قدرة في إدارة الأزمات وقلب موازينها

منير الشامي

تجلَّتْ حكمةُ قائد ثورتنا سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي سَــلَاْمُ اللهِ عليه وحنكته وبراعته على إدَارَة الأزمات ومواجهة مؤامرات قوى العدوان ودرايته ببصيرة ثاقبة على كيفية إفشالها وتحويلها من مصيدة تستهدف الوطن إلى فخ لتلك القوى العدوانية.

هذه الحقائق تجلت وظهرت واضحة كقرص الشمس في كَبدِ السماء في مؤامرة تحالف العدوان الإجرامية والبشعة الأخيرة التي استهدفوا بها واغتالوا فخامة الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد رضوان الله عليه، هذه الجريمة البشعة كان الهدف الأول للعدوان السعوأمريكي من ورائها هو استهداف الجبهة الداخلية لإضعافها، ومحاولة إيجاد ذريعة يستخدمها تحالف العدوان لتأجيج الخلاف بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان وَخُصُوصاً بين المؤتمر وقيادته مع أنصار الله هذا من جانب ومن جانب آخر استخدامها لإيجاد شرخ وخلاف بين أنصار الله أنفسهم، وهذا ما أعلنه وَتوعد به المهفوف حربة الإجرام وجزمة اليهود والأمريكان محمد بن سلمان.

فبحكمة القائد السيد عبدالملك -حفظه الله ورعاه- وقيادته الصادقة، وحنكته المميزة، ورغم عظمة المصاب وجسامة المصيبة بفقد هذه الشخصية الإيْمَــانية العظيمة، وتأثيرها القوي في نفسية السيد القائد كصدمة شديدة وقاسية ومفاجأة وقعت عليه، وغير متوقعة إلا أنه تلقى خبر فاجعة استشهاد الرئيس الشهيد برباطة جأشه، وعظمة صبرة، وقُــوَّة إيْمَــانه، واستطاع أن يتغلب على آثارها، وأن يتجاوز على هذه المحنة ويدير الأزمة التي نتجت عنها إدَارَة عكست عظمة حكمته وصبره وقُــوَّة ذكائه ودقة حدسه، فأدارها بأسلوب متميز وراقٍ، ووفق خطوات إدارية وعلمية ونفسية دقيقة وواقعية وعملية حولت أهداف العدوان من ورائها إلى سراب، بل وساهمت إدارته لأزمة الاغتيال في تقوية وتعزيز العوامل التي أراد العدوان استهدافها وأولها تعزيز وحدة الجبهة الداخلية وقوتها في نفوس كُـلّ القوى الوطنية المواجهة للعدوان.

كما إنَّه سَــلَاْمُ اللهِ عليه ومن خلال سياسة تعامله الحكيم مع هذه المؤامرة الكارثية تمكّن من فضح مؤامرة العدوان من ورائها وكشف أهداف تحالف العدوان التي سعى لتحقيقها بجريمة الاغتيال السياسية هذه للجميع وزاد من تعاظم سخطهم وغضبهم على تحالف العدوان، وتمثّلت الخطوة الأولى بجعل هذه الجريمة طيَّ الكتمان لمدة خمسة أيّام، مما أربك قوى الإجرام، وشكّكها في نتيجة جريمتها التي رصدتها خطوةً خطوة حتى نفّذتها وألزمها الصمت والتزمت عدم الإعْــلَان عنها؛ تحاشياً لوقوعها في فخ الكذب والزيف كما وقعت سَابقاً وأعلنت استهداف الشهيد الرئيس ثم أنفضح كذبها، ولم تعلن قنوات الإعْــلَان عن هذه الجريمة إلا اليوم الخامس، وبعد إعْــلَان بيان النعي من قبل قيادة ثورتنا الحكيمة وقد تم سد الفراغ الذي خلفه الشهيد الرئيس وبإجماع وتوافق كُـلّ القوى الوطنية وهذا عكس فشل قوى العدوان في مؤامرتها وخيبة أمرها.

أما الخطوة الثانية فتمثلت في حكمة السيد القائد في جعل أمرَ اختيار رئيس للمجلس السياسي الأعلى شورى بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان بعد عرضه على رئيس المؤتمر سد الفراغ واعتذاره عن ذلك، فلم يفرض عليهم شخص بل جعل الاختيار لهم وهم من توافقوا ووافقوا على تولي الأخ مهدي المشّاط فراغ رحيل الشهيد الرئيس، فلم يتحقّـق للعدوان حتى مجرد المساس بوحدة الجبهة الداخلية، ولا بإثارة أي خلاف بل زاد من إصرارهم على السير في خطى الرئيس الشهيد.

أما الخطوة الثالثة فتمثلت في أن السيد القائد من خلال إدارته للأزمة هذه وجه ضربة قوية وصفعة باليستية لقوى العدوان تمثلت في معالجة كُـلّ آثار هذه الجريمة البشعة بسرعة خاطفة، وعلى غفلة من قوى العدوان مما حول جريمتهم البشعة من مؤامرة إلى جريمة تم إدانتها من كُـلّ أَحْرَار العالم.

فسَــلَاْمُ اللهِ عليك يا سيدي ومولاي يا أبا جبريل، وسَــلَاْمُ اللهِ عليك سيدي أبا الفضل، وإلى جنة الخلد بجوار محمد وآله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com