الرد السوري وخيبة أمل أمريكا وأدواتها
سليم المغلس*
خطوةُ ترامب في الانسحابِ من الاتّـفاق النووي وإبقاء أوروبا ملتزمة بالاتّـفاق، أظهر قرارَها منقوصاً وغيرَ مكتملٍ، مبقياً أوروبا ممسكةً بالاتّـفاق؛ خوفاً من لجوء إيران إلى التخصيب، هذا الموقف يعكس العجز والضعف الذي وصل إليه القرار الأمريكي في المرحلة الراهنة.
فقرارُ ترامب كان مجرد موقف إعْـلَامي مدفوع الثمن كغطاء سياسي وإعْـلَامي دولي لأدواتها في المنطقة كالسعوديّة والإمارات وغيرهما؛ لتنفيذ مشاريعها في المنطقة.
ولهذا نجدُ تصعيدَ تحالف العدوان في اليمن وعربدة طيرانه الذي يرتكبُ الجرائمَ البشعة تجاه المدنيين والأطفال والنساء بجرأةٍ كبيرة كما كان في بداية العدوان إن لم يكن أَكْثَـر.
كما إنَّ موقفَ ترامب كان بمثابة الغطاء السياسي والإعْـلَامي للعدو الإسرائيلي وعدوانه على سورية والذي أقدم على ضربات محدودة وأهدافٍ معيّنة من باب التجربة وجس النبض؛ خوفاً من رد الفعل.
حيث تحاشت إسرائيلُ الوقوعَ في مواجهة وحرب مع سورية، وحاولت حصر إعلان استهدافها على مواقعَ عسكرية إيرانية، حسب زعمها.
مما يؤكد على أنها أضعف وأعجز من الدخول في حرب مع محور المقاومة في الوقت الراهن.
وبالتأكيد كان الرد السوري على إسرائيل ومنظومة الدفاعات الجوية السورية مخيبةً لآمال الأمريكان والإسرائيليين، وبالتأكيد لن تقدمَ على إعلان حرب وستعمل على الخروج بهدوء من المأزق.
كما إنَّ موقفَ ترامب وعدوان إسرائيل على سورية كان مدروساً ليأتيَ على إثره انسجامٌ في الموقف ووحدته بين إسرائيل وأدوات أمريكا في المنطقة على رأسها السعوديّة؛ بهدف تطويع الرأي العام العربي والإسْـلَامي للتطبيع والتحالف مع إسرائيل ضد محور المقاومة، واعتبار إيران العدوّ الأول للعرب والمسلمين بدلاً عن إسرائيل.
*عضو المكتب السياسي لأنصار الله