المنافقون.. وموقفهم من القضية الفلسطينية
هنادي محمد
في الوقتِ الذي تشهَدُ فيه القضيةُ الفلسطينية تطوُّراتٍ كبيرةً ومَنحاً خطيراً تمثَّل في نقل الإدارة الأمريكية لسفارتها إلى القدس، وترافق مع ذلك هجمةٌ عسكرية لا إنسانية على المواطنين بالرصاص الحي وبالغازات السّامة وغيرها.
نجدُ المنافقين كما قال قائدُ الثورة الشَّعبية والمسيرة القرآنية السَّيد / عبدالملك بدر الدين الحوثيّ ‘يحفظه الله ويرعاه’ يمثّلون طرفاً رئيسياً في كُلِّ المؤامرات والمكائد والأجندة التي تستهدفُ الأمَّة.
فكان موقفُهم إزاء تلك الأحداث هو أنَّهم وفي شهر الله الأعظم قد خصَّصوا مِساحةً شاسعةً في إعلامهم للاستهانة والسخرية من الشُّعوبِ الحرة الثَّائرة المناهضة للهيمنة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، والمتمسِّكة بمقدساتها والمناصرة لقضيتها المركزية ” فلسطين “.
والهدفُ من وراء هذا الأسلوب المُشين والمسيء لهم لا لغيرهم هدفٌ خطيرٌ للغاية، أَلَا وهو كسرُ عزيمة الثّوار والأحرار وإرادتهم الصُّلبة في تحرير القدس من خلال تصوير الأمر وكأنَّهُ ضرباً من الخيال وبعيد المنال، وكذلك إخماد الرّوح المعنوية وحالة السَّخط القائمة والسّائدة لما يرتكبه الكيان الغاصب من جرائم دامية بحق الآلاف.
كُلُّ هذا بُغية تقليص الحِراك الثَّوري وإخفات الأصوات المجلجلة بصرختها في وجه المستكبرين إلى أن تصل إلى حد الجمود بعد الصَّمت.. فالخضوع..!
وبذلك يتحقّقُ لليهود عودتُهم الموعودة -كما يزعمون- وهم من ليس لهم موقعٌ في الخارطة الافتراضية، ولا وجودٌ في رقعة الأرض الواقعية..!
ولكن هيهات هيهات..!، فكما استطاع من يتحَـرَّكون بنور الله إفشالَ مؤامرات الأسياد والأمراء في الجبروت، سيفشلون بعون الله كيدَ ومكرَ الوكلاء في التنفيذ..!، من المنافقين ومَن عمل عملهم..
ولا محالةَ في أنَّ النصرَ للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني طال الزمان أَوْ قَصُــرَ.. هو وعدُ الله القائل في محكم كتابه {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}.. [سورة النساء 122]
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.