ماذا بعد الانتخابات العراقية، هل نشهد صفعة جديدة للمشروع الأمريكي؟
طالب الحسني
رغمَ تدنِّي نسبة المشاركة انتهت أهمّ انتخابات عراقية منذ ألفين وأحد عشر، وبدأ العراق مرحلةً جديدةً ومهمة، ستتوضَّـحُ فورَ إعلان النتائج، في هذه الانتخابات تنافست بشكل أَكْبَـر ثلاث كتل سياسية أهمها كتلة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، كتلة النصر والإصلاح، وهي بالمناسبة كتلة جديدة، فالرجل كان ضمن ائتلاف دولة القانون وهذه الأخيرة بقيادة نوري المالكي هي الكتلة المهمة في هذه الانتخابات، أما الكتلةُ الثالثةُ فهي كتلة الفتح بقيادة القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري.
العراقيون يتطلعون إلى أمرين هامين، الأول إنهاء حقبة كبيرة من الفساد والانقسام والصراع، والثاني إخراج العراق من التأثير والتدخل الأمريكي، لكن يبقى هذا التحول مرتبطاً بشكل الحكومة وشخصِ رئيس الوزراء القادم والذي ستفرزُه نتائجُ الانتخابات التي انتهت للتو.
العراق لا يمكنه أن يبقى في منطقة وُسطى بين محور المقاومة، أَوْ مع أعداء هذا المحور، العراق استراتيجياً وجغرافياً وسياسياً لا بد أن يتموضعَ في المحور الإيراني السوري، ومحاولة إبقائه في الوسط كما هو الحال بتوجّه حيدر العبادي حتى لو تذرع الأخير بحاجة العراق إلى عملية توازُن من أجل إتمام عملية الإعمار التي لا يقوى العراق على تحملها بمفرده.
في هذا السياق فإنَّ العراق سيدخُلُ مرحلةً جديدة إذَا ذهبت نتائجُ الانتخابات لصالح هادي العامري القيادي في الحشد الشعبي والمنافس القوي، أَوْ ذهبت إلى إعَادَة نوري المالكي مجدداً إلى رئاسة الحكومة، إما إذَا حصد حيدر العبادي النتيجة، وهو ما تريده الإدَارَة الأمريكية وبعض الأطراف الإقليمية فإنَّ عملية التحول لصالح محور المقاومة ستكونُ بطيئةً.
فوزُ معسكر حزب الله في الانتخابات اللبنانية مثّل صفعةً كبيرةً للولايات المتحدة الأمريكية والسعوديّة وبعض الدول الخليجية التي كانت تراهنُ على خسارة هذا المعسكر، وبالتالي الدخولُ في مرحلة جديدة من التضييق السياسي بالتوازي مع التصعيد الأمريكي والإسرائيلي ضد حزب الله وإيران والقضية الفلسطينية، ولو أضيف إلى هذه الصفعة انتصارٌ جديدٌ في الانتخابات العراقية فإنَّ مشهدَ المنطقة سيختلف كَثيراً، وستكون نكسة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ، ومن هنا فقط تكتسب الانتخابات العراقية أهميتها، التحول هو الأساس، وهو مستقبل العراق بعد هزيمة داعش ووكلاء الولايات المتحدة والسعوديّة الذين أرهقوا العراق منذ 15 عاماً.