الجيش السوري يواصل عملياته في إدلب والغوطة الشرقية بأهداف مرحلية
المسيرة| متابعات*
أنهى الجيشُ السوري عملياتِه العسكريةَ نحو مثلث أرياف حلب وحماه وإدلب خلال وقتٍ قياسي، وهو إنجازٌ استراتيجيٌّ كبير تسارعت فيه وتيرة العملية العسكرية، وأفضت إلى تأمين وسط سوريا بشكل كامل وصولاً للبادية، ومنها للحدود العراقية، خطط الجيش السوري في أغلب المعارك تعتمد إنجاز أَهْدَاف مرحلية، فهل سيواصل الجيش هجماته نحو عمق إدلب بعد تحقيق هذا الإنجاز، أم أنه سيتجه نحو جبهة أُخْرَى؟
عمل الجيش السوري منذ بدء عمله العسكري نحو الجيب المحرر، على التقدم من عدة محاور من أرياف المحافظات الثلاثة، وفي هذا السياق أَكَّدَ مصدر ميداني لموقع “العهد” الإخباري أنّ “إغلاق هذا الجيب ليس إلّا مسألة وقت لا أكثر، مشيرةً إلى أنّ آخر القوات المتقدمة نحو عمق إدلب ستكون في مأمنٍ كامل من أية عملية التفاف”.
المصدر المطلع على الوضع الميداني وسير عمليات الجيش السوري في أرياف حلب وإدلب أوضح أنّ “وجهة الجيش السوري بعد تطهير أرياف المحافظات الثلاث قد تتغير حسب الأَهْدَاف المرحلية، وربما تُؤجّل بحسب ظروف الوضع الميداني في سوريا”، وربط المصدر نفسه عمليات الجيش السوري في الشمال مع ما يجري على جبهات شرق العاصمة دمشق، ومع ما يحدث من استهداف مُكثّف من قبل الإرهابيين بالقذائف الصاروخية لسكان أحياء دمشق.
كما أشار المصدر إلى أن “الجيش السوري حقق أَهْدَافًا كبيرة خلال هجماته شمال غرب سوريا، حيث أغلق جيب إرهابيي “داعش” المحاصر هناك بشكل كامل، وربط أرياف حلب وحماه وإدلب، من مواقعه في مطار أبو الضهور وصولاً إلى الحدود العراقية”.
وإذ رجَّح المصدر أن “تعمل المعارك التي تشهدها جبهات شرق العاصمة على تأخير التقدم نحو عُمق إدلب وليس ترك جبهتها بشكل كامل”، أوضح أن “معارك مدن الغوطة الشرقية لدمشق تحتاجُ لتحشيدٍ عسكري كبير”، مؤكدًا أنّ “الحكومة السورية ربما ترى في توسيع دائرة الأمان حول العاصمة دمشق ضرورةً كبيرةً لمنع استمرار تساقط القذائف الصاروخية التي يطلقها مسلحو الغوطة على سكان العاصمة، وأنّ هذا الأمر يبقى مجرد تأويل فمن الممكن أن يواصل الجيش هجماته نحو عمق إدلب في الوقت نفسه الذي تواصل فيه قواته العمل العسكري الذي بدأته نحو عدد من مناطق الغوطة الشرقية كحرستا وعربين”.
ولفت الموقع في حديثه إلى أن “مسلحي “جبهة النصرة” يتواجدون في كلتا المنطقتين، وقيام الجيش السوري بأي عملٍ عسكري فيهما أمرٌ مشروع لا يخالف مخرجات اتفاق أستانة الذي لم يشمل تنظيم “النصرة”، بالإضَافَة إلى أنّ حدود محافظة إدلب الإدارية ما تزال مفتوحةً على مصراعيها مع تركيا، وبإمكان داعمي الإرهاب كالسعودية وأميركا وغيرهما أن يزودوا الإرهابيين بمختلف أنواع الأسلحة، وهذا ما تبيّن من حادثة إسقاط المقاتلة الروسية سو25، بالإضَافَة إلى ضرورة تأمين العاصمة”، واعتبر المصدر أن “المشهد لا يزال معقَّداً بشكل نسبي حتى الآن، كما أنه مفتوح على كُلّ الاحتمالات والسيناريوهات”.
* موقع العهد الإخباري