حمّل حكومة الفار هادي مسؤولية صرف مرتبات موظفي الدولة: بيان لمجلس الأمن صاغته بريطانيا يجدد الغطاء للعدوان لمواصلة قتل وتجويع اليمنيين
المسيرة: إبراهيم السراجي
أصدر مجلسُ الأمن بياناً غيرَ ملزم بشأن اليمن، أمس الأول، تولّت بريطانيا صياغتَه، وأقر بالحصار المفروض على اليمن، وفي الوقت ذاته جدّد الغطاءَ السياسي الدولي لقوى العدوان الأمريكي السعودي لقتل اليمنيين.
البيان الذي صاغته بريطانيا جاء مكافأةً للنظام السعودي بعد توقيعه صفقات بقيمة تجاوزت الـ90 مليار دولار، تجنّب بشكل كامل ذِكْرَ النظامين السعودي والإماراتي فيما يتعلق بسقوط الضحايا من المدنيين بضربات جوية، وأبقى الأمر مبهماً من خلال تعبير البيان عن “انزعاج مجلس الأمن من الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين”، وهو انزعاج لم يرقَ لمستوى الإدانة ولم يحدد الفاعل، لكنه عبّر صراحة عن “إدانته بأشد العبارات” لما وصفها “الهجمات الصاروخية للحوثيين على السعودية”.
وواصل البيان البريطاني الذي أقره مجلسُ الأمن تقديمَ المكافآت لقوى العدوان، معبراً عن تقديره لمجرد تعهّدات إماراتية وسعودية بتقديم مبالغَ للإغاثة الإنسانية، في الوقت الذي يؤكد البيان وجود 22.2 مليون يمني بحاجة للمساعدات بزيادة 3.4 مليون مقارنة بالعام الماضي جراء الحصار الذي لم يحدد البيان بأن قوى العدوان تفرضه على اليمنيين.
وفيما ترابط البارجات البريطانية والأمريكية في البحر الأحمر وتطبق الحصار على اليمن، فإن البيان دعا إلى فتح ميناء عدن إلى فتح ميناء الحديدة وميناء الصليف أمام الشحنات التجارية والإنسانية، وهي دعوة غير ملزمة جاءت مجرد ديكور للبيان الذي اعتبره النظام السعودي عبر وسائل إعلامه بأنه انتصار له.
واستمر البيان في تجاهل تحديد مسؤولية العدوان الواضحة عن تجويع اليمنيين عندما دعا لإزالة القيود المفروضة على الشحنات التجارية والإنسانية والسماح بدخولها إلى اليمن.
كما برر البيان الحظر المفروض على مطار صنعاء ودعا لمعالجة وضعه لاستقبال الرحلات الإنسانية دون أن يقدم مبرراً لعدم شمول الدعوة فتح المطار أمام الرحلات المدنية.
من جانب آخر، حمّل بيان مجلس الأمن للمرة الأولى حكومة الفار هادي مسؤولية صرف مرتبات موظفي الدولة في كُلّ المحافظات التي انقطعت منذ نقل مقر البنك المركزي إلى عدن في سبتمبر 2016. ودعا البيان حكومة الفار هادي لوضع إجراءات شفافة للإيرادات التي تقوم بتحصيلها لصرف مرتبات موظفي الدولة في كُلّ أنحاء اليمن.