ما بين أعداء الخارج ومرتزقة الداخل

محمد قاضي

لأنَّهم يأسوا من إحرازِ أي تقدُّمٍ يُذْكَــرُ ضد الحوثي كشخص والحوثي كجماعة والحوثي كشعب مقاوم، بدأوا باستهدافه بدايةً بأنه يقتل ويتخلص من الموتمريين الشرفاء سواء في جبهة المعركة أَوْ في جبهة السياسة وانتقلوا بعدئذ لمرحلة أُخْـرَى وهي أن الحوثي يستهدف ويتخلص من قياداته العليا وإلى الأمس ظهر علينا البعضُ الذين لم يظهروا يوم جريمة اغتصاب عفيفة الخوخة وَمجزرة بني قيس وغيرها من الجرائم ليبدي أسفه وَيقول بأن أنصار الله يعذبون مدري من حتى لقي حتفه من جَور التعذيب وأخوه شهيد سابق، وأردف قائلاً بأن هذا المعذب هو من أنصار الله وَقاتل معهم، وهذا ما هو إلّا بهدف تخويف كُـلّ من هم في صف الأنصار ليتركوهم، بغية جعله الأخيرين وحيدين لتقتصر الحركة على الحوثي وأصحاب صعده الخلص وليس كلهم، وهذا ما يرنوا إليه العدو عبر عزل أنصار الله عن حاضنتهم الشعبية وجعلهم في زاوية ضيقة لا يمكن لأحد الاقتراب منهم خوفاً على حياته من هذا الغول الذي يكل كُـلّ شيء حوله بما فيهم أصحابه.

فعلى اعتبار أن القصةَ حقيقية لماذا ظهرت ونشرها في هذا الوقت تحديداً؟ لماذا نشرت بالتزامن مع حملة أن الحوثي من قتل الصمَّـاد وأن الحوثي يتخلص من قيادات وأن الحوثي سيقدم على التخلص من قيادات أُخْـرَى؟

سأجيب عليكم…

فكل هذا يأتي في إطار إنجاح الانقسام الحوثي الذي تحدث عنه بن سلمان قبل أيّام، وإذا لم يحقّـق ذلك النجاح على الواقع يريدون أن يحقّـقوا في الإعلام كانتصاراتهم الاعلامية السابقة تماماً، لذلك وعي الكثير لبث مثل هذه السموم أسهم بطريقة أَوْ بأُخْـرَى في كشف تلك الخبابير وفضحها بسهوله وأسقطت كُـلّ تلك الأقلام التي كنا نعتبرها محترمة في بئر الخيانة ووحل الإرجاف الذي لا يخدم سوى أجندة وأهداف العدو لا غير، فمن يضحي يا سادة بأرواح رجاله لا يمكن أن يخونه شعبه، وهذا أمرٌ لا لبسَ فيه، ولا يمكنه أن يصمد بوجه أعداء الخارج وأقلام وأقزام الداخل كُـلّ هذه السنوات أبداً.

ختاماً لن نقول أَكْثَـر من ما قاله الإمام علي عليه السلام: “ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في صفحات وجهه وفلتات لسانه”.. ونسأل من الله الثبات في وجهه إعلام الخارج والداخل وأن يوفقنا الله عز وجل لفضحهم وتعريتهم بالحق والمنطق ولن نقبل بهما حكم.

*   *   *

تغريدة:

يعلَمُ اللهُ لو قرأ محمود الصبيحي وناصر هادي مقال بعض الناس وشاهدوا أخبارَ قنوات إعلام العدو الكيدية هذه الأيام لكانوا أولَ أشخاص يكذبون ما جاء فيها.