النظام السعودي يطرد مئات الجرحى المرتزقة من مستشفيات جيزان ومرتزقته يطردونهم من فنادق مأرب
المسيرة| تقرير:
تظهَرُ على السطح المئاتُ من القصص المأساوية للجرحى المرتزقة والموالين للعدوان من أبناء مأرب وعددٍ من المحافظات الجنوبية بعد أن تنكّرت السعودية لدورهم والتعامل معهم كأوراق محروقة وهي النهاية الطبيعية لكل مرتزق اختار طريقَ العمالة أَوْ غُرّر به، لينتهيَ بهم المطاف مشردين في خيام ترفض قيادة العدوان والمرتزقة الانصات لصرخاتهم.
في هذا السياق كشف موقع “العربي” الإخباري فإن ما يقارب من 300 معاق وجريح من المقاتلين المرتزقة في صفوف العدوان يواصلون اعتصاماتهم منذ أربعة أسابيع بمحافظة مأرب بعد خدمة عامَين من القتال؛ دفاعاً عن الحدود السعودية، مشيراً إلى أن المحتجين الذي يحمل أغلبيتهم أطرافاً صناعية يشكون خذلانهم من قبل النظام السعودي وحكومة الفار هادي وعدم الاهتمام بحالتهم الإنْسَانية بعد أن قدموا أغلى ما يملكون في سبيل خدمة العدوان.
ونقل الموقعُ عن الجرحى والمعاقين في مأرب من منتسبي المنطقة الخامسة التابعة للمرتزقة قولهم إن السعودية قطعت مرتباتهم منذ عشرة أشهر، بعد أن أخرجتهم سلطاتها في سبتمبر الماضي من مستشفياتها بجيزان إلى مأرب دون أن تكمل علاجهم، ولا تزال شكاويهم ومطالباتهم المتكررة لا تجد من يُلقي لها بالاً مع زيادة حالتهم الصحية والمعيشية سوءاً كُلّ يوم.
وكشفت المصادر الإعلامية عن قيام إدارة فندق بلقيس في مدينة مأرب خلال الأشهر الماضية بطرد عدد من جرحى المنطقة الخامسة الموالين للعدوان بالقوة من داخل الغرف إلى الشارع وأبلغتهم انتهاء عقد الإيجار بين الإدارة وما يسمى مركز سلمان للإغاثة، ما دفعهم إلى التوجه نحو لجنة معالجة الجرحى للبحث عن حلول لمشاكلهم إلا أنها هي الأخرى رفضت تمديد العقد أَوْ التفاهم مع إدارة الفندق لمنع إخراجهم منه أَوْ إيجاد أماكنَ بديلة للسكن في مدينة مأرب، الأمر الذي دفعهم لإقامة مخيمات داخل حوش الصالة الرياضية في مأرب كمأوىً مجانيٍّ وسط العراء، فيما تمنع صالة الرياضية عليهم استخدام دورات المياه.
واكتشف أخيراً الجرحى والمعاقون المقاتلون في صفوف المرتزقة بأنهم وغيرهم من مئات آلاف البسطاء والمعدمين اليمنيين لم يكونوا سوى ضحايا لتجارة الرقيق التي تقدمها حكومة الفار والمرتزق هادي إلى النظام السعودية ليتولى بدوره الدفع بهم إلى جيزان ونجران وعسير للدفاع عن الحد الجنوبي للمملكة، حيث نقل الموقعُ عن مصدر بهيئة الأركان التابعة للمرتزقة أن عددَ قتلى وجرحى المرتزقة من منتسبي المنطقة العسكرية الخامسة في ميدي خلال عامين 925 قتيلاً وَخمسة آلاف و879 جريحاً و369 معاقاً، لم يعد لهم ذكرٌ في كشوفات المستحقات المالية المقدمة من العدوان.
وقال عددٌ من المعاقين المرتزقة ممن تم تجنيدهم من قبل العدوان السعودي في معسكراتها بمنطقة الموسّم محافظة الطوال جيزان: إن الضباط السعوديين يقومون بدفع كتائب المجندين اليمنيين إلى خلف السياج الحديدي بالمنفذ الحدودي ليلاقوا حتوفهم في شمال صحراء ميدي، ومع انكسار كُلّ محاولة زحف فإن الموت بقصف مروحيات الأباتشي يكون في انتظار الفارين من المواجهة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية، لافتين إلى تناقُصِ أعداد المقاتلين اليمنيين المرتزقة المدافعين عن المملكة بعد سقوط غالبيتهم ما بين قتيل وجريح ومعاق.
معاقو وجرحى المرتزقة في الجنوب.. بلا اهتمام أَوْ حقوق
جرحى ومعاقو أبناء المحافظات الجنوبية من المرتزقة الموالين للعدوان هم أيضاً ليسوا بأفضل حالاً م غيرهم في بقية المحافظات، فقد شهدت محافظة عدن خلال الأَيَّـام الماضية العديدَ من المظاهرات والاحتجاجات التي نفّذها العشرات من المعاقين الذين زجّ بهم الفار هادي في حروب عبثية حوّلتهم إلى معاقين وغير قادرين على الحركة.
ونقلت وسائلُ إعلام عن جرحى المرتزقة أثناء احتجاجاتهم أمام مقر قوات تحالف العدوان في عدن، أن النظامَين السعودي والإماراتي قاما بإهمالهم وتجاهل معاناتهم بعد أن تركوهم عرضةً للموت في حدودها، مبينين أنهم حُرموا حتى من أبسط حقوقهم كالعلاج والراتب والرعاية الصحية التي يحتاجونها.
كما شهدت محافظاتُ لحج وشبوة وأبين الكثيرَ من المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة نفّذها المئاتُ من الجرحى والمعاقين المقاتلين في صفوف مرتزقة العدوان، وصلت حدَّ قطع الطرق الرئيسية والعامة وإحراق الإطارات، احتجاجاً على إهمالهم وعدم الالتفات لوضعهم الصحي والمطالبة بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية التي انقطعت فور مغادرتهم أرضَ المعركة؛ دفاعاً عن النظام السعودي، ولم يعد لهم أي ذكر بعد الانتهاء منهم من خدماتهم المخزية وغير المشرفة.