة لها وجودُها في المنطقة.
في الآونةِ الأخيرة تنامى الوعيُ لدى الشعوب العربية والإسْلَامية الرافضة للاحتلال الصهيوني، فاهمةً اللعبة وما هو المستنقعُ الذي يرادُ لها أن تقعَ فيه، فتواجُدُ الاحتلال في خاصرتها يشكّلُ خطراً أيما خطر، فهو كالجرثومة السرطانية إذَا ما تم استئصالُها فإنها ستُعدي الجسدَ بكامله..
السُّننُ الإلهية والكونية وقصص التأريخ تؤكِّدُ وبما لا يدعُ للشك مجالاً أن الكيانَ الصهيوني سيرحَلُ مذلولاً مهزوماً، وأن النصر دائماً وأبداً للشعوب الحُرّة التي لا تستكين، والمسألة في دحر الكيان الغاصب مسألةُ وقت لا أكثر ولا أقل، فيما القدسُ الشريفُ سيظلُّ ثاني القبلتين وثالثَ الحرمين الشريفين، شاء الكيان أم أبى.