أصر على وصف مشروع العدوان بـ “الدور النبيل” وزير خارجية المرتزقة يقر بمنع الفار هادي من العودة ودعم الإمارات للانقلاب عليه في عدن

 

المسيرة: إبراهيم السراجي

أقرَّ عبدُالملك المخلافي -وزيرُ خارجية المرتزقة- بأن دولةَ الاحتلال الإماراتي تمنَعُ الفارَّ عبدربه منصور هادي من العودة إلى عدن، كرابعِ وزيرٍ مرتزِقٍ يؤكّد ذلك، بالإضَافَة لاعترافه بوجود خلافاتٍ بين حكومتهم وقوى تحالف العدوان.

المرتزِقُ المخلافي في مقابلة بثّتها قناة “بي بي سي” البريطانية، أمس الاثنين، أجاب على سؤال حولَ أسباب عدم عودة الفار هادي إلى عدن بالقول: “حقيقة لدينا إشكالية في هذا الجانب، في ظل الانقسامات الأمنية ووجود مشكلة أيضاً مع أشقائنا في الإمارات في إطارِ عدن، ونحن نريد تأجيل عودة هادي؛ لأننا نريد أنْ لا تكونَ عودتُه مشكلةً”.

وتناقض المخلافي خلال المقابلة في أَكْثَرَ من مناسبةٍ، فهو يصف دور العدوان في اليمن بأنه “دور نبيل” يهدفُ لإعادة ما يصفه “الشرعية”، ويقر في الوقت ذاته أن الإمارات تمنع تلك “الشرعية” من العودة، بل ويرى أن عودة الفار هادي إلى عدن في الوقت الحالي يمثل مشكلة للإمارات يجب تجنبها، واضعاً أولوية الاحتلال أهمَّ من أولوية “إعادة الشرعية”؛ لتصبح الصورةُ واضحةً أن “الشرعية في خدمة العدوان” وليس العكس.

وفيما أصر المخلافي خلال المقابلة على وصف مشروع العدوان والاحتلال بأنه “دور نبيل” وُوجه بسؤال آخر من قبل المذيع الذي طلب منه تفسيرَ “كيف يمكن فهم أن يقوم تحالف دعم الشرعية بدعم مليشيات تشتبك مع الحكومة في عدن وتطردها؟”، وهنا يجيب المخلافي مقراً بأن ما حدث في عدن أواخر يناير الماضي “انقلاب قامت به مليشيات المجلس الانتقالي ضد الحكومة”، كما يقر بأن تلك المليشيات تلقّت الدعم مما أسماه “تحالف دعم الشرعية”.

لكن المخلافي رأى أيضاً أن “انقلابَ الانتقالي بدعم من التحالف على الشرعية” ما هو إلا مجرد “إشكالية” لا تؤثّر على ما يصر أن يصفه بـ “الدور النبيل”، معطياً الحقَّ لتحالُف العدوان في حرية الاختيار حتى لو وصل الأمر إلى دعم انقلاب على “الشرعية”.

ليس ذلك فحسب، بل إن المخلافي يقر أيضاً أن انقلابَ عدن في يناير الماضي قامت به جماعة وصفها بأنها “انفصالية” مدعومة من التحالف العدواني ليست في مصلحة الشعب اليمني، لكنه مجدداً يرى ذلك “إشكالية أُخْـرَى سيتم بحثها من التحالف” وبذلك أعطى الحق لتحالف العدوان بدعم انقلاب على ما يسمى “الشرعية” وانقلاب على وحدة اليمن والإضرار بمصلحة الشعب اليمني، ومع ذلك يردد أن “التحالف دوره نبيل”.

كل ما أقر به المخلافي خلال المقابلة بقي بالنسبة إليه “إشكالية” حتى اعترافه بوجود خلافات بين حكومة المرتزقة التي يمثلها وتحالف العدوان يرى أنه سيتم مناقشتها، متناسياً أن من يقبع تحت الاحتجاز في الرياض ليس بمقدوره الاعتراض وإلا كان بمقدوره أن يعود إلى عدن.

سلسلة اعترافات المرتزق المخلافي ليس إلا جزء من سلسلة أُخْـرَى، فوزير الداخلية بحكومة المرتزقة أحمد الميسري في مقابلة قبل أيام مع قناة فرانس 24 أكّـد أن الإمارات تمنع عودة الفار هادي إلى عدن، وقبل وزير الخدمة المدنية بحكومة المرتزقة عبدالعزيز جباري اعتراف باحتجاز الفار هادي وأن تحالف العدوان يتعامل مع حكومتهم من منطلق التبعية الكاملة، وكانت تصريحاته الأخيرة قبل أن تتم معاقبته بإجباره على تقديم الاستقالة.

أما وزير الدولة بحكومة المرتزقة صلاح الصياد الذي تجرأ على الدعوة للتظاهر لإجبار تحالف العدوان على السماح للفار هادي بالعودة إلى عدن فلم يمض ساعات على دعوته حتى أعلن بنفسه أنه ذاهب إلى الرياض بعد استدعائه إليها وما أن وصل إليها حتى أعلن استقالته هو الآخر.

في خطاب الاستقالة قال المرتزِقُ الصيادي إن تحالف العدوان يمنع الفار هادي ليس من العودة إلى عدن فقط بل إلى أي منطقة واقعة تحت سيطرة الاحتلال، وأن تحالف العدوان انحرف عن مساره وبات يهدد بتقسيم وشرذمة اليمن. كما اتهم تحالف العدوان بانه “سلب القرار السياسي الوطني والسيادي كأدنى حق للمؤسسات الشرعية” بالإضَافَة لتشكيل ودعم مليشيات في انقلابها على ما يصفه “الشرعية”.

كُلّ أولئك الوزراء المقالين والباقين في مناصبهم ورغم اعترافاتهم الخطيرة إلا أنهم لم ينسوا في كُلّ مرة أن يشكروا تحالف العدوان على ما يصفوه بدوره في “دعم اليمن”.

من جانب آخر وفي ظل التأكيدات على احتجاز الفار هادي في الرياض، فإن الأخيرَ واستمراراً لاستخدامه ذريعةً للعدوان، فقد جرى منعُه من إلقاء كلمة في القمة العربية التي استضافتها السعودية، أمس الأول، رغم أن جدولَ أعمال تلك القمّة اهتم بشكل رئيسي بالعدوان على اليمن؛ ليكون حضوره مجرد “صورة” تُضافُ لحضوره في تحالف العدوان.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com