من المتسبب في أزمة المشتقات المفتعلة؟
زيد البعوة
أزمةٌ في المشتقات النفطية بدأت من الغاز ثم تلاها أزمةُ في البنزين والديزل أثارت ضجةً كبيرةً في أوساط المجتمع اليمني استغلها العدوان وتحدّث عنها في وسائل إعلامه بما يخدم مشروعَه الاستعماري، ملقياً باللوم على حكومة الإنقاذ ومستثيراً حفيظة الناس ضد أنفسهم وحكومتهم.
ولو جئنا لنفتش عن السبب لوجدنا أن العدوان والحصار المفروض على اليمن هو السبب الرئيسي فيما يحصل وكيف سيعمل العدوان على راحة الشعب اليمني وهو يريد أن يستعمره وينهب ثرواته وهو يقتله كُلّ يوم على مدى 3 سنوات؟ ثم في نفس الوقت هناك تساؤل يطرح نفسَه: ما هي مصلحة الحكومة من افتعال أزمةٍ في الوقت الراهن؟ وهي معنية بالعمل بما تستطيع لتوفير احتياجات المواطن اليمني..
هذه الأزمة التي هي ليست فعلية في الواقع ظهرت أبعادها وخلفياتها للناس من خلال ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية والرقابية وشركة النفط، حيث تم الكشف عن السبب الذي يعمل لمصلحة العدوان وهم بعض التجار الجشعين وأصحاب المحطات في السوق السوداء وَكذلك المواطن نفسه، فالحكومة عملت على ضبط المتلاعبين بالأسعار واستجوبتهم وسجنت الكثير منهم على أساس ضبط الأسعار وتوحيدها لمصلحة الناس، وفي نفس الوقت وفرت الغاز بشكل جيد وسعر مناسب في كثير من المحطات، فبادر أغلب المواطنين إلى جلب أكثر من دبة غاز كاحتياط وذهبوا للمساربة والزحمة حتى فاقموا الأزمة.
لا نستطيع تبرئة الحكومة بشكل كامل ولا نستطيع تحميلها المسؤولية بشكل كامل، فهي في الأول والأخير المعنية بتوفير احتياجات المواطن وضبط الأسعار وضبط التجار وتوضيح الأمور للناس، ولكن في نفس الوقت هذه الضجة التي حصلت أسالت لعاب العدو الذي فشلت كُلّ مخططاته في إركاع المجتمع اليمني وتفكيك نسيجة المتماسك وتحريض الشعب ضد الحكومة، فاستغل العدو الموضوع لمصلحته وبما يخدم مشروعَه الاستعماري وأهدافه المشؤومة ضد الشعب اليمني حكومة وشعباً..
لم تمر سوى أيّام على أزمة الغاز والتي سعت الحكومة لمعالجتها حتى سمعنا اليوم أبواق العدوان والفتنة ينعقون بأزمة جديدة في المشتقات النفطية البنزين والديزل رغم أن الأمور على ما يرام، وهذا ما أَكّدته شركة النفط التي أصدرت بياناً أَكّدت فيه أنه لا وجود لأزمة في المشتقات وأن المخزون النفطي لدى الشركة متواجد بكثرة، وأن ما يحصل مجرد ضجة إعلامية واحتكار من التجار ومخاوف وقلق في أوساط الناس زرعها العدوان وبعض المرجفين..
لقد خدمنا العدوانَ بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الضجة التي اثيرت ضد الحكومة فقط، ونسينا العدوان ونسينا الفاسدين ونسينا التجار الطماعين، فلو وجهنا اللوم على المتسببين في هذه الأزمة من البداية، لكنا خلصنا إلى نتيجة إيجابية ستحسم الجدل مفادُها أن السببَ في الأزمة هو العدوان والتجار الجشعون والكثير من المواطنين الذين لا هَمَّ لهم إلّا أنفسهم..
لقد كان بيانُ شركة النفط الأخير عبارة عن توضيح قطع الشك بالقين وأظهر الأمور على حقيقتها وكشف المتلاعبين والسبب في أزمة الغاز، فكما علمنا من خلال البيان أن هناك غازاً متوفراً بكثرة وأن الأمور تستدعي الحكمة والهدوء من قبل المواطن، وأن الضجة التي تحصل هي مفتعلة من قبل العدو ومرتزقته..
ما يجري هو في إطار الحرب النفسية والإعلامية والاقتصادية وتفكيك النسيج الاجتماعي والتشكيك ومحاولة إيجاد فجوة بين الشعب والقيادة والعدو يستغل كُلّ هذا لتحقيق أهدافه، وقد يجرِّبُ مرة ثانية في النفط وأخرى في القمح والسكر والرز وغيرها من المواد الغذائية، ونحن كشعب يمني صمدنا كُلّ هذه المدة لن نسمح لدبة الغاز أن توصلَ العدو إلى أهدافه مهما كان الأمر، فنحن نقدم الشهداء والتضحيات في سبيل الله والوطن وفي سبيل عزتنا وكرامتنا حتى نقفل المجال أمام العدوان الذي يستغل كُلّ أساليب الصراع للنيل منا.
والمفترض أننا على مستوى عالٍ من الوعي في التعامل مع مثل هذه الأمور والأزمات التي تحصل بين الفينة والأخرى..
اليوم نحن معنيون جميعاً أن نتعامل بحكمة ومسؤولية وأن لا نفتح للعدو ثغرة ضدنا لمصلحته فالعدوان هو الذي يحاصرنا ويقتلنا ويسعى لاستعبادنا وهب ثرواتنا واحتلال بلدنا وكل مواقفنا يجب أن تكون في الاتجاه الصحيح بما يعزز تماسك وقوة وصمود الشعب في مواجهة العدوان.