رؤى ومواقف تحتاج لمراجعة
محمد عزالدين
ذلك الحجمُ الكبيرُ من ترسانة الأفكار والثقافات التي تلقّفانها طيلةَ عقود من الزمن وأصبح بعضُها بمثابة الحقائق والمسلّمات سواء تجاه أنفسنا أَوْ عن الآخرين من حولنا أَوْ ما هو مرتبطٌ بالكون عموماً..
كُلّ هذا وغيرُه يحتاجُ أن نُخضِعَه للمراجعة والغربلة؛ لأنه مخالف لحقائق منطقية من جهة، ومن جهة أخرى تصادمه مع نواميس كونية، حيث أثبتت مختلف الأحداث أننا لم نكن موفقين في رؤىً ومواقفَ كانت نتائجها الفشل والتهلُكة.
إذن.. إذا كنا حريصين على الارتقاء على مستوى الفرد والمجموع فلا بد من تنقية مخزوننا المعرفي من الرؤى والتصورات التي حالت بيننا وبين النهوض فيما مضى وستظل كذلك أمام أي مستقبل أفضل ننشده.
يبقى فقط أن أية خطوات تصحيحية في بعض القضايا الشائكة ينبغي أن تكونَ وفق منهجية سليمة حتى لا نقعَ في طامات أكبر..
ثورة الأفكار ينبغي أن تكون حالة مستمرة من أجل التجديد والإنتاجية فلا وصاية ولا استبداد على الإنسان الذي خلقه الله حراً ومن أجل مشاركته الفاعلة شرع الله له إطلاق العنان لعقله للتأمل والتفكير ما دام مهتدياً بهدي القرآن الكريم في كُلّ حركة من هذا النوع، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم، ومن يعتصم بالله فقد هُدِي إلى صراط مستقيم.
والعيبُ كُلّ العيب أن نظلَّ نكرر الخطأ المرة والمرات ثم نتوقّع نتائجَ مغايرةً، أَوْ نتعرض للصفعات ونذهب بلا مبالاة أَوْ شعور بالمسؤولية للتبرير لذلك بأشياءَ تافهةٍ..
التغيير نحو الأفضل يتطلب ضريبةً وثمناً والمغالطة فيه ظاهرةٌ هي الأخرى تحتاجُ إلى تغيير أوّلاً.