فاز بها عُكاشة
أحمد شرف
البعضُ ينظُرُ لأنصار الله وهم في السلطة أنهم في مغنم، وأنهم يعشقون المنصب.
ولو نظرنا إلى المرحلة التي يمُرُّ بها بلدُنا هذه الفترة وهذه السنوات بالذات، فـبربِّكم هل من يلي أمر الأُمَّـة والشعب في هذه الظروف تعتبرونه غانماً؟.
ثم من الممكن للأنصار أن يظلّوا مقاتلين فقط في الجبهات العسكرية، ولا يهتموا بإدارة البلد، وهذا ما يريده البعضُ، وأخصُّ من في قلوبهم مرضٌ تجاه الأنصار. وهؤلاء المرضى أنفسهم هم من يعتبرون مواجهة العدوان أمراً لا بُدّ منه وضرورياً، لكن على الأنصار؛ لأنّهم أهلٌ لذلك.
طيب يا هؤلاء ترَون وتؤيّدون وترغبون في أنه لا بُدّ أن يقاتل الأنصار في الجبهات؛ باعتبار هذا حقاً مكفولاً لهم وواجباً عليهم، لكن إدارة البلاد واعتلاء منصب ما، هذا ليس من حقهم!
فلماذا الجبهاتُ حلال لهم وواجبٌ عليهم؛ كونهم يمنيين ولا بد منهم الدفاع عن الوطن ولكنها حرامٌ عليكم، والحكم حرام عليهم وحلال لكم أيها المرضى والفاسدون؟!.
ثم لو هناك تحمُّلٌ للمسؤولية بصدق وأمانة ونزاهة ممن يحسدون الأنصارَ، لاكتفى الأنصارُ بهؤلاء لاعتلاء الكراسي ولتركوا الإشراف حتى على النقطة الأمنية ولما تواجدوا في أقسام الشرطة، ناهيك عن أن يكونوا مدراء ووزراء.
فهل إذا اقتصر تواجُدُ الأنصار في الجبهات فقط، هل ستكونون رافداً لهم وداعماً أم ستطعنون في الظهر؟!، ونحن نشاهد من بعض المسؤولين العرقلة لكثير من الأمور تخُصُّ الجبهات أَوْ عرقلة الحياة المعيشية للمواطن، وهم أيادٍ عدوانيةٌ داخلية تشتغل لصالح العدوان الخارجي، بالرغم من وجود الأنصار في أوساطهم، فبالله عليكم لو ترك الأنصار وتخلوا عن المسؤولية لعمّت الفوضى وانهارت الجبهات.
أما الأنصارُ فينظرون للجبهات والمناصب بعين واحدة وهي واجب المسؤولية في التحَرّك هنا وهناك.
وهل تتذكرون حينما انتهت الفترة المحدّدة لأنصار الله في رئاسة المجلس السياسي الأعلى ممثلاً بالأستاذ صالح الصمّاد، لكي يخلفَه المؤتمرُ الشعبي العام، ولكن قيادة المؤتمر آنذاك ممثلة بعفاش وزمرته رفضوا وامتنعوا تسلم القيادة للمجلس السياسي الأعلى ومدّدوا للمجاهد ورجل المرحلة ويوسف العصر الأستاذ صالح الصمّاد (القويُّ الأمين).
وشرفاء وقيادات المؤتمر وغيرُهم من الأحزاب والمكونات هم من يدركون من قبل واليوم أن السلطة اليوم مغرماً وليست مغنماً وهذه نظرة كُلّ وطني شريف.
فيا كُلَّ الناعقين أنتم تعرفون أن المرحلة ليست مرحلة العشق للمناصب بل المرحلة مرحلة تحمل المسؤولية في ظل هذه الظروف البالغة التعقيد.
فإذا كان أولئك سابقاً -والدنيا سلامات- يقولون إن إدارة البلاد كالرقص على رؤوس الثعابين، فكيف الآن والبلد يمر بأكبر عدوان وتحالف تشهده الكرة الأرضية.
ألا تفقهون فعلاً أن الأنصار ينظرون بعين المسؤولية ودافع الواجب الوطني فتحملوا أذية المناصب كما تحملوا شرف الوقوف في الجبهات.
فكما تخلف الكثير منكم عن أن يكونوا في مقدمة الصفوف كقادة ومشرفين عسكريين في الجبهات تخلوا كذلك عن قيادة البلد سياسياً؛ فكان أن برز الأنصار قيادةً وشعباً، ولا أقصد بالأنصار فئة وجماعة، ولكن الشعب بكله هم الأنصار وهم أحفاد أولئك الصادقون
إذا تذكّرت عمّاراً وسيرتَه***فافخَرْ بنا إننا أحفادُ عمارِ
وكُلُّ ما أريدُ قوله إن الأنصارَ يمتلكون فعلاً القدرةَ والقوّةَ والمنهجَ على التغلب على كُلّ الصعاب، بل والتحدّي والتصميم على النهوض بالبلد أرضاً وإنْسَاناً، فمن يحكمون ويديرون الأمور الآن وهي من أصعب فترات الحكم التي مرت في اليمن على الإطلاق، لجديرون بأن نكون منهم ومعهم معينين وناصرين، فهم الكُحل للعيون، وهم الأمانٌ للأوطان.
فيا أحرارَ الشعب وشرفاءَه مؤتمر وأنصار وكل المكونات كونوا للباطل خصماً وللمظلوم عوناً. واقطعوا يد السارق ودقوا رأسه واخلسوا ظهره ونحن الشعب من يؤيد ويبارك ونرفعكم عالياً.
لأنه سيأتي يوماً ما في المستقبل القريب ويقول الفاسدون والمتنصلون والهاربون والمتربصون سيقولون: (فاز بها عُكاشة).
لأن عكاشة كان مخلصاً لله ولوطنه في الحرب فهو جديرٌ بأن يكونَ أرقى مقاماً في السِلم. وحينما فاز عكاشة ظل ذلك المخلص والصادق.
ولم يُخلص عكاشة بنية الحصول على منصب أكبر بل أخلص عملَه لله فرفعه اللهُ وكرّمه.
السلامُ على شعب الأنصار وعلى قائد الأنصار، وليّ الله ومولانا السيد المجاهد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي.
فـبك يا سيدي وبنا نحن شعب الأنصار وبمنهجية القرآن سننتصرُ وستعلو الرايةُ وهي عالية.