اليمن أمام مؤامرة دولية كبرى
اللواء مجاهد القهالي*
اليمنُ مهدَّدٌ بالزوال كدولة ومهدد بالتقسيم إلى دويلاتٍ صغيرة متناحرة ومهدَّدٌ بكارثة إنْسَانية غير مسبوقة؛ بسبب الحصار والحظر الجوي، ذلك ما تضمنه تقرير الأمم المتحدة لمجلس الأمن.
وقبل أن ننتظرَ ما سوف يصدر عن مجلس الأمن لإنقاذ اليمن من الأخطار المحدقة به فعلينا كيمنيين أن ننقذ أنفسنا من تلك الأخطار وأن نقفَ بمسؤولية أمام شعبنا وما يتعرض له من حرب تدميرية تشنها دول العدوان والاحتلال وما تغرسه تلك الدول من ثقافات العنف والكراهية والفرقة والانفصال والتقسيم والتجزئة التي لم ينجُ منها أحد فلن يبقى الشمال شمالاً والجنوب جنوباً.
إن دولَ العدوان في حربها التدميرية قد أحرقت الأخضر واليابس وبذرت بذورَ التقسيم منذ الوهلة الأولى لشن هذه الحرب، إن حرب دول العدوان على اليمن ليست؛ بسبب عودة الشرعية المزعومة، بل بهدف الغزو والاحتلال والتقسيم والتجزئة ونهب الثروة وفرض الوصاية على اليمن إلى ما لا نهاية وما الشرعية إلّا ذريعة وأكذوبة كبرى.
إنَّنا اليومَ كيمنيين ملزمون أَكْثَـر من أي وقت مضى بتحمُّل مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن دولةً وَأرضاً وإنْسَاناً، وهذا يتطلب منا جميعاً في طول الساحة وعرضها أن نشقَّ طريق التسامح والحوار والتواصل مع بعضنا البعض، فاليمن محتاج لكل أبنائه، أن يهبوا هبة رجل واحد ل لتصَدّي والمواجهة للعدوان والغزو والاحتلال، ولوضع ثقافة التسامح والتعايش في ما بيننا فوق كُلّ ثقافات العنف والكراهية والفرقة والتطرف والإرهاب التي تزرعها دول العدوان المسنودة من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، فبالأوطان تحفظ الكرامات وتصان الأعراض وتحقن الدماء وبدونها، فلا كرامة لشعب يعيشُ تحت وطأة الاحتلال ولا كرامة لأبنائه في ظل الغزو والاستعمار.
إننا في تنظيم التصحيح نطالب المجلس السياسي الأعلى أن يمُدَّ يدَ الحوار مع كُلّ أبناء هذا الوطن، فهو المسؤول أمام الله وأمام هذا الشعب في الدعوة إلى مصالحة وطنية لا تستثني أحد على قاعدة التسامح والتعايش السلمي والسلم الاجتماعي والتعدد السياسي والتبادل السلمي للسلطة والحفاظ على الوحدة والأمن والاستقرار.
فلا تتوقعوا خيراً من مجلس الأمن يا أبناء اليمن، فإذا نطق الغراب وقال خيراً فأين الخير من وجه الغراب.. فلنعتمدْ على أنفسنا من بعد الله والله مع المتقين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
*رئيس تنظيم التصحيح