فريق الخبراء الدوليين يكتشف الــ “عين” الأخرى للإنسانية في العاصمة صنعاء
المسيرة| صنعاء:
لم تكن جريمةُ الطفلة بثينة الريمي التي اشتهرت بــ “عين الإنْسَانية” هي الأولى ولن تكونَ الأخيرة فكما تناول العالم قصة بثينة وتم تداوُلُها على نطاق واسع، فقد تجاهل العالَمُ نفسُه قضيةَ طفلة أُخْرَى في ذات السن وفي ذات الجريمة وفي ذات المبنى والحي والمنزل، كما أنها لا تقلُّ مأساوية عن نظيرتها بثينة التي كان لعدسة أحد المصوّرين المتواجدين حينها الفضلُ في نقل مأساتها للعالم.
من وسط الركام تنجو طفلةٌ وأمُّها من جريمة قصف طيران العدوان لعمارة سكنية مكونة من طابقين في منطقة عطان بالعاصمة صنعاء في شهر أغسطس الماضي وهو الحي الذي أودى بحياة أسرة الطفلة بثينة الساكنة في ذات العمارة وبقيت وحيدةً لتشهد جرائم أل سعود بحق الطفولة في اليمن، حيث استمع فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس حقوق الإنْسَان، أمس الأول، لشهادات الضحايا ومعاناتهم جراء فقدانهم لذويهم ومسكنهم ومعاناتهم من إصابات بليغة.
واطّلع فريقُ الخبراء خلال زيارته على قصة فتاة نَجَت من الغارة وتم انتشالُها من تحت الأنقاض، غير أن نجاتَها كانت فاتحةً لمأساة أُخْرَى، حيث كانت تروي معاناتِها لفريق الخبراء وهي تبكي بحرقة، موضحةً أنها فقدت ثلاثة من عائلتها ووالدتها أصيبت في تلك الغارة بشظية أصابت جسدها؛ ونظراً لحالتهم المادية الصعبة لم يتمكنوا من معالجتها حتى تقيح مكانُ إصابتها وتحول لورم سرطاني.
إلى ما قبل اليوم لم يكن أحد يعلم عن مأساة هذه الفتاة وأمها وتعرضهما لإصابات خطيرة ولكن ظلت معاناتهما مجهولة رغم أن المجزرة التي كانا من ضحاياها سمع عنها العالم ضمن المرات النادرة منذ بدء الحرب على اليمن، حيث أن الطفلة اليمنية بثينة الريمي التي اشتهرت بصورة التقطها صحفي يمني وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها بأصابعها بعد أن فاقت من غيبوبة الإصابة، كانت من ضحايا تلك الغارة التي استهدفت العمارة التي زارها فريقُ الخبراء الدوليين في حي عطان.
وتؤكد الفتاة لفريق الخبراء أن فاعلي خير سمعوا بمعاناة أسرتها وتكفّلوا بدفع تكاليف سفرها للعلاج في القاهرة وهناك أخبرها الأطباء أن علاجَها يحتاجُ إلى ثلاثة آلاف دولار وهي لا تملك المبلغَ فيما التكاليف التي دفعها فاعلو الخير لم تتضمَّنُ تكاليف العلاج، موضحة بأنها تقيم بالوقت الحالي في أنقاض المنزل وتعاني من وضع نفسي معقد خصوصاً عندما تسمع تحليق الطيران فتصيبها حالة تشنج وبكاء هيستري.
وإزاء هذه القصة المؤلمة التي تعد واحدة من مئات بل آلاف القصص المأساوية لأطفال اليمن جراء العدوان السعودي الهستيري فإننا نقفُ أمامَ خيبة أمل دولية ومجتمع دولي وأممي أصابه العمى مما يجري في هذا البلد بعد أن فضحت الإنْسَانية نفسَها وأثبتت بأن ليسَ لها عينٌ كما تدّعي.
حلّق الطيرانُ أثناء لقائنا بخبراء مجلس الأمن يوم ١٧/٣/٢٠١٨، فأتت حراسة الوفد لإبلاغهم فاستأذنوا للانصراف فكان الرد عليهم بان لا يقلقوا في مدة قصيرة لا تتجاوز خمس دقائق وأن أطفال ونساء اليمن يقلقهم طيران العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه طيلة ثلاث سنوات.