أمريكا تقتل الشعب اليمني
جارالله نايف حيدان
أدرك الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي خطورةَ المشروع الأمريكي الاستعماري على منطقتنا العربية وديننا الإسْـلَامي منذ وقت مبكر، حيث كانت الشواهد كثيرةً جداً لكل متابع، ابتداءً من تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 والتي تعتبر أَكْبَـر عملية تضليل في التأريخ وجعلها شماعة لاستهداف بلداننا واحتلالها ونهب خيراتها.
ومنذ ذلك التأريخ تحَـرّك الشهيد القائد بمشروعه الثقافي التوعوي القُــرْآني لتوعية الأُمَّـة بهذا الخطر المحدق بها من خلال الشعار المعروف (الله أَكْبَـر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسْـلَام)؛ ليحصن الأُمَّـة العربية والإسْـلَامية من أمريكا وإسرائيل، ويبعَثَ السخطَ في قلوب الشعوب من أعمالها الإجْـرَامية، كما حذر من خطر دخول أمريكا اليمن وأنه: (لا يجوز لك أن تنقل أي تبرير أبداً تسمعه ولو من رئيس الجمهورية يبرر وجود أمريكيين, أَوْ يبرر القيام بعمل هو خدمة للأمريكيين من أي جهة كان، لا يتداول الناس التبريرات، هذه أول قضية يجب أن نحذر منها)..
وقال الشهيد القائد: إن الموقفَ الصحيحَ الرفضُ لأي وجود أمريكي في اليمن وتساءل: (لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟. فليكن كلامنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا؟).
وها هي أمريكا بعد 16 عاماً تعترفُ بمشاركتها بجنود من قُـوَّاتها الخَاصَّـة في العُـدْوَان على اليمن، وسواء اعترفتْ أم لا، فالشعب اليمني كله يعرفُ أن العُـدْوَانَ على الشعب اليمني أمريكي، وأن الجرائمَ البشعة والوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين من هذا الشعب هي أمريكية صهيونية، فلا يوجد على وجه هذه الأرض أَكْثَـر إجْـرَاماً وقبحاً من الأمريكي والإسرائيلي، لا يعيشون إلا بين الدماء، لديهم شراهةٌ وجُرأةٌ على قتل الناس للوصول إلى مبتغاهم على قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة”.
ومع كُـلّ تلك الجرائم التي نشاهدها يومياً بحق أبناء هذا الشعب، نرى البعض يحزن ويتغير لونه عندما يسمع بصرخة الحق في وجه طاغوت العصر أمريكا، ولو سألته ما يغيظُك ، وما هي الكلمات التي تزعجك؟ تراه يعجز عن الرد.
وهنا نقول: إن العُـدْوَان الأمريكي على اليمن يأتي في سياق المشروع الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي لاحتلال المنطقة بكلها والسيطرة على ثرواتها واستعباد أهلها، وخير شاهد ما يجري في كُـلّ الدول العربية وتدمير جيوشها والبنى التحتية فيها، وإثارة الفوضى والحروب الداخلية.
بالأمس ارتكب العدوّ الأمريكي وأدواته الطيعة السعوديّة والإمارات ثلاث جرائم حيث استهدفوا ثلاث أسر في ثلاث محافظات صعدة وصنعاء والحديدة ورأينا صور الأطفال القتلى في ضحيان، وانتشار الأطفال من تحت الركام في صنعاء، هكذا يقتلون ويقتلون ويتشدقون بوقاحة بالحقوق والحريات، ومن أجل إعَادَة وصايتهم على اليمن مستعدون لقتل كُـلّ الشعب اليمني، لإعَادَة عميلهم الخائن لشعبه هادي.
ولا يُستغرَبُ هذا، فأمريكا قامت بجرائم حرب وقامت بإبادة السكان الأصليين في أمريكا الهنود الحمر من أجل أن تصل إلى مبتغاها.