فلسطين الإباء في وجه العداء
ذكرى عبدالكريم الأشول
منذ أَكْثَـر من خمسين عاماً ودولةُ فلسطين تتعرَّضُ لاعتداء بربري غاشم ظالِمٍ مستبد، يستهدفُ بُنيتها التحتية ويستهدفُ كُلَّ ما هو جميل وحتى أرواحُ البشر لم تسلمْ من قتكِ الكيان المزروع على أرض فلسطين السليبَة “الغدة السرطانية الخبيثة” كما أطلق عليه الإمام الخميني رحمه اللهُ هذا الاسم، وقال بأن علينا اجتثاثَها من جذورها والقضاء عليها واستئصالها.
وإنْ لم نفعل فإنها ستتوغّلُ إلى العُمق القريب، وستتمكن من السيطرة عليه.
فالكيان الصهيوني الغاصب يعملُ جاهداً على احتلال فلسطين.
يريدها أن تنضم إليه وتصبح ملكاً له، ولكن نقول له: بعيداً عن ناظريك.
ورغم كُلّ المعاناة القاسية التي يتعرض لها هذا الشعب العظيم، من انتهاك للحُرُمات وقتل ودمار وحصار، إلا أنهم شعبٌ أبيٌّ لا يخضعُ ولا يركع إلا لرب السماء.
رغم إمْكَانياتهم البسيطة المحدودة إلا أنهم يرعبون العدو، بقوة صبرهم وتحمُّلهم وبقدرتهم على العزيمة والثبات ضد المعتدين.
هكذا عرفناهم شعباً عظيماً جباراً في وجه الاستكبار.
لا ينتابُهم الخوفُ ولا التعب.
ورغم كُلّ الظروف التي يعاصرونها إلا أنهم شعبٌ لا يعرف الخذلان ولا الهزيمة.
ونحن هنا بدورنا شعبَ اليمن نقول لهم: رغم ظروفنا الصعبة التي نَمُــرُّ بها ومعاناتنا القاسية ومظلوميتنا التي تجاوزت مظلوميةَ كُلِّ الشعوب، من قصف هستيري ودمار وخراب وسفك دماء من قبل العدو السعودي الصهيوأمريكي الظالم على بلدنا الحبيب، إلا أننا نقول لكم: نحن معكم ولن نتوانى ولو للحظة في المجيء إليكم؛ لنضعَ أيديَنا بأيديكم وجراحنا تعالج جراحكم.
سنتكاتف معاً لنستأصل هذه الغدةَ السرطانيةَ القذرة الخبيثة من جذورها.
ونتعاهد معكم بأن نبنيَ ديارَكم مع ديارنا وأرضَكم مع أرضنا.
وآلامُنا تلملِمُ آلامَكم، وسنضحي لأجلكم بكل ما نستطيعُ التضحيةَ به.
لأجل أن تبقى فلسطين حرة مستقلة أبية قادرة على مواجهة كُلّ التحديات والمعوقات التي قد تواجهها لنيل حريتِها والعيش بسلام.
وشعبُ اليمن يعتزُّ ويفتخرُ بكم وبما قدمتموه في السنين التي مضت.
وسننتصر؛ لأن الله معنا.
ولو لم نكن إلا القليل، فهذا وعدٌ إلهي وعَدَهُ اللهُ لأوليائه الصالحين الذين يتبعون الحقَّ خيرَ اتّباع، وعدَهم بالنصر الأكيد.. لقوله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
سنمضي معاً لتحقيقِ السلامِ والأمنِ والاستقرارِ، ونحن جندٌ من جنود الله، وجندُ الله هم الغالبون بإذن من الله.
(وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).