بناء الدولة القوية العادلة
يحيى صلاح الدين
تضمَّنَ خطابُ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وكذلك خطاب الأخ رئيس الجمهورية صالح الصماد موضوع البدء ببناء الدولة ويعد تحقيق ذلك من أهمّ وأعظم مقاصد الدين فبناء دولة قوية عادلة يعد تحقيق للغاية من خلق الله للبشر وهو الاستخلاف في الأرض.
قال الله تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) صدق الله العظيم..
ويعد ذلك حلما يشدوا إلى تحقيقه المستضعفين في الأرض.
فاليمن بلد غني بناسه وارضه وله موقع جغرافي مميز جداً فهو مطل على أهَـمّ الممرات الدولية ويعتبر نقطة التقاء بين الشرق والغرب وهذا الموقع الهام يمكنه أن يكون له تأثير اقليمي وَدولي.
إضافة إلى كُلّ تلك الامتيازات ففيه رجال معروفون بانهم اولو بأس شديد لهم قدرة على الصمود ومواجهة التحديات ولا يهابون الحروب والمواجهة.
كل تلك المقومات والركائز تمكّن اليمن أن يكون من أهَـمّ الدول في المنطقة بل والعالم بأسره.
ويتطلب من وجهة نظري لبناء الدولة القوية العادلة خمسة أشياء:
1-دستور يحمل هوية ايمانية تحدّد من نحن ومن العدو ويتضمن الدستور ذكر أن أمريكا وإسرائيل عدو وذلك لقطع الطريق على أي تعامل من ضعاف النفوس والعملاء سواءٌ أكانوا أشخاص أَوْ أحزاب ومكونات سياسة أَوْ اجتماعية أَوْ ثقافية محضور عليهم الدعوة إلى إقامة علاقات معهم وخَاصَّة أمريكا وَيصبح أَيْـضاً أي شخص يتولى مسؤولية في الدولة سواء رئيس الجمهورية أَوْ رئيس الحكومة أَوْ أي مسؤول يعد ملزم بما يتضمنه الدستور ويعتبر من يخالف ويتجاوز ذلك خائنا لله والشعب تجب محاسبته ومعاقبته.
2-الاكتفاء الذاتي تتبنى الدولة مشروع قومي زراعي يتولى مسؤولية الأمن الغذائي للشعب.
3-بناء جيش وطني قوي يحمل عقيدة عدائية لأمريكا وإسرائيل.
4- إصلاح القضاء.
عبر ازالة العوائق الخفية التي ذكرتها في مقال سابق وأهَـمّها تطهيره من الفاسدين والتي أَصْبَحت ثقافة الفساد متغلغلة فيهم نتيجة للثقافة التي رسخها النظام السابق الفاسد فيهم.
وتطهيره من الفاسدين يتطلب رفد القضاء بدماء جديدة من العلماء الأجلاء والكوادر الأكاديمية والمشهود لهم بالنزاهة والكفاءة وَأَيْـضاً لابد من تعديل المنهج الذي يدرس في المعهد العالي للقضاء والذي يعتبر القُـرْآن الكريم متطلب أي مادة ثانوية وكيف ينتظر من خريجي المعهد تحقيق العدالة وهم ينظرون للقُـرْآن الكريم على أنه شيء ثانوي لا بد من إعادَة النظر في المنهج الذي يدرس للطلبة الذي من المفترض أن يصبحوا بعد تخرجهم قضاة.
5- الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي.
لأن ذلك سيضمن للدولة والشعب جيلاً واعياً، جيلاً عملياً، جيلاً مثقفا بالثقافة القُـرْآنية محصنا من اختراق الأعداء لمجتمعنا وافساده خَاصَّة عبر الحرب الناعمة بواسطة تغيير ومسخ ثقافته بواسطة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
والاهتمام بالبحث العلمي سيؤدي إلى التقدم في المجال الاقتصادي والعسكري والطبي.
ونكون بذلك بعون الله وتوفيقه قمنا بمسؤوليتنا وحقّقنا لأمتنا العزة والكرامة والله الموفق.