أكّد أنه لا صحة لمزاعم إعلام العدوان عن قتل أو أسر عناصر لحزب الله في صعدة.. السيد حسن نصر الله: معركة الساحل الغربي معجزة يمنية وفضيحة عسكرية للغزاة بكل المقاييس

 

المسيرة: إبراهيم السراجي

وضَـعَ الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الصمودَ الذي أبداه أبطالُ الجيش واللجان الشعبية في معركة الساحل الغربي في خانة “المعجزات” العسكرية التي تدعو الجميعَ للانحناء للمجاهد اليمني، وفي المقابل وصف السيد نصر الله -وهو القائد العسكري الذي هزم الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة- ما تعرضت له قوى الاحتلال ومرتزقتها، رغم امتلاكِها كُـلَّ عوامل التفوق الجوي والبري والبحري، بأنها “فضيحة عسكرية بكل المقاييس”، الأمرُ الذي جعله وهو قائد انتصارات المقاومة يتمنى لو كان مع أبطال اليمن في الساحل الغربي مقاتلاً تحتَ راية قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، واصفاً إياه بالقائد الشجاع والحكيم.

وفيما بدا أن قطاعاً واسعاً من أبناء الشعب اليمني ممن اعتادوا انتصارات أبطال الجيش واللجان على مدى أكثر من ثلاثة أعوام، لم يدركوا بالشكل الكافي حجم الانتصار الذي يحقّـقه المجاهدون في الساحل الغربي، والذي لولا التواطؤ الغربي مع العدوان لتناولته الصحف العالمية والخبراء العسكريين على أنه انتصار يتجاوز كُـلّ المعادلات المادية بكل المقاييس العسكرية، وبالتالي أطل السيد حسن نصر الله في خطاب، أمس الجمعة، خصص جزءاً منه للتعليق على معارك الساحل الغربي والمعجزات التي يجترحها أبطالُ اليمن بمواجهة كُـلّ أنواع الآلة العسكرية الغربية جواً وبراً وبحراً، معتبراً أن ما حدث للغزاة من هزائمَ كافيةٌ لأن تكون عبرة لقوى العدوان لإنهاء عدوانها على اليمن؛ لأنَّها أمام شعب لن يستسلم.

وأكّد السيد نصر الله أن ما جرى مؤخراً في الساحل الغربي شهد فضيحتين لقوى العدوان والاحتلال عسكرية وإعلامية.

وأوضح أنه فيما يتعلق بالفضيحة العسكرية للعدوان في الساحل الغربي أنه منذ أشهر قام الأمريكيون بمشاركة فرنسا وبريطانيا وقوى تحالف العدوان ممثلة بالسعودية والإمارات ومعهم أعداد كبيرة من المرتزقة بغطاء جوي مكثّـف وعدد هائل من الآليات والدبابات التي بدا أنها أكثر من المرتزقة، قاموا بالتحضير منذ أشهر للمعركة وللحرب النفسية على مستويات عالية “ثم عندما نزلوا إلى الميدان كانت الهزيمة النكراء بكل المقاييس”.

ووصف السيد نصر الله ما حقّـقه أبطال الجيش واللجان في الساحل الغربي بأنه “أشبه بالمعجزة؛ لأنَّ القتال يجري بين أقوى أسلحة الجو وبين أجهزة تكنولوجية عالية، ومرتزقة وجيوش وقُـوَّات متعدد، وفي المقابل شعب مجاهد يملك إمكانيات متواضعة، ولكن يملك إيْمَاناً عظيماً وتوكلاً هائلاً وثقة بالله سبحانه وتعالى”.

كما تحدث السيد نصر الله انطلاقاً من كونه رجلاً يعرف ما تعني الحرب وماذا يعني مواجهة أعتى وأعنف الأسلحة ومعنى نجاح الصمود في وجه كُـلّ ذلك وبالتالي أكّد أنه “ولكن أمام كُـلّ الحرب على اليمن وبالخصوص أمام التجربة الأخيرة في الساحل الغربي أنا وكل إخواني وكل مقاوم في العالم، وكل من يعرف المعادلات العسكرية، يجب أن ينحني إجلالاً لهؤلاء الابطال، وقياداتهم الشجاعة والحكيمة والراسخة”.

وأمام كُـلّ ذلك تمنى السيد نصر الله لو أنه كان متواجداً بين أبطال الجيش واللجان تحت راية قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وقال مخاطباً أبطال الجيش واللجان “أنا خجول؛ لأنَّي لست معكم وبينكم، أنا عندما أشاهد الأفلام (الإعلام الحربي) على شاشات التلفزيون أقول يا ليتني كنت معكم، وأنا أعرف أن إخواني وكل شريف يقول هذا: ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع”.

وأضاف أن الإيْمَانَ والصلابةَ التي يتحلى بها أبطالُ الجيش واللجان “تضافُ إلى دروس المقاومة في لبنان وفلسطين وفي كُـلّ مكان، هذا درس لكل شعوب الإسلامية والعربية أنه بالإيْمَان والثبات والرهان على الشعوب والشباب الأبي يمكن مواجهةُ أقوى جيوش الطغيان في هذا العالم، وأقوى غطرسة هذا العالم العسكرية والأمنية”.

وإلى جانب الفضيحة العسكرية، تحدث السيد نصر الله عن فضيحة العدوان الإعلامية، مشيراً إلى عددَ المرات التي أعلن إعلام العدوان احتلالَ مطار الحديدة وعجز عن عرض ولو صورة واحدة من هناك مقابل الصور التي يبُثُّها الإعلامُ الحربي لأبطال الجيش واللجان من داخل المطار.

وقال السيدُ نصر الله: إن الانتصارات الزائفة التي تعلنها قناة العربية السعودية يمكن القياس عليها لمعرفة غياب المصداقية في إعلام العدوان الذي “ليست له صلة بالواقع على الإطلاق، لا فيما يتعلق باليمن ولا فيما يتعلق بغير اليمن”.

وعبّر السيد نصر الله عن أمله أن يكون ما حدث في الساحل الغربي عبرةً للسعودية ودول العدوان بأنهم “أمام شعبٍ لن يستسلمَ، ولديه قدرةٌ عاليةٌ على الصمود، وأن معركتكم مسدودة الأفق، وأن عليكم أن تستجيبوا لكل الدعوات العالمية والإسلامية والعربية لوقف إطلاق النار، والذهاب إلى الحوار والمصالحة اليمنية”.

كما سخر السيد نصرالله من مزاعم إعلام العدوان حول أسر مجاهدين من حزب الله في اليمن وبعد ذلك تراجعه وقوله إنهم قُتلوا في صعدة.

وقال السيد نصر الله إنه “لا صحة للأخبار التي بثتها قنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن عن قتل أَوْ أسر عناصر لحزب الله في صعدة”. وأضاف “نحن نفتخر ونعتز ونرفع رؤوسنا في حال قضى لنا شهداء في اليمن ونحن نخجل لأنَّنا لا نقدم المساعدة المطلوبة للشعب اليمني المظلوم”.

من جانب آخر، أشاد السيد نصر الله بقرار ماليزيا الانسحاب من تحالف العدوان على اليمن وقال: “يجب أن نضُمَّ صوتَنا ونتوجه بالشكر إلى رئيس حكومة ماليزيا الجديد وإلى الحكومة ووزير الدفاع الماليزي الذي أعلن بالأمس انسحابَ ماليزيا من هذا التحالف المشؤوم”، معبراً أن أمله بأن تحذوَ بقية الدول الإسلامية حذوَ الحكومة الماليزية.

كما ناشد السيد نصر الله الرئيسَ السوداني وبرلمانَ السودان وشعبَ السودان، بسحب القُـوَّات السودانية المشارِكة في العدوان. وقال إنه “للأسف الشديد أن تكون هناك قُـوَّاتٌ من الجيش السوداني تقاتل إلى جانب هؤلاء الطواغيت، تقاتل في معركة يكون فيها الأمريكي والإسرائيلي إلى جانب السعودي وغيره”.

وأشار إلى أن السودان التي كان لها حضورٌ كبيرٌ في قضية فلسطين وقضايا الأُمَّـة”، مضيفاً أن تركيزَه على دعوة السودان للانسحاب؛ بسبب المشاهد التي تظهر الشباب السوداني قتلى في اليمن ويُتركون في الصحاري والجبال بلا حماية أَوْ اهتمام من قبل العدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com