الرئيس الصماد خلال زيارته للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة:أي جهة أو مسئول يدعى أنه يتم أخذ جزء من الإيرادات لصالح المجهود الحربي كاذب وسارق
المسيرة / خاص
في إطار حرص الرئيس صالح الصمّاد -رئيس المجلس السياسي الأعلى- على تفعيل الأجهزة الرقابية ومحارَبة الفساد فقد قام، أمس، بزيارةٍ للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؛ وذلك للاطلاع على سير العمل ومستوى الأداء والصعوبات التي تواجه عمل الجهاز، خَاصَّـةً في ظل استمرار العدوان والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن.
وخلال الزيارة التي التقى خلالها قيادةَ وكوادر وموظفي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، دشّن رئيسُ المجلس السياسي الأعلى البرنامجَ الاستثنائي لتعزيز دور الجهاز الرقابي في تنمية موارد الدولة الذي يهدفُ إلى تنمية الموارد من خلال تعزيز الدور الرقابي للجهاز المركزي والتأكد من توريدها للبنك المركزي.
وفي اللقاء، أَكَّـدَ الرئيسُ ضرورةَ تفعيل دور الجهاز للقيام بعمله، قائلاً إنه “كلما حاربنا الفسادَ كلما ساهمنا في تنمية الإيرادات وسنوجّه الحكومة بالتعاون الكامل مع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة”.
وخاطب الرئيسُ الصمّاد قيادةَ وكوادر الجهاز قائلاً: “اعلنوا حالة طوارئ واستنفار لمواجهة الفساد والمفسدين، أخرسوا ألسنة المزايدين، فأنتم جبهة متقدمة في مواجهة الفساد وفي الحفاظ على بُنية الدولة، هذه الجبهة الخطيرة التي تنهش في جسد الدولة”.
وطالب الرئيسُ الصمّادُ مَن يتحدّثُ عن وجود فساد أن يتوجّهَ “للجهاز المركزي وللجهات المختصة للتحقيق في ذلك لمحاسبة الفاسد وإن لم يكن البلاغ صحيحاً يعاقب المتجنّي على الآخرين، خَاصَّـةً أننا كثيراً ما نقرأ من المفسبكين، ومنهم وزراء وأعضاء مجلس نواب يتحدّثون عن فساد هنا وهناك”.
ووجّه الصماد الجهاز المركزي بمتابعة “تلك التصريحات خَاصَّـةً من المسئولين الذين يجب أن يأتوا إلينا وليقدّموا الأدلة والإثباتات، ونحن سنتحرّك في التحقيق لمثل هذه القضايا حتى نكون واضحين، فإن تأكد لنا صحة ذلك يستحقون منا كُلّ الشكر والتقدير على هذه المتابعة وإن كانت غيرَ صحيحة يتم خرسُ هذه الألسن”.
وقال الصمّاد مخاطباً كوادر الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة: “أنزلوا للمؤسسات التي كان ممنوعاً عليكم النزول إليها، لا يوجد اليوم ما يستدعي غيابَ جهاز الرقابة عن أية وحدة إطلاقاً، أنزلوا إلى الاتصالات والنفط ومختلف المؤسسات من الجمارك والضرائب وغيرها لتكونوا على إطلاع بأداء هذه المؤسسات وتقيّموا عملها من خلال مراجعة ملفاتها لا يوجد جهة ممنوع دخول الجهاز إليها، واعملوا على تعزيز الشفافية والنزاهة في مختلف مؤسسات الدولة، عليكم التواجد في كُلّ المؤسسات وأي جهات تحاول أن تتمنع يمكنكم إبلاغنا وسنذلل لكم الصعوبات بما يمكنهم من أداء واجبكم”.
وأضاف “ربما كان في السابق بعض الأجندة السياسية أَوْ كان هناك توجّه وتعمّد لعرقلة عمل جهاز الرقابة حتى لا ينبش ملفات من هنا أَوْ هناك، لكن نحن حريصون ونحملكم المسؤولية أمام الله والقيادة السياسية ومستعدون بذل كُلّ ما بوسعنا لتسهيل عملكم وأدائكم وتذليل الصعوبات التي تواجه هذا الجانب”.
وقال الرئيس صالح الصماد “عندما نسمعُ الكثيرَ يتحدثون عن إهدار الإمكانيات والإيرادات أنزلوا إلى جميع الجهات الإيرادية، تحقّقوا هل صحيح أن هناك من يأخذ إتاوات باسم المجهود الحربي كما يقولون، نحن حريصون على توفير أكبر قدر من الإمكانيات للمجهود الحربي، وبلا حرج، لكن لا يوجد، نحاول أن نوفِّرَ القدر الأدنى من الراتب لموظفي الدولة، فأي جهة أَوْ مسئول يدّعى أنه يتم أخذ جزء من الإيرادات لصالح المجهود الحربي هو كاذب وسارق، اذهبوا وتحقّقوا من الأمر وأثبِتوا للشعب كائناً من كان حقيقةَ ذلك”.
وأضاف “نحن لا نتحرّج من موضوع المجهود الحربي لو وُجد، وسنعمل ما بوسعنا لدعم الجبهات، لكن أن تبقى مثل هذه الكلمات وسيلةً للتشويه والارتزاق ولتشويه الجيش واللجان الشعبية وأيضاً للابتزاز ولنهب الإيرادات في كثير من المناطق هذا ممنوع منعاً باتاً، ونحن مستعدون لمحاسبة أي شخص، أكان رسمياً أَوْ تنظيمياً، وسنتعامل مع هذه الادّعاءات بجدية”.
وأردف “نحن سنتكفّل بالمجهود الحربي من الجانب المركزي وسنعطيهم أضعافاً حتى نقطع الطريقَ على ذلك، ولا نريد أن يكون العدوانُ غطاءً للترهل أَوْ الفساد إذا حاولنا أن نتدخلَ أَوْ أن نقولَ حاسبوا فلان قالوا نحن في عدوان ليس وقت المحاسبة”.
ودعا الرئيس الصمّاد كوادر الجهاز إلى أهمية النزول للجهات المعنية بالنفط، خَاصَّـةً مع أزمة الغاز المفتعلة؛ لأنه يفترض أن هناك دوراً كبيراً لجهاز الرقابة عن سبب هذه الأزمة، وما هي المشكلة؟ ولماذا اللجنة الاقتصادية لا تحرّك ساكناً ولا تتحدث عن الأسباب والمسببات للأزمة الحاصلة اليوم؟ لماذا لا تعمل مؤتمراً صحفياً توضح للناس الحقائق والخلفيات؟ وهل هناك إشكاليات داخلية وإدارية؟ أم ماذا يجب أن نكون جَميعاً في الصورة؟
وتساءل الرئيس الصماد: “هل العدوان ومرتزقته جزء أساسي من هذه الأزمة، وهل صحيح أن أسطول شركة الغاز موقّف حتى الآن عن العمل في مأرب، ويصبح التنسيق لحمل الغاز أَوْ لتحميله بين المرتزقة وَمافيا التجار من أتباعهم الذين رفضوا قرار فرض التسعيرة التي تتناسب مع وضع والظروف المعيشية للمواطنين؟ وهل رفضوا أن يدخلوا هذه القواطر إلى مناطق السيطرة، أَوْ هناك أسباب داخلية يجب أن نعرفَ من خلالكم المشاكل حتى نستطيع معالجة كُلّ ذلك”.
وختم الرئيس الصماد خطابَه لكوادر الجهاز قائلاً: “نعدكم أننا سنبذُلُ كُلّ ما بوسعنا لتوفير المتاح والممكن؛ ليستطيع الجهاز القيامَ بدوره، باعتباره جبهةً متقدمةً في الحفاظ على بنية الدولة ومؤسساتها”.. معتبراً هذا اللقاءَ دعماً لجُهُود الجهاز في إعداد الخطط والبرامج التي نأمل أن لا تبقى حبيسةَ الأدراج.