شركة النفط: نؤكد توفّر كميات كافية في المنشآت والأسواق وضعاف النفوس يفتعلون أزمات للكسب غير المشروع
المسيرة| تقرير:
شهدت العاصمةُ صنعاءُ وعددٌ من المحافظات اليمنية، خلال الأسبوعين الماضيين، أزمةً خانقةً في مادّة الغاز المنزلي بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، وبالأمس وفي غضون دقائقَ برزت مظاهرُ أزمة في المشتقات النفطية بسرعة مُثيرة للريبة، خصوصاً أن وقوعَها تزامَنَ بشكل كامل مع إعلان وسائل الإعلام التابعة لقوى العدوان عن أزمة مشتقات نفطية تضافُ لأزمة الغاز المنزلي، ليتضح فيما يتعلقُ بالمشتقات أن ثمة فاعلاً مرتبطاً بشكل وثيق بقوى العدوان، خصوصاً أنه اتّضح أن الكمياتِ متوفرةٌ وبمعدل يفوقُ ما تم ضخُّه للأسواق في الشهور الماضية، فيما أشارت شركة النفط بأصابع الاتهام نحو بعض التجار بوصفهم “ضعاف النفوس يسعَون للكسب غير المشروع”.
الأزمة التي دفعت الرئيس صالح الصمّاد – رئيس المجلس السياسي الأعلى -، الأسبوع الماضي، إلى تحذير كُلّ التجار والوكلاء المتورّطين في خلق أزمة من شأنها زيادة معاناة المواطنين، هي نفسُها من دفعت أصحابَ القرار في حكومة الإنقاذ الوطني مطلعَ الأسبوع الجاري، لعقد اجتماعات عاجلة واستثنائية للوقوف أمام أزمة الغاز والبحث عن حلول جذرية تنتهي معها مثل هكذا مشاكلَ كان من أهمّها فتح الباب أمام التجار والمستثمرين لاستيراد مادة الغاز من الخارج، لا سيما ومرتزقة العدوان الموالون لحزب الإصلاح في مأرب هم من يستحوذون على ثروات الوطن من الغاز والمشتقات النفطية الأخرى بصافر والاستيلاء على ثمنها لحسابهم الخاص.
وبينما لا تزالُ كُلُّ الجهود الحكومية تصُبُّ في مساعي إنهاء أزمة الغاز المنزلي المتفاقمة، تفاجأ سكانُ العاصمة صنعاء، أمس الاثنين، بظهور أزمة جديدة من شأنها خلق حالة من التذمر لدى عامة الناس وإحداث عملية إرباك في الساحة اليمنية، حيث شهدَت العاصمة وبدون سابق إنذار أزمة خانقة للمشتقات النفطية “البنزين والديزل”، ما أدى إلى تدافع المئات من المواطنين للتزاحم أمام المحطات البترولية، الأمر الذي دفع الكثير من مالكي تلك المحطات إلى سرعة إغلاق محطاتهم بالرغم من توفر المشتقات النفطية داخل خزاناته.
إنَّ تزامُنَ ظهور الأزمتين في الوقت ذاته يضعُ علامتَي استفهام وتعجب كبيرتَين، خصوصاً وأن الأيام الماضية كان الحديثَ عن أزمة الغاز هو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام التابعة للعدوان ومرتزقته؛ بهدف تأليب الشارع وإشاعة الفتنة والفوضى في أوساط المجتمع، وما ظهور أزمة البنزين إلا تأكيد لوجود تناغم وتنسيق كبير بين العدوان الذي يصطنع هكذا أزمات كورقة من أوراقه الاقتصادية القذرة لتركيع الشعب اليمني وبين عملائه في الداخل المتسبِّبين بهذه الأزمة.
أزمة المشتقات النفطية المفاجئة، أمس، لم تثر استغرابَ المواطنين فقط، بل أثارت استغرابَ شركة النفط اليمنية أيضاً الذي سارعت بإصدار بيان أعلنت من خلاله أن منشآتِها مليئةٌ بالمشتقات النفطية، وخَاصَّــةً مادتَي البترول والديزل، بالإضافة على توفر السفن المحملة بالمشتقات النفطية في ميناء الحديدة، وأنها تتابع عمليةَ توزيع الكميات لمختلف المحافظات والتي تظهر أن الموادَّ تم توزيعها بما يزيد عن الاحتياج الطبيعي.
وأرفقت الشركة كشوفاتٍ لإجمالي ما تم ضخه للسوق المحلية، يوم أمس الأول، واتضح من خلال الأرقام أن الكمياتِ التي تم توفيرُها تفوقُ المعدل الطبيعي لما يتم ضخه في العادة، وهو ما جعل التساؤلات ملحةً عن وجود طرف مرتبط بالعدوان يعمل على افتعال الأزمات وإقلاق الناس.
ودعت الشركةُ في بيانها -تلقت “المسيرة” نسخة منه-، جميع المواطنين إلى عدم الانجرار للأزمات التي يختلقُها ضعفاء النفوس؛ لمحاولة زعزعة الوضع التمويني وكسب أموال غير مشروعة، مضيفة بأنها شكّلت لجاناً ميدانيةً للكشف على عملية البيع والتوزيع والرقابة عليها، كما أنه تم إنزالُ كميات إضافية لتغطية الاحتياج الزائد، بما يعادِلُ ضعفَ الاحتياج الطبيعي للأيام القادمة من أجل استقرار السوق.
ومن خلال بيان الشركة والتغطية الإعلامية المتزامنة من قبل إعلام العدوان تتضحُ العلاقة بين قوى العدوان التي تسعى لزعزعة الوضع في المناطق الآمنة وبعض التجار الذين يقدمون لها هذه الخدمة مقابل التربح غير المشروع من خلال رفع الأسعار على وقع أزمات لا مبرر لها.