بعد أكثرَ من ثلاث سنوات من التضليل والمغالطات: أمريكا تعترف بمشاركة قواتها إلى جانب قوات العدوان على اليمن

 

المسيرة: متابعات

بعدَ أكثرَ من ثلاث سنوات من دأب واشنطن على التقليل من حجمِ مشاركتها في العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، أقرّت وزارةُ الدفاع الأمريكية (الكونجرس)، أمس الأول، بوجود قُـوَّاتٍ خَاصَّـةٍ تابعة لها تُقاتِلُ في اليمن والحدود السعودية إلى جانب العدوان؛ لتضيف شيئاً جديداً على مستوى المعلومة وكشفها أمام العالم، لكنها لم تضفْ أيَّ جديد بهذا الاعتراف؛ نظراً لكون الشعب اليمني كان يدرك أن العدوان أمريكي بالدرجة الأولى وأن ما أقرت به الدفاع الأمريكية موجود منذ أول يوم للعدوان في مارس 2015.

وعقب قيام صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكي بنشر تقرير كشف لأول مرة وجود قُـوَّات أمريكية في اليمن والحدود السعودية تقاتل إلى جانب تحالف العدوان، اضطر مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية للاعتراف بذلك وفي الوقت ذاته رفضوا الكشف عن حجم تلك القُـوَّات.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، مايجور أدريان غالاوي، لقناة الحرة الأمريكية: إنَّ هناك مجموعات من القُـوَّات الخَاصَّـة الأمريكية تشارك في المعارك باليمن إلى جانب تحالف العدوان ومجموعات أخرى تساعد الجيش السعودي في الحدود السعودية اليمنية.

وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة، ديفيد ساترفيلد، أَكَّـدَ الشهر الماضي أن أهداف واشنطن في اليمن هي محاربة داعش وتنظيم القاعدة والتصدي للنشاطات الإيرانية وخفض مستوى معاناة الشعب اليمني.

واعتبرت وكالة “مونت كارلو” الدولية أن “انتشار هذه القُـوَّات يظهر مشاركة أمريكية أكبر في حرب اليمن التي أوقعت 10 آلاف قتيل وأدت إلى أسوأ أزمة إنْسَانية في العالم بحسب الأمم المتحدة”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت أن قُـوَّات خَاصَّـة أمريكية متواجدة في الحدود السعودية معتبرة أن ذلك يأتي في سياق “تصعيد مستمر للحروب السرية الأمريكية”.

كما كشفت الصحيفة عن جود قُـوَّات أمريكية تساعد السعوديين على ما وصفته “تحديد مواقع الصواريخ الباليستية وتدمير مخابئها، ومواقع إطلاقها التي يستخدمها الحوثيون في اليمن لمهاجمة الرياض والمدن السعودية الأخرى” بحسب قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتراف الأمريكي بوجود قُـوَّات خَاصَّـةٍ تقاتل إلى جانب تحالف العدوان “يتناقض مع تصريحات البنتاجون بأن المساعدات الأمريكية للحملة التي تقودها السعودية في اليمن تقتصر على اللوجستيات وتزويد الطائرات بالوقود وتبادل عام للمعلومات الاستخباراتية”.

وذكرت الصحيفة أن ستة مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم؛ نظرًا لأنَّهم غير مصرَّح لهم التحدث علنًا بشأن العملية، قالوا: إن “الأمريكيين المتواجدين على الحدود المليئة بالثغرات بين البلدين، يستعينون بطائرات المراقبة التي يمكنها جمع إشارات إلكترونية من أجل تعقب أسلحة الحوثيين ومواقع إطلاقها” بحسب قولهم.

ويرى مراقبون أن واشنطن لم تقدم جديداً في اعترافها بالمشاركة في العدوان، مؤكدين أن القُـوَّات الأمريكية منذ اللحظة الأولى هي من تقود العدوان وتضع أهدافه، مشيرين إلى أن توقيت الاعتراف يأتي في وقت يشعر تحالف العدوان بخطورة تراكم الفشل وبالتالي فإن الهدف رفع معنويات تحالف العدوان والمرتزقة بالإيحاء بأن هناك متغيراً جديداً في المعركة يتمثّلُ في انضمام القُـوَّات الأمريكية إليهم فيما هي متواجدةٌ منذ البداية بشكل سري والآن بشكل معلَن.

ورغم أن أمريكا كشفت على نحو علني حقيقة العدوان وأهدافه ومسؤوليتها عن الجرائم الوحشية بحق اليمنيين، إلا أنها في الوقت ذاته اعترفت بأنها تعرضت للهزيمة على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية منذ أكثر من ثلاث سنوات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com