سقوط مئات القتلى والجرحى والأسرى من المرتزقة بينهم قيادات: انتزاع “نهم” من يد العدو

المسيرة | ضرار الطيب

كشفت قواتُ الجيش واللجان الشعبية، أمس الأحد، ولأول مرة، نتائجَ وتفاصيلَ المعركة الملحمية الواسعة التي نفّذتها في جبهة نهم، خلال الأسابيع الفائتة، وحقّقت فيها انتصاراً ميدانياً غير مسبوق، أعادت فيه تشكيلَ خارطة التواجد العسكري هناك بشكل جذري خرجت فيه معظم مناطق وجبال المنطقة من نطاق سيطرة المرتزقة، وهي مناطقُ بذل تحالُفُ العدوان جهداً كَبيراً على مدى السنوات الثلاث الفائتة للوصول إليها، وخسر في سبيل ذلك آلاف القتلى والجرحى من مرتزقته ومئات الآليات، وقد أضافت هذه المعركة إلى تلك الخسائر أرقاماً أُخْــرَى كبيرة.

المعلوماتُ التي كشفها مصدرٌ في قوات الجيش واللجان أمس، وضّحت أن أغلب المواقع التي تكبّد مرتزِقةُ العدوان خسائرَ كبيرة جداً في سبيل السيطرة عليها طوال عام 2017، سقطت بالكامل، خلال أُسبوعين فقط، حيث بدأت المعركة في أواخر فبراير الماضي، بعد تخطيط طويل ودقيق كان من أهم الأسباب التي أدّت إلى نجاح العملية في وقت قياسي، إلى جانب بسالة وحنكة القوات التي نفّذتها.

وأوضح المصدر أن الخطّة التي أعدتها قوات الجيش واللجان في المعركة، نجحت بشكل كامل وكانت خطة دقيقة أخذت حتى التغيرات البيئية في الاعتبار؛ وبسبب تلك الخطة سقطت قوات المرتزقة في حالة ارتباك غير مسبوقة، ولم تستطع حتى أن تطيلَ مدة المواجهات، كما لم يستطع تحالف العدوان التعامل مع تخبط مرتزقته وخسارتهم المتسارعة على الأرض، وانتقل ذلك الارتباك إلى طيران العدوان نفسه، حيث قام بقصف مجاميع المرتزقة أكثر من مرة وقتل وجرح منهم المئات وبينهم قيادات كبرى، وقد اعترف نشطاء المرتزقة بتلك الضربات خلال تلك الفترة.

أكثر من 120 قتيلاً من قيادات وأفراد المرتزقة، سقطوا خلال الأَيَّـام الأولى من المعركة، بنيران قوات الجيش واللجان، وكان على رأسهم قائد ما يسمى لواء حفظ السلام العميد المرتزق ظافر، وعلى مدى أَيَّـام المعركة تضاعف الرقم وتساقطت المزيد من الرتب العسكرية الثقيلة في صفوف مرتزقة العدوان، بالتوازي مع تساقط مواقعهم، فيما تم تدمير عشرات الآليات، وأخذ أبطال الجيش واللجان عشرات من الأسرى، كما اغتنموا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي لم تغنِ عن المرتزقة شيئاً.

 

محاور ومسارات خطة الهجوم

بحسب التفاصيل التي حصلت عليها صحيفة المسيرة، فإن الخطّة التي اعتمدتها قواتُ الجيش واللجان تضمّنت ثلاثة محاور هجومية على كُلٍّ من ميمنة الجبهة وميسرتها والوسط، وكانت مركّزة لشل حركة المرتزقة في كُلّ الاتجاهات، وحدّدت معلوماتُ الرصد الاستخباراتي ثلاثة مكونات رئيسية لتك الخطة، المكون الأول كان غرفة عمليات قوات المرتزقة ومواقع قياداتهم وخطوط الحماية والتأمين ومواقع القوة والضعف لديهم، فيما ركّز المكون الثاني على قطع طرق الإمداد والتموين عنهم على ضوء توقيت محدّد، أما المكونُ الثالثُ فكان خاصًّا بالعملية الهجومية الشاملة على كُلّ خطوط الدفاع والتحصينات التي تم رصدها، واستطاعت تلك العمليةُ اقتحامَ مراكز المرتزقة والسيطرة عليها في كامل المحاور المحدّدة.

المحور الأول من محاور خطة الهجوم الشامل كان محور الميمنة وهو يتضمن كافة مواقع المرتزقة في جبهة يام، وتوضح المعلومات أن هجوم قوات الجيش واللجان الشعبية في هذا المحور انطلق من جهة منطقة الجرشب على مسارين اثنين، كما يلي:

المسارُ الأولُ شملته الهجمات من شمال شرق سلسلة جبال الانصاب باتجاه جبل رياعين، وفيه تمت السيطرة على جبل رياعين وكافة المواقع المجاورة له إلى منطقة غول ساحب، وتم خلال تلك الهجمات قطع طرق إمداد المرتزقة من جبل حلبان ودوة إلى جبل رياعين، وكانت هناك هجمات موازية انطلقت من موقع طحنون باتجاه مواقع عدن والتباب المحيطة وجبل الادمغ، حيث تمت السيطرة على جميع تلك المناطق وما يحيط بها من مواقع وتباب.

أمَّا المسار الثاني، فقد شملته الهجمات في القطاع الأيمن من جهة يام، وتمت الهجماتُ فيه بالتزامن مع عمليات المسار الأول، وبدأت الهجمات من سلسلة مواقع السوداء وموقع البزي، بالتوازي مع هجمات واسعة على مواقع المرتزقة باتجاه سلسلة مواقع الانصب وجبل الحصين، وتمت السيطرة على كافة المواقع والمناطق التي شملها هذا المسار في وقت قياسي.

المحور الثاني من محاور الخطة كان محور الوسط وهو يتضمّن كافة مواقع ومناطق سيطرة المرتزقة في قلب جبهة نهم، وفي هذا المحور شملت هجمات الجيش واللجان الشعبية مواقعَ المرتزِقة في سلسلة جبال البياض وتمت السيطرة عليها، كما تمت السيطرة على موقع عياش ومناطق أُخْــرَى محيطة به.

أما المحور الثالث من الخطة –محور الميسرة- فقد شملت فيه هجمات الجيش واللجان الشعبية كافة مواقع المرتزقة في سلسلة عيدة الشرقية والغربية والمنصاع، وهي من أهم مناطق السيطرة الميدانية في الجبهة بكلها، وقد كلّفت العدوَّ خسائرَ كبرى للوصول إليها على مدى الفترة الماضية، قبل أن ينتزعَها منه أبطالُ الجيش واللجان في ظرف أُسبوعين.

 

مشاهد من العملية

الإعلامُ الحربيُّ برهن بالصوت والصورة صحَّةَ ما كشفته المعلوماتُ، ووزّع، مساءَ أمس، مشاهِدَ “أولية” عرض فيها تفاصيلَ لبعض العمليات العسكرية التي نفّذتها قواتُ الجيش واللجان ضمن الهجوم الشامل، وقد تضمنت تلك المشاهد شرحاً وافياً للملحمة التي خاضها المجاهدون هناك.

وظهر في تلك المشاهد اقتحامُ أبطال الجيش واللجان الشعبية لبعض المواقع التي شملتها العملية، واستهداف مجاميع مرتزِقة العدوان فيها، ووثّقت الكاميرا حالات فرار المرتزقة أمام هجمات الجيش واللجان الشعبية، كما وثّقت أسر بعض منهم واستسلام البعض الآخر خلال تلك الهجمات.

وعرضت المشاهد أيضاً جانباً من الخسائر المادية التي تكبّدها مرتزِقةُ العدوان هناك، والكيفية التي تكبّدوا فيها تلك الخسائر، حيث وثّقت الكاميرا لحظات تدمير وإحراق عددٍ من الآليات، عند مواقعَ مختلفة.

كما عرضت المشاهدُ استهدافَ قوات الجيش واللجان لخطوط إمداد المرتزقة، وخنقهم في مواقعهم قبل أن تتم مهاجمتها وتحويلها إلى مقابر جماعية لهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com