اغتيال دكتورة بجامعة عدن وأبنائها داخل شقتها وإمام مسجد وذبح طفل بطريقة مروعة: الاحتلال الإماراتي يحوّل عدن إلى مدينة الرعب والاغتيالات
المسيرة: إبراهيم السراجي
تُعتبَرُ محافظةُ عدن الأصغرَ على الإطلاق بين المحافظات اليمنية، وهي عبارة عن مدينة لا تمتلكُ أريافاً كباقي المحافظات، غير أن هذه المقوماتِ التي تجعل تأمينها من الأمور الأكثر سهولة، لم تمنحها الأمن والاستقرار في ظل الاحتلال الذي يكمل عامَه الثالث في يوليو المقبل، بل على العكس فقد شهدت هذه المدينة المئاتِ من عمليات الاغتيال والمئات من عمليات القتل التي طالت الأكاديميين والسياسيين والعلماء والمواطنين في الشوارع والمساجد والجامعات وكذلك داخل منازل الضحايا.
وعلى الرغم من امتلاء السجون السرية التابعة للاحتلال الإماراتي بآلاف المعتقلين والمخفيين قسرياً، إلا أن الاحتلال يستخدم كافة الوسائل لإفراغ عدن من قادتها ونخبها السياسية والدينية والثقافية وإسكات أيِّ صوت ليس الذي يعارض الاحتلال فحس،ب بل أيضاً من لم يخدموا أجندته، في وقت تعترف حكومة المرتزِقة علنياً بأنها لا تملك أية سلطة في عدن وغيرها وتعتقد أن ذلك يبرؤها من المسؤولية.
مساء الثلاثاء الماضي، شهدت عدن جريمة اغتيال مروعة كسرت كُـلّ القيم من خلال أن الهدفَ هذه المرة كان امرأة وكذا اغتيالها مع أفراد أسرتها داخل منزلها، حيث قام مسلحون باقتحام شقة الدكتورة نجاة علي مقبل عميدة كلية العلوم بجامعة عدن، الكائنة في مدينة انماء السياحية وقاموا بقتلها وقتل ابنها وهو مهندس يدعى “سامح” وابنة الأخير أي حفيدة الدكتورة التي ما تزال طفلة في الثامنة من عمرها تقريباً.
ولم تكد مدينة عدن تستفيقُ من صدمة اغتيال الدكتورة نجاة مقبل، إلا وصدم سكان المدينة بنبأ اغتيال أحد أئمة المساجد الذين طالتهم عشرات العمليات المماثلة على مدى ثلاث سنوات، كلهم إما كان لهم مواقف معارضة للاحتلال أَوْ أئمة رفضوا الانخراط في مشروع الاحتلال دون أن يتخذوا مواقف معارضة.
وفي هذا السياق، قام مسلحون على متن دراجة نارية يوم الأربعاء الماضي بإطلاق نار على أحمد داوود إمام مسجد معاذ بن جبل في حي الممدارة، ما أدّى لمقتله ومقتل شخص آخر إلى جانبه، قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار كالعادة دون أن يعترضهم أحد.
وفيما شهدت عدن المئاتِ من عمليات الاغتيال، قال مركز سواسية لحقوق الإنْسَـان إنه رصد 38 عملية اغتيال طالت أئمة المساجد في عدن ممن كان لديهم نظرة مخالفة لمؤيدي الاحتلال الإماراتي.
وأشار المركز إلى أنه سبق القبض على 12 متهماً بتنفيذ عدد من تلك العمليات من قبل سكان تواجدوا لحظات تنفيذ الاغتيالات وقاموا بتسليمهم للقوى الأمنية الموالية للاحتلال إلا أنه تم تهريبهم.
وقبل اغتيال إمام مسجد معاذ واغتيال الدكتورة نجاة مقبل، عثر مواطنون في مدينة إنماء السياحية بعدن على جثة قتيل يوم الاثنين الماضي، كانت مرمية في الشارع الذي يربط بين منطقتي الشعب والمنصورة، واتضح لاحقاً أنها لقيادي جنوبي من الجناح غير الموالي للاحتلال الإماراتي ويدعى “ممدوح النجدي” وهو شقيق القيادي الآخر طارق النجدي.
ولا تسير الاغتيالات في عدن باتجاه واحد، فعمليات الاغتيال والتصفيات والهجمات على نقاط التفتيش تطال القوى الموالية للاحتلال الإماراتي في ظل فوضى أمنية تعصف بعدن ولا تلوح في الأفق أي نهاية لها، حيث قُتل أحد مجندي القوى الأمنية الموالية للاحتلال وأصيب اثنان آخران إثر كمين استهدف طقماً أمنياً تابعاً لما يسمى الحزام الأمني في منطقة المنصورة.
- ذبح طفل وشطره إلى جزأين
العثورُ على جثث مواطنين عليها آثار تعذيب أَوْ قتلوا بالسكاكين أصبحت من الحوادث المعتادة في عدن على مدى ثلاث سنوات من الاحتلال، لكنّ المجرمين ابتكروا إضافةً جديدةً لأساليب القتل وهذه المرة بقتل طفل بطريقة مروّعة.
ففي مساء الخميس الماضي عثر مواطنون في حي البساتين بعدن على جثة طفل مذبوح لا يتجاوز عمره الـ12 عاماً.
وأفاد المواطنون الذين عَثروا على الجثة لوسائل الإعلام بأنهم وجدوا جثة الطفل داخل كيس كبير واتضح أنه قُتل ذبحاً وتم شطر جثة إلى نصفَين، في مشهد فظيع يعكسُ واقعَ الحال في عدن.