القدس بين التصفية الصهيوأمريكية وفتور المشاعر العربية وصمود الشعب اليمني
حسين الشدادي
توالت القراراتُ الأمريكية، آخرُها إعلانُ خارجيتها نقل سفارتها إلى القدس مايو القادم، بالتزامن مع ذكرى النكبة واحتلال فلسطين، والهدفُ من ذلك إهانة كُلّ مسلم في كوكب الأرض، فأمريكا باتت على ثقة بأن المشاعر العربية تجاه قضاياها الكبرى أصبحت فاترةً وخاوية ولا يوجد فيها حياة.
فقبل الفوضى بالمنطقة والتي أوجدتها أمريكا من خلال السعودية وأخواتها والتي صوّرتها السعودية بأنها حربٌ تخوضها لمواجهة خطر التمدّد الإيراني في المنطقة والذي ترى السعودية فيه خطراً يتهدد مصالحها في الحين الذي لم نرَ فيه خلال ثلاثة أعوام من العدوان على اليمن وجوداً لإيران!
الأمريكي يعرفُ جيداً أنه استطاع إخماد المشاعر التي كانت تفيضُ بها الشعوبُ العربية والإسلامية لنُصرة القدس على أبسط إجراء يقوم به الكيان الصهيوني.
وقد كانت الأنظمة العميلة كالنظام السعودي والإماراتي وغيرهما الأدوات التي غيّبت القضية الفلسطينية في وعي الشعوب العربية والإسلامية، وذلك بإغراق المنطقة بصراعات مذهبية وطائفية وحروب أهلية وأزمات اقتصادية؛ تنفيذاً للسياسات اليهودية.
لكنها لم تصل لمبتغاها رغم كُلّ ما بذلته وسعت إليه، فقد قوبلت القراراتُ الأمريكيةُ بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل بمواقفَ رافضة وغاضبة من أحرار العالم وحركات المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وإيران.. وأما اليمن فيعد الشعب الأول عالمياً في تفاعُلِه مع القضايا المركزية وانتصاره للقضية الفلسطينية رغم العدوان الأمريكي السعودي عليه والحصار المفروض عليه والقصف المتواصل بالليل والنهار كموقفٍ مبدئي إيماني يبرز في صدارة اهتمام الشعب اليمني الذي يرى في القدس قضيته الأولى، وكان صخرةً تحطمت عليها كُلُّ المحاولات السعودية الفاشلة لقطع طريقه إلى القدس، وفي الطريق إليها تتهاوى كُلّ مُخَطّطات الحلف الأمريكي الإسرائيلي السعودي، وهو ما يؤكد صوابية موقف الشعب اليمني وعدالة قضيته، ومعرفته لعدوه.