اليهود وراء كُلّ جريمة: حقيقة الثورة الفرنسية- الرؤوس المدبرة للحركة اليهودية العالمية
الحلقة الرابعة عشرة
فِي كتابِ “اليَهُوْد وَرَاءِ كُلِّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يُسلِّطُ المؤلفُ الضوءَ على الأمور التي لم تكن واضحةً من أساليب اليهود للسيطرة على العالم، مستخدمين كافة الوسائل القذرة والجرائم التي لم يكن يدرك الناسُ أن اليهود يقفون وراءَها للوصول إلى غايتهم بالسيطرة على العالم وثرواته، مؤكداً أنه ما سيكشفه في الكتاب سيصدم القراء؛ نظراً لعدم قدرة الكثير منهم على استيعاب خُبث اليهود من تلقاء أنفسهم.
في ترجمة الكاتب وفق موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كندي وأستاذ جامعي اختص بالعلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترة بفلسطين ودرس بالجامعة (العبرية) في القدس المحتلة وسبق له أن عرض القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وأثبت (بطلان الحق التأريخي لدى اليهود) وبشكل علمي موثق وببراعة نرى من خلالها الصدق والتعلق بالحق والعدالة.
ونظراً لأهميّة محتوى الكتاب، تقومُ صحيفةُ المسيرة بنشره في سلسلة حلقات معتمدة على النسخة المترجمة والصادرة في عام 1982 عن دار الكتاب العربي في بيروت والذي تولى شرحه والتعليق عليه باللغة العربية الكاتب والمؤلف العراقي “خير الله الطلفاح”.
مخطط تنفيذ الثورة الفرنسية
تتسلسل مراحل هذا المخطط وفقاً لما نصت عليه بروتوكولات المؤامرة على الشكل التالي:
أ- يتم أَوْ حسب المنهج المبين تأمين روح التمرد على السلطة الشرعية آنئذ في فرنسا وتثار هذه الروح في أفئدة وأفكار الجماهير أما القضاء الفعلي على تلك السلطة وعلى كيان المجتمع القائم فيتم في ظل حكم إرْهَابي مخطط له ومرسوم سلفا من قبل حكماء اليهود أو بتعبير آخر من قبل النورانيين.
ب- يوعز النورانيون إلى منظّماتهم العميلة في فرنسا بالتسلل إلى قلب الماسونية الفرنسية المؤسسة حديثة حتى يتم تغلغلهم فيها فينشؤون آنئذ محافل الشرق العظمى بحيث يستغلون شبكاتها السرية في كُلّ مكان كأداة للعمل لنشر روح التمرد والأفكار المادية والإلحادية.
أنهى روتشيلد كلامه في ذلك الاجتماع، كما تدل عليه الوثائق بالتنبيه إلى الاحتياطات اللازمة الواجب اتخاذها حتى يظل ارتباط مدبري المؤامرة بالثورة الفرنسية طي الكتمان إلى الأبد..
الوثائقُ والبراهين
لا ريب أن سؤالين يدوران في ذهن القارئ هما:
1- ما هو البرهان على صحة انعقاد الاجتماع المذكور والاجتماعات المماثلة له؟.
2- وإذا صح انعقاد الاجتماع فكيف أمكن معرفة ما دار فيه؟.. وما هو البرهان على صحة الأبحاث التي أتينا على ذكرها؟.
إن الجواب على هذا التساؤل سهل جداً.. ويجب أن نعترفَ بأن الفضل في ذلك يعود إلى العناية الإلهية أولاً.. ففي عام 1785م انقضت صاعقة على الطريق بين فرانكفورت وباريس في ألمانيا فصرعت فارساً كان يحث السير بجواده طراداً.. وتبين أن هذا الفارس كان رسولاً يحمل وثائقَ تتعلق بالمؤامرة العالمية بوجه عام وتتضمن بوجه خاص تعليمات تفصيلية عن الثورة المقبلة مرسلة من قبل النورانيين اليهود في ألمانيا إلى الأستاذ الأعظم لمحافل الشرق العظمى الماسونية في فرنسا وهو الدوق دورليان الشهير..
وكانت السيطرة قد تمت للنورانيين على الماسونية الفرنسية بحسب مخطط التنفيذ المذكور، وقد تم تحويل المحافل الماسونية تحت إشراف الدوق دورليان إلى شبكات ومنظّمات سرية تهيئ للانفجار وذلك بعد انتهاء المرحلة التمهيدية التي تم فيها اتصال الدوق دورليان بالنورانيين اليهود في فرانكفورت بواسطة مير أبو الأشهر، الذي عهد إليه النورانيون بهذه المهمة وقد كان مصرع رسول المؤامرة في منطقة (داتسبون) التابعة لمملكة بافاريا السبب لوقوع هذه الوثائق بيد الحكومة البافارية كما فصلناه سابقاً في مطلع هذا الكتاب.. كما نوهنا بطريقة حصولنا على الوثائق التي استقينا منها المعلومات.
النورانيون الرؤوس المدبرة للحركة اليهودية العالمية
من المعروف أن حاخامات اليهود يزعمون لأنفسهم السلطة المطلقة في تفسير ما يسمونه بالمعاني الخفية السرية لكتابات الكتب المقدسة وذلك بواسطة إلهام إلهي خاص!، وليس لهذا الادعاء أهميّة تذكر بحد ذاته.. بيد أن الأمر يختلف إذا أنشئت منظّمة خاضعة للحاخامين تعمل على تمكينهم من التنفيذ الفعلي لمشيئتهم التي يزعمون أنها وحي إلهي! وهكذا ائتمر عدد من كبار حاخامي الكنيس اليهودي وكبار المرابين ورؤوس اليهودية العالمية وقرروا تأسيس مجمع سري يعمل على تحقيق أغراضهم أسموه المحفل النوراني.. وقد اشتقت كلمة النوراني من الميثولوجيا اليهودية، وبصورة أدق من كلمة (لوسيفر) وهي اسم الشيطان في الأناجيل اللاتينية ومعناها الحرفي (حامل النور)..
تعني كلمة النوراني إذن الشخص الملهم الذي يتلقى النور.. أَوْ بتعبير آخر الشخص ذو الإلهام غير العادي.. ومهمة المجمع النوراني -كما نرى- هي تنفيذ مشيئة كبار أحبار الكنيس اليهودي هذه المشيئة التي يزعمون أنها وحي نوراني، وقد حدد عدد أعضائه بثلاثة عشر عضواً يعتبرهم الكنيس اليهودي الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى: مجلس الثلاثة والثلاثين أما هذا المجلس الأخير فإنَّ أستاراً كثيفة من الغموض والصمت تخيم عليه.
لم يكن تحديد عدد أعضاء المجمع اليهودي بثلاثة عشر عضواً عبثاً دون طائل، بل كان أمراً ذا دلالة عميقة.. فلقد اختار المجمع هذا العدد حتى يذكر أعضاءه دوماً وأبداً أن هدفَهم هو تدمير الديانة المسيحية.. الديانة التي أتى بها السيد المسيح والحواريون الاثنا عشر، وهناك سبب آخر لا يقل أهميّة عن الأول وهو أن عددَ أسباط بني إسرائيل ثلاثة عشر.. ربما كان الهدف تمثيل كُلّ الأسباط في المحفل النوراني!.
تبنى النورانيون طقوسا خاصة تضمن لهم الحفاظ على سريتهم وتقضي على احتمال أية خيانة من نوع خيانة يهوذا للسيد المسيح، وتكفل هذه الطقوس تعهد كُلّ من يضمه النورانيون إلى صفوفهم بالخضوع المطلق الشامل لرئيس مجلس الثلاثة والثلاثين، والاعتراف بمشيئته العليا التي لا تفوقها أية مشيئة أُخْـرَى على الأرض كائنةً ما كانت.
يجب أن نشير هنا إلى أن هذا القانون النوراني يفسر لنا السبب في أن الشيوعيين في أي بلد لا يدينون بالولاء الحقيقي لأمتهم بل إلى السلطة الشيوعية العليا التي توجه الحركة الشيوعية.
حقيقة الثورة الفرنسية بدء التنفيذ – مرحلة التمهيد الجنيني
قرر النورانيون اتخاذ محفل الشرق الأعظم في مدينة (انغولد شتات) الألمانية مركزاً لانطلاق حملة تغلغل المنظّمة في قلب الماسونية الأوروبية، لاتخاذها كما تقرر سلفاً القاعدة الأساسية للخلايا الخفية التي ستقوم بتنظيم المحافل الماسونية في كُلّ مكان في فرنسا، وتقوم هذه بتنفيذ مهامها تحت ستار الأعمال الإنْسَانية والحفلات الاجتماعية وما ماثل ذلك.
وعندما يتم تنفيذُ هذه الخطوة تتلقى الخلايا النورانية في محافل الشرق الأعظم الماسونية الإيعاز بالخطوة التالية: وهي الاتصال والاحتكاك عن طريق هذه المحافل بالأشخاص غير اليهود من ذوي الثراء ومن ذوي المناصب أَوْ النفوذ في الدولة في الكنيسة، والعمل بعد ذلك على إخضاع هؤلاء بإرادتهم أَوْ قسراً إلى مشيئة النورانيين، وذلك بالطريقة التقليدية المعروفة المدروسة التي تقوم على الرشوة والإفساد عن طريق المتعة وعلى التهديد والدسائس والفضائح والابتزاز وعندما يتم إخضاع هؤلاء يعهد إليهم بنشر الدعوات الإلحادية وحماية المحرضين.
وبعد أن انتهى المحفل النوراني من تقرير كُلّ ذلك وبدأت مرحلة التنفيذ وقع اختياره على الكونت دي ميرابو، ليكون اليد المنفذة؛ وذلك بسبب ما يتمتع به من مميزات جعلته أكثر شخص في فرنسا ملائماً لمثل هذه المهمة.. وكان ميرابو ينتمي إلى طبقة النبلاء ويتمتع بنفوذ كبير في أوساط البلاد.. كما كان من ناحية أُخْـرَى صديقا حميما للدوق دورليان الذي كان الأستاذ الأعظم للماسونية كما ذكرنا، وكان اختيار المجمع الأعلى متجهاً إليه لكي يصبح الوجه الرئيسي للثورة الفرنسية المقبلة على أن أَهَـمّ الأسباب التي حملت النورانيين على اختيار ميرابو، هو أنه كان معدوم الإحساس الخلقي بصورة مطلقة.. وكانت حياته المشينة الإباحية قد طوقت عنقه بالديون، وكان إلى هذا كله خطيباً مصقعاً.
كان من السهل إذن على كبار المرابين مندوبي النورانيين الاتصال بميرابو عن طريق عملائهم الذين أحاطوا به في زمرة أصدقائه والمعجبين بمواهبه الخطابية، وعرضوا عليه مساعداتهم لإنقاذه من مصاعبه المالية المتأزمة.. بيد أن ما قاموا به في الواقع هو تدبير انغماسه أكثر فأكثر في هوة الرذيلة والاباحية إلى أعمق مداركها.. وهكذا انتهى به الأمر أن أَصْبَح مديناً لهم بمبالغ طائلة جعلته تحت رحمتهم بكل كيانه!.
عندما بلغ الأمر بميرابو هذا المبلغ اليائس عقد دائنوه اجتماعا لتوثيق ديونهم ولكنهم قدموه في هذا الاجتماع إلى المالي اليهودي الفاحش الثراء (موسى مندلوهن) الذي وضعه تحت كتفه ولم يقتصر على ذلك بل قدمه بعد فترة من الوقت وفي الحين المناسب إلى امرأة حسناء اشتهرت في باريس آنئذ بفتنتها الطاغية وتجردها عن أي وازع خلقي وكانت تلك الحسناء اللعوب يهودية اسمها (مدام هيرس).
ولم تلبث هذه الحسناء أن خلبت لب ميرابو وألهبت شهواته وهو الرجل الشهواني ولم تكن هي من ناحيتها أَوْ زوجها يقيمان وزناً لأي رادع خلقي فلم تمضِ فترة غير طويلة حتى أَصْبَحت عشيقة لميرابو..
وهكذا أَصْبَح ميرابو غارقاً من ناحية الديون الباهظة التي جعلته تحت رحمة المرابي موسى مندلوهن، وسيطرة اليهودية اللعوب مدام هيرس على لب ميرابو وكيانه وشهواته، من ناحية أُخْـرَى استقرت السنارة وأَصْبَح طوع بنان النورانيين كالعجينة اللينة.
أقدم النورانيون عندئذ على الخطوة التالية بشأن ميرابو فكشفوا له بعض أسرار عالمهم وضموه إلى منظّمتهم الخفية بعد أن أقسم يمين الولاء… هذه اليمين التي يعاقب من يخل بها بالموت.. ولكنهم عمدوا في الوقت نفسه إلى زجه في أحداث وفضائح مشينة لم تلبث أن عممت على الملأ بصورة غامضة بحسب الأسلوب الذي كشف فيما بعد لتحطيم حياة شخص ما وكيانه بواسطة التشهير والتلطيخ المنظّمين. وقد طبق هذا الأسلوب ضد ميرابو مما أدى إلى تلطيخه بالفضائح وإقصائه عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها “طبقة النبلاء” وكانت النتيجة الحتمية لإنكار طبقة النبلاء له امتلاؤه بالشعور الحاقد عليها ورغبته بالانتقام مما دفعه إلى العمل بحمية لتفجير الثورة..!
كلف ميرابو بعد أن تم ذلك كله بمهمة إقناع الدوق دورليان ابن عم ملك فرنسا؛ والذي كان اختيار النورانيين قد اتجه إليه لكي يتولى قيادة وحماية حركة الثورة في فرنسا، وقد أبلغ ميرابو كما أبلغ الدوق بأن الحركة تهدف إلى إجبار الملك لويس السادس عشر على التنازل عن العرش لمصلحة الدوق دورليان نفسه الذي سيتولى العرش بعده كملك ديمقراطي!
وهكذا تجنب محركو خيوط المؤامرة إعلام أيٍّ من الدوق دورليان أَوْ ميرابو ذاته بهدف المؤامرة الحقيقي وهو القضاء على الملك وعلى مجموع طبقة النبلاء المسيطرة القائمة على ارستقراطية المحتد والنسب لاستبدالها بطبقة حاكمة جديدة تقوم على أرستقراطية رأس المال والذهب وهم المالكون لرأس المال والذهب وكان السبب الآخر الذي حملهم على اختيار الدوق دورليان إلى جانب كونه ابن عم الملك أنه كان الأستاذ الأعظم للماسونية الفرنسية.
كان المحفل النوراني الأعلى قد عهد إلى آدم وايزهاويت الذي نعرفه جيداً بمهمة تنسيق الطقوس والشعائر النورانية لملائمتها مع الطقوس الماسونية واستعمالها في محافل الشرق العظمى.. فقدم ميرابو إلى فرانكفورت مقر وايزهاويت مصحوبة بالدوق دورليان وبالشاب الذي سيصبح أشهر سياسي عرفته فرنسا في تلك الحقبة من تأريخها (تاليران) وقدمها إلى وايز هاويت الذي كشف لها عن تعاليم الماسونية الجديدة وشرع الدوق دورليان منذ عام 1773 في تحويل الماسونية الفرنسية وإدخال الطقوس الجديدة إليها، فلم يأت عام 1788 حتى كان هناك أكثر من ألفَي محفل ماسوني في فرنسا تابعة لمحفل الشرق الأعظم النوراني تضم تشعباتها أكثر من مائة ألف عضو بين رجل وامرأة.
وهكذا انتهت المرحلة التمهيدية الأولى وتم للنورانية اليهودية بإشراف المرابي موسى مندلوهن، بالنفوذ إلى قلب الماسونية الأوروبية والهيمنة عليها بحسب الخطة والطقوس التي وضعها آدم وايز هاويت.
بدأت بعد ذلك الخطوة التالية وهي تنظيم اللجان السرية للثورة في قلب المحافل، وثم تنفيذ هذه المرحلة بشكل توزعت فيه خلايا الثورة الفرنسية وموجهوها في كُلّ مكان في فرنسا.