الرئيس المشّاط يتسلم راية الرئيس الشهيد

المسيرة: صنعاء

أدّى الرئيسُ مهدي المشّاط، يومَ الخميس الماضي بالعاصمة صنعاءَ، اليمينَ الدستوريةَ أمامَ رئيس وأعضاء مجلس النواب كرئيسٍ للمجلس السياسي الأعلى خلَفاً للرئيس الشهيد صالح الصمّاد.

وكشف الرئيسُ المشّاط عن ملامح المرحلة المقبلة، مستمسكاً بخُطَى الرئيس الشهيد، سواء في درب الجهاد والمواجهة أَوْ في بناء الدولة، في إطار مشروع “يد تبني ويد تحمي” الذي أطلقه الرئيسُ الشهيدُ في الفعالية المليونية للذكرى الثالثة للصمود الشهر الماضي.

وقبل التطرُّقِ لكلمة الرئيس المشّاط عقب أدائه اليمين الدستورية، تجدُرُ الإشارةُ إلى أن الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى كشف أن قائدَ الثورة السيد عبدالملك الحوثي ترك أمرَ اختيار رئيس جديد لأعضاء المجلس السياسي الأعلى كرجالِ دولة عليهم تحمُّلُ المسؤولية، وأن قائدَ الثورة لم يمانع أن يتولى المنصبَ الشيخُ صادق أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام، لكن الأخير الذي ترأّس الاجتماعَ اعتذر عن تولّي المنصب لأسباب صحية وإعاقته الناتجة عن حادثة النهدين 2011م.

بالعودة لمراسم أداء اليمين الدستورية في مجلس النواب، ألقى الرئيسُ مهدي المشّاط كلمةً توجَّهَ في مطلعها لكل أبناء الشعب اليمني “في فقدان الأخ الرئيس الشهيد صالح الصمّاد رحمةُ الله عليه مشّاطراً الجميعَ مشاعرَ الحزن والغضب ومشاعر الفخر والاعتزاز معاً”، مضيفاً أن الشهيد “كان وسيبقى من خِيرة ما أنجبته اليمن”.

وقال الرئيس المشّاط متحدثاً عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد “نعم غاضبون جداً لأنَّ الفعل من قبل عدو جبان تمادى كثيراً وتطاول كثيراً، لكننا في نفس الوقت معتزون وفخورون جداً لأنَّ القادةَ في هذا البلد هم من هذا النوع الذي يرى سيادة بلده وكرامة شعبه وعدالة قضيته فوقَ حُطام الدنيا الرخيص، وفوق بريق المنصب الزائف، بل وأغلى من النفس والمال والولد”.

وبعد ذلك أطلق الرئيس المشّاط رسالةً لقوى العدوان التي ارتكبت خطأ فادحاً باغتيال الرئيس الشهيد والتي ارتكبت خطأ فادحاً وصادرت من يدها قرارَ الحرب، وقال إن “على هذا العدو أن ييأسَ تماماً، وأنْ لا تذهب به الأحلام بعيداً، وعليه أن يدركَ بأن الدمَ اليمنيَّ المسفوح ظلماً وعدواناً منذ ما يزيد على الثلاث سنوات هو نفسه دم الصمّاد، دم المشّاط، دم كُلّ واحد في هذا الشعب”.

وأضاف أن العدو باغتيال الرئيس الشهيد ” لم يأتِ بجديد ولن يأتيَ بجديد أَيْضاً، هو فقط يفاقم أخطاءَه ويصادر قرار الحرب من يده، ويضاعف حجم التطابق والتشابه بينه وبين حلفائه من القاعدة وداعش فكراً وسلوكاً، ومفهوماً وممارسةً، وحشية وبشاعة”.

وحمّل الرئيسُ المشّاط ” الإدَارَةَ الأمريكية مسؤوليةَ ما أقدم عليه النظامُ السعودي بإشرافها ورعايتها وحمايتها وسلاحها من اغتيال للرئيس الشهيد صالح الصمّاد، والتي تعتبر بحسب القانون الدولي جريمة اغتيال سياسي ومساساً بسيادة الشعب اليمني باستهداف رمزٍ من رموزه الوطنية، وكذلك ما أقدم عليه النظام السعودي من جرائم إبادة جماعية كان منها الجريمة الوحشية بحق المواطنين في بني قيس محافظة حجة أثناء حفل زفاف، وجريمة الاستهداف للمواطنين في عبس، وغيرها من الجرائم في عموم محافظات الجمهورية”.

وقال الرئيس المشّاط: إن “الرئيس الشهيد الصمّاد قدّم الصورةَ الحقيقيةَ المعبرة عن إباء وصمود وشموخ شعبنا، كما قدم الطفل سميح علي الصورة المعبرة عن مظلومية شعبنا التي لا نظيرَ لها على وجه المعمورة”، مضيفاً في الوقت ذاته أن “الجرائمَ الوحشية قدّمت برعاية وحماية وإشراف أمريكي دليلاً واضحاً على طبيعة هذا العدوان في ممارساته الإجرامية وأهدافه الشيطانية، وأنه لا مشروعية له وليس سوى عدوان ظالم يهدفُ إلى احتلال بلد مستقل ذي سيادة والاستعباد لشعب عزيز”.

ووضع الرئيسُ المشاطُ خمسَ نقاط رئيسية للمرحلة القادمة على مستوى بناء الدولة ومواجهة العدوان الأمريكي السعودي، تضمّنت تعهُّدَه لأعضاء مجلس النواب والشعب اليمني بالسعي جاهداً لأن نكون عند المستوى المطلوب”.

وأكّد الرئيس المشّاط أن “يَـدٌ تحمي ويَـدٌ تبني، هو برنامج ومشروع رئيسنا الشهيد وهو نفسه البرنامج والمشروع الذي سيتسمر إن شاء الله”.

وفيما يتعلق بمواجَهة العدوان، فقد أكّد الرئيس المشّاط أن “العدو من قبل ومن بعد قد اختارها حرباً مفتوحة؛ ولذلك سنكون جميعاً معنيين كدولة وكجيش ولجان وقوى سياسية واجتماعية، بل ملتزمين بأن ما فعله العدو كان خطأ فادحاً ومكلفاً للغاية وفوق طاقته أيضاً”.

وعاهَدَ الرئيسُ المشّاط “اللهَ والشعبَ بأننا سنواصل المشوار على ذات المبادئ التي قدم من أجلها شعبنا كُلّ هذه التضحيات، والنزول الدائم عند كُلّ ما يسهم في تحقيق آماله وتطلعاته وصون سيادته وحريته وحقه في إقامة دولته الحرّة المستقلة، والخالية من الفساد، والخالية من الفساد، وعلى قاعدة السلام المشرف، ومبدأ الشراكة والتعاون والتكافل والتكامل بين كُلّ أبنائه الشرفاء، وكل قواه الوطنية، مستمداً من الله المعونة والتوفيق”.

ودعا الرئيسُ المشّاطُ أعضاءَ المجلس الأعلى وشركاء المسؤولية بكل مستوياتها إلى “العمل سوياً بكل جد وإخلاص كالجَسَد الواحد، وكالبُنيان يشد بعضه بعضاً، مؤملاً من أبناء شعبنا العزيز تظافُر الجهود على المستوى الرسمي والشعبي، ما يساهِمُ بالنهوض بالمسؤولية في مواجهة التحدّيات وتجاوز العوائق والصعوبات وُصُولاً إلى بناء الغد المشرق والمستقبل الواعد نضالاً متواصلاً وجهاداً مستمراً حتى يأذنَ اللهُ بإحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة”.

 

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com