تفاقم معاناة نحو 600 ألف من سكان مدينة الحديدة ونزوح ما لا يقل عن 50 ألف شخص نحو العاصمة صنعاء .. قتل الشعب جوعاً وتركيعه كأحد أهداف التصعيد في الساحل الغربي

 

المسيرة| تقرير:

في الوقت الذي يتحدَّثُ البريطاني مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن عن العودة إلى طاولة المفاوضات، كاشفاً الدور السلبي للأمم المتحدة تجاه استمرار العدوان السعودي على اليمن وتصعيدها الأخير الذي يهدف إلى قتل الشعب اليمني جوعاً عبر السيطرة على ميناء الحديدة الشريان الوحيد لحياة أكثر من 20 مليون يمني، فإن التصعيد العسكري في الساحل الغربي تسبب بأكبر كارثة وأزمة إنسانية يشهدها العالم ليعرف الجميع خلالها بأن الهدف الحقيقي والرئيسي الذي يقف وراء هذا التصعيد هو تجويع الشعب وإركاعه؛ لتحقيق هدفه الأساسي بالسيطرة على اليمن وضمان السيطرة الأمريكية الصهيونية على باب المندب والبحر الأحمر.

وأكدت تقارير دولية بأن التصعيد العسكري من قبل تحالف العدوان في محافظة الحديدة أدى إلى تفاقم معاناة نحو 600 ألف من سكانها، وقدرت الأمم المتحدة عدد النازحين من المدينة المطلة على البحر الأحمر، بما لا يقل عن 50 ألف شخص توجه أغلبهم نحو العاصمة صنعاء.

وقالت “فرانس24” الإخبارية إن المعارك وقصف تحالف العدوان الذي لا يهدأ على الحديدة حاصر مئات الآلاف من السكان الذين يعجز الكثير منهم عن الفرار من المدينة التي تعاني أيضاً نقصاً حاداً في المياه النظيفة، فضلاً عن انقطاع الكهرباء، وقد نجحت بعض الأسر في الفرار من الغارات طلباً للسلامة بالعاصمة صنعاء، بينما اتجه آخرون إلى ريمة ووصاب.

ونقلت فرانس24 عن المواطن عاصم محمد (30 عاماً) وهو صيدلي من أبناء مديرية الحوك بالحديدة متزوج وله طفلة تبلغ من العمر 6 أشهر، القول: نسمع صوت انفجارات طوال الوقت ولم تصلنا المياه منذ ثلاثة أيام.

وتعجز مثل تلك الأسر في الفرار لأسباب مثل قلة المال جراء انقطاع الرواتب عنها من قبل العدوان الذي نقل البنك المركزي قبل عامين إلى عدن، أو بسبب التزامات العمل ومسائل شخصية أخرى، حيث رفع السائقون الذين ينقلون النازحين من الحديدة إلى صنعاء أو مدن أخرى الأجرة إلى أكثر من مثلَيها منذ بدء التصعيد، بينما هدّد المستشفى الذي يعمل به عاصم محمد الموظفين بالفصل إذا تغيبوا لفترات طويلة، مضيفاً أن الكهرباءَ مقطوعة أيضاً في معظم المدينة منذ ثلاثة أيام وفي بعض الأحياء منذ أسبوع، ولعل سبب نقص المياه هي الأضرار التي طالت الأنابيب.

شعبٌ على شفا المجاعة

وتقولُ الأمم المتحدة إنهاء تخشى أن تسبب الحملة العسكرية التي يقودها تحالف العدوان السعودي في وقوع كارثة في البلد الذي يعاني أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، حيث يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات فيما بات نحو8.4 مليون نسمة على شفا المجاعة، فيما يعتبر ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، شريان الحياة الرئيسي لسكان المنطقة ويقطن المدينة نفسها600 ألف شخص.

من جانبها قالت لــ “فرانس 24” ليز غراندي -منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن: إننا نرصدُ مستويات مرتفعة من سوء التغذية، ومن بين كُـلّ الأمور التي نخشاها لا شيء أكثر أهمية الآن من احتمال تفشّي الكوليرا ربما يتأثر مئات الآلاف.

وحذّرت غراندي من انتشار الكوليرا بسرعة البرق إذا انهارت شبكة المياه وما لم يتم اتخاذ إجراء للتصدي للوضع على الفور.

ويستخدم سكان الحديدة منذ بدء العدوان على اليمن في 2015 مولدات خَاصَّـة للحصول على الكهرباء لكن الهجوم الذي شنته القوات المدعومة من تحالف العدوان هذا الشهر جعلهم يواجهون صعوبة في الحصول على وقود الديزل الضروري لتشغيلها، حيث ترتفع درجات الحرارة في اليمن صيفا لتتجاوز الأربعين درجة مئوية في الظل، وهو ما قد يساعد إلى جانب نقص المياه النظيفة في تفشي الأمراض.

 

50 ألف نازح من الحديدة

بدوره، أعلن محمد قاسم -المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالحديدة-، عن قيام موظفي الإغاثة بتوزيع أكياس الطعام في إحدى المدارس بالمدينة التي تم نقل عشرات الأسر النازحة إليها.

وأشارت امرأة نازحة كانت تنتظر للحصول على حصتها في المدرسة إلا أنها هربت مع أسرتها بما عليهم من ملابس فقط؛ نتيجة لشدة القصف الجوي وكثافة الغارات التي يشُنُّها طيرانُ العدوان.

وقدّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عددَ النازحين من الحديدة بما يتراوح بين50 ألفاً و60 ألف شخص.

وقال برنامج الأغذية العالمي: إن تصعيد العدوان قد يتسبب في نزوح أو حصار ما يصل إلى 1.1 مليون شخص في الحديدة، والذين هم بحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة.

وتم خلال هذا الأسبوع تفريغ شحنة سفينتان مقدرة بـ50 ألف طن من القمح في ميناء الحديدة.

وأضاف برنامج الأغذية العالمي في بيان أن سفينة ثالثة تحمل 25 ألف طن من القمح موجودة حالياً في منطقة تابعة لتحالف العدوان تستعد للرسو بالميناء.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد يتسبب تصعيد تحالف العدوان في الحديدة بمقتل ما يصل إلى 250 ألف شخص، خَاصَّـة إذا انتشر وباء الكوليرا في المنطقة التي تعاني من انتشار الفقر على نطاق واسع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com