(ربنا أطمس على أموالهم)
السعيدي (أبو شهيد)
العدوان السعودي على اليمن ليس وليد الأمس كما يحلو للبعض من تبريره أن احنا سبب عدوانهم وأن لولا المناورة العسكرية الكبرى في صعدة قبيل عدوانهم بأيام ما وصل الأمر إلى ما نحن عليه اليوم.
ولا نريد أن نذكر ونكرر ما سبق للكثير طرحه بأن السعودية هي العدو التأريخي لليمن حتى من قبل الإسْلَام ومن بعد الإسْلَام وحتى اليوم والأحداث والوقائع التأريخية الدليل القاطع.
وأعتقد أن كُلَّ يمني شمالاً أَوْ جنوباً، شرقاً أَوْ غرباً هكذا فطرة فرضتها علينا طبائع وغدر قرن الشيطان أننا لا نحبهم ولا يحبوننا، مستحضراً بيتاً من الشعر:
يعلم الله أنّا لا نحبكم **** ولا نلومكم أن لم تحبونا
إذاً عدوانهم الأخير لم يكن سببه نحن كما يبرره من على عيونهم غشاوة؛ لأننا بكل وضوح لم نكن المعتدين عليهم ولم تطلق رصاصة واحدة نحوهم كمبرر مقبول للاعتداء علينا، ولكن المسالة مدروسة بعناية ومُخَطّط لها منذ سنين، ولا يسع المجال هنا لذكر الحيثيات والوقائع التي مارستها السعودية لوصول الدولة اليمنية إلى أوهن مستوى، ومن ثم البدء بضربها، والمبررات والسيناريوهات جاهزة لتقبلها من الرأي العام، سواءٌ أكانوا أنصار الله على رأس الحكم في اليمن أَوْ غيرهم سيتم خلق مبرراتٍ وأعذار مفصلة على أي حكومة موجودة حتى لو كانت حكومة عميلة لهم – وما هو حاصل الآن في عدن أكبر دليل على أن السعودية والغزاة الآخرين لا يريدون استقرار اليمن على الإطلاق.
ولو استعرضنا بشيء من التفصيل التكلفة التي تتكبدها السعودية في عدوانها على اليمن كأرقام إجمالية، ويستطيع أي شخص أن يتخيلَ في الأخير الرقم الإجمالي المهول للكلفة الباهظة التي أنفقتها السعودية في عدوانها من ثلاث سنوات ولا زال النفط السعودي يضخ بشك هستيري تكاليف لا متناهية لحرب وعدوان جندت معها شياطين الشر على مستوى العالم على أمل حسم المعركة لصالحها دون جدوى.
دعونا نستعرض بنودَ هذه التكاليف على سبيل المثال لا الحصر:-
– تكاليف التخطيط للحرب مع أسيادهم الأمريكان، حيت تم إعلان الحرب من واشنطن.
– موازنة الحرب الأولية في بداية العدوان لا تتعدى عشرة أَيَّام.
– شراء تسع دول عربية للمشاركة في عدوانها على اليمن بشيك مسبوق الدفع بما يسمى التحالف العربي.
– شراء موافقة الجامعة العربية.
– شراء موافقة مجلس الأمن حتى الدول التي صمتت عن التصويت الصمت له ثمن.
– دفع ايجار القطع الحربية للدول المستأجرة والتامين عليها عن كُلّ يوم حرب سواء طائرات أَوْ قطع بحرية.
– دفع مرتبات الطيارين المشاركين وطواقم القطع البحرية عن كُلّ ساعة طيران بمبالغ خياليه.
– دفع مرتبات الجيوش المستأجرة والتامين على حياتهم طوال ثلاث سنوات مثال على ذلك الحالة السودانية.
– عن كُلّ رأس ينفق في اليمن مليون ريال سعودي.
– شراء وسائل الإعلام الغربية لتكوين رأي عام عالمي معها-شراء ودفع موازنات قنوات فضائية لا حصر لها للوقوف في صف العدوان.
– شراء ذمم حقوقيين ومفكرين وإعلاميين على المستوى العالمي والعربي.
– شراء صفقات السلاح والمعروفة لدى الجميع من كُلٍّ من: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والمانيا بمليارات الدولارات عن كُلّ صفقة.
– شراء ذمم مسؤولي الأُمَـم المتحدة للصمت عن كُلّ جريمة حرب ارتكبتها مخالفة القانون الدولي في اليمن.
– شراء وجلب أكبر قدر ممكن من قطيع المرتزقة إليها منذ بداية العدوان وحتى الآن وآخرهم طارق صالح.
– مرتبات جيش كامل وحكومة بكامل طواقمها فيما يسمى حكومة الشرعية لتبرير عدوانها.
– مرتبات عملائهم في الداخل اليمني.
– مضاعفة مرتبات جيشهم الفرار من أَمَام الأسود اليمنية على أمل أن يثبتوا أَوْ يستقروا في مواقعهم العسكرية.
والحقيقة لم تعد ذاكرتي تسعفني في سرد بقية التكاليف التي تتكبدها السعودية، ولكن للاختصار نقول لكم ما خفي كان أعظم، مروراً بالبنود السابقة مع اعتذاري للتطويل هل يستطيع عقل إنْسَان بشري أن يتخيل الرقم النهائي للكلفة التي تتكبدها الخزينة السعودية في عدوانها على اليمن.
والطامة الكبرى والعجب العجاب الذي يستغرب له كُلّ ذي عقل أن الموضوع برمته من حرب وعدوان آتٍ مملكة بول البعير لا تخوض حربها في اليمن بالأصالة عن نفسها ولكنها مطية ليس إلّا لحرب وعدوان يعلمها العالم جَميعاً بأنها حرب أمريكية إسرائيلية بامتياز ولكن بغطاء ووكالة سعودية لا يستطيع حتى أن يستر عورتها.
في الأخير دعونا نبتهل الرب العرش العظيم ونرفع أيدينا إلى السماء وندعو جَميعاً بإحساس وقلوب وإيْمَان المجاهدين في الجبهات: قال تعالى (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ) صدق الله العظيم.