الجيش واللجان يكتسحون جبهة “اليتمة” بالجوف ويسيطرون على كافة الجبال والأودية بعملية عسكرية واسعة
المسيرة| ضرار الطيب
قلبت قواتُ الجيش واللجان الشعبية موازينَ المعركة في جبهة الجوف، وأعادت رَسْمَ خارطة السيطرة الميدانية من جديد، وذلك عندما اكتسحت، يوم الخميس الفائت، معظمَ مناطق سيطرة المرتزقة في مديرية خب والشعف، في عملية عسكرية واسعة واستثنائية، أسفرت عن السيطرة على جميع الوديان والجبال والتباب التي كان يتواجدُ بها مرتزِقةُ العدوان في منطقة اليتمة ومناطقَ أخرى مجاورة، وأوقعت منهم عشراتِ القتلى والجرحى بينهم قياداتٌ بارزة، وأعادتهم إلى نقاط خلفية بعيدة تمثِّل نقاط “الصفر” بالنسبة لهم، مع الإشارة إلى أن تلك النقاطَ باتت الآن غيرَ آمنة.
في أقَلَّ من 24 ساعة، ضمت خارطة سيطرة الجيش واللجان كُلٍّ من جبل حبش الاستراتيجي والتباب المحيطة به، وجبال كهال، وجبال حمر الصيد، وجبال حمر الذياب، وجبال تواثنة، ووداي سلبة، ووادي القعيف، وهي مناطقُ بذل المرتزقة جُهداً طويلاً حتى تمكّنوا من الوصول إليها، وكانوا يعتبرونها فاتحةَ سيطرتهم على المحافظة بكلها، فيما تمكَّنَ المجاهدون من انتزاعِها بعملية واحدة.
وبحسب ما أفادت مصادرُ ميدانيةٌ لصحيفة المسيرة، فقد تم تنفيذُ العملية من عدة محاورَ، وتم فيها اكتساحُ جميع مواقع المرتزقة في تلك الجبال والتباب والأودية بشكل مباغت، ومتزامن، وبتقدم متواصل، وهو الأمرُ الذي تسبّب بحالة ارتباك واسعة بين المرتزقة الذين لم يجد كثيرٌ منهم خياراً سوى الفرار، بينما سقط بقيتُهم، بالعشرات، بين قتيل وجريح، وتم أَسْرُ 21 فرداً منهم.
وقد تضمَّنت حصيلةُ قتلى وجرحى المرتزقة، عدَّةَ أسماء لقيادات عسكرية كبيرة في صفوفهم، وكان على رأس قائمة الصرعى، قائدُ ما يسمى الكتيبة الثانية باللواء الأول حرس حدود، المرتزِق المقدم نافع جراد، والمكنى “أبو عقبه”، والذي لقي حتفَه خلال اقتحام قوات الجيش واللجان الشعبية لأحد المواقع في وادي سلبة.
أمّا قائمةُ الجرحى فقد تصدّرها قائدُ ما يسمى اللواء الأول حرس حدود المرتزق العميد هيكل حنتف، وهو قائد عمليات اللواء، وقد أصيب إصابة بالغة بنيران القوات الجيش واللجان في إحْدَى الاقتحامات بمنطقة اليتمة ضمنَ العملية ذاتها.
المصادرُ وضّحت أن طيرانَ العدوان حاوَلَ مسانَدَةَ المرتزِقة خلال تلك الهزيمة الكبرى التي لحقت بهم، وشن أكثر من 12 غارة، على عدة مناطقَ، لكن تلك الغارات لم تستطع أن تثنيَ تقدُّمَ المجاهدين، ومع كُلِّ غارة كان يسقط أحدُ مواقع المرتزقة، وتعلو صيحاتُ النصر مع أدخنة الآليات السعودية والإماراتية المحترِقة.
تم تدميرُ 11 آليةً للمرتزقة على مدى الساعات التي تمت فيها العملية، في مناطقَ متفرقة وَبوسائلَ مختلفة، فمنها ما تم تدميرُه بصواريخ موجَّهة، وعبوات ناسفة، ومنها ما أحرقه المجاهدون بالولّاعات عندما وصلوا إليها.
واغتنمت وحداتُ الجيش واللجان كمياتٍ كبيرةً من أسلحة وذخائر المرتزقة خلال العملية، سواء من تلك التي تركها الفارون، أَوْ التي كانت بحوزة قتلاهم.
وعادت قواتُ المرتزقة بعد العملية، إلى نقاط خلفية بعيدة، باتت مهددةً بحُكم سيطرة الجيش واللجان على المواقع الجديدة، حيث صارت قواتُ الجيش واللجان الآن تسيطر نارياً على ما تبقى من مواقعهم وطُرُق إمدادهم هناك.