هكذا كان الصمّاد
حسن زيد
أنا أحاولُ أن أكتُبَ وتمنعُني الغُصَّــة.
ما أريدُ قولَه عن الشهيد سيدنا الرئيس صالح الصمَّـاد أَكْبَـرَ من قُدرتي على صياغته.
أيُّ كلامٍ سأكتبُه عنه أجدُ أنّه يُسيءُ إلى مكانتِه في قلبي.
لقد كان آيَـةً من آياتِ الله في التواضع والإيْمَـان والوعي وَأَيْـضاً القُـوَّة والشجاعة.
لقد كان شديدَ الاعتزاز بنفسه حَــدَّ الغرور، ومتواضعاً حَــدَّ الخضوعِ والتذللِ.
لكنه معتزُّ بنفسه بعقيدته برسالته في الحياة بواجبه.
متواضعٌ لمن يستحقون ذلك، كان بسيطاً جداً جداً، لدرجة تظن أنك تعرفُه منذ أن وُلد، وكان يستحيل أن تفهمَه إلّا إذَا فهمت قناعاته يقينه إيْمَـانه، لم يكن يخالجُك أدنى شك بأنه على حق وأن النصر حليفُه (كجُندي من جنود الله من جنود المسيرة القُــرْآنية)؛ لأنَّه مر خلال مسيرته الجهادية بما يمكن أن نقولَ عنه معجزات، في أشدِّ لحظات الضعف والعجز عن امتلاك طلقةٍ تحدث معجزةٌ تحوِّلُ الشدةَ والضيق إلى فرج ونصر، حكى لنا بعضَها وذاكرتي أعجزُ من أن تتذكرَها، ولكنه مع ذلك كان منطقياً وعقلانياً في البحث عن كُـلِّ وسائل وأساليب النصر.
كان يتحَـرَّكُ وكأنه المسؤولُ الوحيدُ عن كُـلّ الجبهات وحلّ كُـلّ المشكلات، لكنه لم يكن يتجاوز زملاءَه أَوْ يفرض نفسَه عليهم، كان لهم رحمة ولطفٌ، ولَم أسمعه يوماً يتبرَّمُ من تقصير أخ أَوْ من أخطائهم، تَمَـاماً إذَا جاز التعبير، كان كالأُمّ التي تشعُرُ بمسؤوليتها عن كُـلّ أولادها وعن نجاحهم وعن تحقيق آمالهم والقيام بواجباتهم، لكنه أَيْـضاً لم يكن يلومُهم أَوْ يتهمُهم بالتقصير أَوْ يفكرُ في أنهم مقصّرون.
كان يسعى لمعالجة كُـلِّ المشاكل، ولكن دون يدخل في صراعٍ مع غيره أَوْ يشكك في أحد.
كان أطوعَ القادة للسيد عبدالملك دون أي تردّد، وفِي نفس الوقت كان مبادراً وخلّاقاً ومتطوّعاً.
خسارتُنا خسارةُ اليمن في غيابه كبيرةٌ، لكني أثق بأن لله حكمةً في رفعِه؛ لأنَّه بات وسيظلُّ النموذجَ الذي سيتجسّد قيماً وسلوكاً فينا كلنا.
سلامُ اللهِ على روحِه وجبَرَ اللهُ مصابَنا فيه.